للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

طبقية صباح الخير يا عرب في الأردن حضر الماكياج وغابت اللغة… ومايا دياب كيف تسأل العرب

أ. مالك العثامنة

 هل تعلم عزيزي القارىء، أن القصة المعتمدة في موضة السنة لفساتين العروس، ستكون «فيش كتFish Cut»!

أيوالله، هكذا أفادتنا فقرة الموضة والأزياء في برنامج «أم بي سي» الجماهيري «صباح الخير يا عرب»!
أدرك أن هذا الخبر قد يشكل صدمة لجمهور واسع من زملاء وأصدقاء إعلاميين ومثقفين أعرفهم، فالخبر مثلا سيصعق الزميل أنور القاسم في «القدس العربي»، الذي كان يجادل الزميل أحمد المصري في ذات الموضوع طوال أسبوع، مؤكدا له أن «الفيش كت» لا أمل له هذا العام!! وها هي رؤية أحمد المصري تكسب الجولة مرة أخرى.. ليكون «الفيش كت» موضة فستان العروس هذا الصيف.
طبعا، ما ورد أعلاه دعابة مع الزميلين الجادين، لكن لتعكس مفارقة طرح تلك المواضيع على شاشة «أم بي سي»، ومن خلال برنامج جماهيري يفترض أن يتابعه الجميع من المحيط «ما غيره» إلى الخليج «إياه».
السيدة مصممة الأزياء الحسناء ذات الغنج والدلال في حديثها، الذي لم أفهم منه شيئا، أفادتنا أيضا بتفاصيل جدا خطيرة، قد تغير في تفاصيل عيشنا اليومي حين نعرف مثلا أنها تحب سماع الموسيقى الإسبانية في مكتبها، حين ترسم الفستان الجديد!! وهو ما أشادت به نجمة صباح «أم بي سي» لجين عمران بدورها.
هناك ببساطة، طبقية اجتماعية واضحة في المواضيع المطروحة في برامج الصباح، مثل «صباح الخير يا عرب»، وكأن الفئة المستهدفة هي تلك الفئة التي تستيقظ بعد الصباح بقليل لتجد عصير البرتقال الطازج ينتظرها على باب «الجيم» وتجهد ببذل المال الكثير لتتقشف في طعامها بحثا عن وصفة «دايت».
بينما هناك فئة غالبة وعامة، تلك التي تستيقظ مبكرا جدا بحثا عن رزقها، وبالكاد تجد كوب ماء مثخن بالكلور الحكومي لغايات التنقية، تصنع منه الشاي وتبذل ما تيسر من مال وتتقشف في طعامها بحثا عن وصفة لسداد الدين، فهؤلاء الغالبية الساحقة من المشاهدين العرب، فلماذا إذا «صباح الخير يا عرب»!؟
من يحتقر من: المذيعة أم اللغة؟!
وفي سياق الحديث عن برامج الذورة الصباحية في الفضاء العربي، ومرة أخرى يلفت انتباهي البرنامج الأكثر شهرة على مستوى التلفزيون الأردني، وأعني برنامج «يسعد صباحك»، والذي شدني إليه الجمعة الماضية حين كانت مذيعته تقرأ من كتاب مذكرات الملك عبدالله الثاني، وقد أعدت برنامجا كاملا عن الكتاب، فكانت القراءة التي قدمتها جريمة أدبية لا تغتفر بحق اللغة العربية، وحق التلفزيون الرسمي الأردني، فلم تتردد المذيعة ولو للحظة بارتكاب أبشع الأخطاء اللغوية والنحوية في القراءة، فنصبت الفاعل ورفعت المفعول به، وجرت ما لا يجر، فيا ليتها اهتمت بمحتوى ما تقرأه قدر اهتمامها بالماكياج الذي وضعته أو بالأزياء التي كانت تغيرها مع كل مشهد، ورغم ذلك كان الذوق رديئا جدا.
طبعا، كان من ضمن الرؤية الإعدادية للمذيعة نفسها، فقرة لا تصل إلى خمس دقائق، تم تصويرها في بريطانيا، لإجراء مقابلات، كان الأهم فيها على ما يبدو إبراز الأزياء أكثر من إبراز المحتوى، مما يجعلني أتساءل عن تلك الكلف المهدورة في الإنتاج.. بدون دراسة ولا معالجة صحيحة من خبراء و محترفين.
لغايات ضبط الجودة في معلوماتي، عدت إلى السيد «غوغل»، أسأله عن تلك المذيعة مقطوعة الوصف، ليحولني بدوره إلى موسوعة «الويكيبيديا»، وهو موقع معلوماتي يمكن للشخص أن يعبىء معلوماته عن نفسه ذاتيا فيه.. وهذا ما وجدته عن بحر علوم الإعلام في التلفزيون الأردني، التي قدمت عن نفسها معلومات أيضا خطيرة وستقف أمامها أجيال قادمة بتأمل وتركيز، مثل أنها في عام كذا كان قمة الفرح لأنها ستصبح خالة لأول حفيد في العائلة!!
«دوتشة فيله» والوجه الحسن
كل مرة أكرر، أنني أحترم قنوات فضائية ناطقة بالعربية تحترم مشاهدها وتخاطب العقل فيه، ومرة أخرى أشيد بقناة «دويتشة فيله» الألمانية، التي وعلى الرغم من محدودية إمكانياتها، إلا أنها وعلى مدار الساعة قادرة على تقديم المحتوى المحترم والمناسب للمستويات كلها.
ديما ترحيني، أحد أهم المذيعات في القناة، نموذج للمعادلة التي يراها البعض مستحيلة، فحضورها جميل وطلتها جاذبة، وثقافتها واسعة وقدرتها على السيطرة أمام الكاميرا يحولها إلى مايسترو حوار بارع فتظل مشدودا إلى كل عناصر برامجها.
إذن، القصة ليست بماكياج وأزياء فقط، فالقالب هو الغالب، وحين تعود إلى «ويكيبيديا» نفسها عن ديما ترحيني تجد أمامك سيرة مهنية محترفة وغاية في الإبداع تتعلق بدورات تدريبية متخصصة في مؤسسات دولية كبيرة، وتاريخ مهني بدأته من نقطة الصفر، لا من واسطة ألقت بها أمام الكاميرا من أول مرة.
مايا دياب تسأل العرب
ومن نعم الله على عبده كاتب هذه السطور، أن قيض له عمرا يعيشه، فيشهد بنفسه برنامج «إسأل العرب» للحسناء اللبنانية مايا دياب.
وإنني والله حتى هذه اللحظة لا أعرف موهبة أو حرفة بنت دياب، التي جعلتها نجمة، فهل هي مغنية أم ممثلة أم عارضة أزياء؟ كل ما أعرفه أنها ممن ملأوا «دنيانا» وشغلت الناس في عصر الفضائيات، وأنها لو تثاءبت فإن صورة التثاؤب ستكون أكثر الصور تداولا على الأخبار الفنية ومواقع التواصل.
هذه السيدة صاحبة السيقان الطويلة والملابس المثيرة، تقدم الآن برنامجا اسمه «اسألوا العرب»، وقد توهمت أول ما قرأت عن البرنامج في الإعلام، أنه رديف لبرنامج «على خطى العرب»، الذي أعده وقدمه مشكورا الدكتور عيد اليحيى، لكن وجود مايا دياب في البرنامج أربك سياق الفكرة الواهمة لدي. فلم أستطع تركيب أي مشهد يجمع الدكتور عيد في وسط تهامة مثلا يبحث «بسقط اللوى بين الدخول فحومل» مع مايا دياب، التي لا أتخيلها مهتمة إلى هذا الحد بغراميات «الملك الضليل»!
ما شهدته من حلقة شاهدتها للبرنامج، وقد أكرمني الله بتلك الفرصة، فتلك المشاهدة عدلت الفكرة..وأعادتها للطريق الصحيح، وفعلا، برنامج يليق تماما بمايا و محيط خصرها بالضبط..
 

القدس العربي

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية