للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

البشتاوي.. اجتهدت ليصبح الهدهد أول منهاج ذكي لتعليم اللغة العربية

منى أبوحمور

 كان لدى الثلاثينية شيماء البشتاوي هدف سعت لتحقيقه. واجتهدت حتى تضع بصمتها الإبداعية لتكون على مرأى من عيون العالم أجمع.

أسست البشتاوي مشروع "الهدهد" الذكي للغة العربية والمعارف، كأول منهاج ذكي لتعليم اللغة العربية والمعارف لمرحلة الطفولة المبكرة والمتوسطة؛ حيث عملت على تطوير المحتوى، واستقطبت ما يقارب مليون مستخدم حول العالم.
تمكنت البشتاوي عبر تفوقها الدراسي، ومثابرتها وإصرارها على الإبداع من أن تجعل من أحلامها وطموحاتها قصة نجاح تروي تفاصيلها من خلال ما قدمته من إبداع، تميز ونجاح، لمشروعها الذي يطبق في الأردن، قطر، السعودية، فنلندا وجزئيا في ألمانيا وقريبا في الولايات المتحدة الأميركية، سلطنة عمان والإمارات.
نشأت البشتاوي في أسرة متعلمة ومثقفة، كان لها دور كبير في تكوين شخصيتها، وتزويدها بالكتب والقصص؛ حيث تلقت الدعم الكبير من والديها اللذين لطالما سانداها لتنمية مهارتها في الكتابة والقراءة، فكانت قارئة من الطراز الأول ومحبة للعربية والفكر والأدب.
تقول "أسرتي دائمة التحفيز لي وكانت واثقة من قدراتي وثقتها بي كانت تعني لي الكثير"، فضلا عن المساحة الكبيرة من الحرية وبصماتها واضحة في حياتها.
وتضيف "المثابرة هي أمر لا يأتي فجأة، هي صفة يجب أن تصاحبنا منذ نعومة أظفارنا لكل أحلامنا".
وعلى الصعيد الخاص، تدين البشتاوي بالفضل لزوجها المهندس سعيد النسور الذي يستمر بدعمها وييسر لها ظروف عملها في تجربة مفتوحة بلا قرار، فضلا عن أبنائها الثلاثة الذين هم مصدر إلهامها الكبير في كل أعمالها.
أولى خطوات البشتاوي في التميز والإبداع كانت في اهتمامها باللغة العربية ليس لتعلقها بها فحسب، وإنما لأنها كانت الوعاء الجميل الذي حمل إليها أحلام الأدباء وآمال الشعراء وأفكار الفلاسفة وتأملات المفكرين، على حد تعبيرها.
لم تطرق البشتاوي بوابة اللغة العربية منذ البداية، فقد درست وامتهنت الهندسة المعمارية؛ التخصص الذي جمع المكون الإنساني بهمومه وأحلامه ورغباته وبين المكون العلمي العقلي المنطقي.
تقول "العمارة تبدو لي اليوم أنها تشبه اللغة، كلاهما تقدم أدوات حرة وثاقبة للمعنى"، متابعة أنها لم تطرق بوابة اللغة إلا بعد أن فكرت في بدء العمل في مشروعها "الهدهد"، منطلقة من بابها الفكري الكبير.
تقول "حكايتي بدأت بشكل عفوي عندما بدأت أروي القصص لابني فسجلتها صوتياً"، حينها قررت أن تنشر قصصا تعلم الطفل القراءة البصرية، الكلمة، السياق والمعنى، وابتكرت قصة في سلسلة دونتها وبحثت عن ناشر، بعد عام تمكنت من نشرها في دار كلمات بالشارقة وأخذت صدى رائعا، حينها قررت وبمشاركة شقيقها المهندس محمد البشتاوي فتح شركة "الهدهد" لتقديم محتوى عربي عالي الجودة.
بدأت الهدهد بتقديم تطبيقات ضمن رؤية لغة عربية عالمية ممتعة للأطفال، هذه التطبيقات نجحت نجاحا غير متوقع، الأمر الذي دفعها لدخول قطاع التعليم عبر "برنامج الهدهد الذكي".
لم تكن قصة نمو "الهدهد" متوقعة، فعندما بدأت البشتاوي لم يكن في بالها أنها ستتوجه نحو التعليم، ولكن الثغرات الكبرى التي وجدتها دفعتها إلى خوض غمار التعليم بتحدياته الثقيلة ومشاكله الكبرى.
وتردف أن ما يميز هذا المشروع أن الجميع عندما يفكر في التعليم يفكر في "الكيف؟" بمعنى "كيف أعلم بطريقة أفضل؟"، أما "الهدهد" فقد اضطلعت بسؤالين إضافيين "ماذا أعلم، ولماذا؟" وهو السؤال الكبير الذي لن تتوقف البشرية عن طرحه.
وتضيف أن هذا الجهد الفكري والمعرفي يجعل العمل محفوفاً بالتحديات الكبرى، لاسيما وأنهم وأنهم لا يفضلون الأجوبة الجاهزة والمقررة سلفاً لما ينبغي عليه أن يكون مضمون التعليم واتجاهه ومآلاته.
التحديات كانت كثيرة وبحجم أهمية المشروع ونجاحه؛ إذ إن إقناع القطاع التعليمي بدخول تجارب جديدة من الناحية المعرفية كإطار معرفي للغة، وتغيير مفهوم اللغة الواجب تقديمها للطفل وإثبات جدوى الطرائق الجديدة لم يكن بالأمر السهل.
كما كانت التحديات المادية في تمويل شركة ناشئة، أمرا في غاية الصعوبة، كما تقول؛ حيث تلقوا الكثير من عروض الاستثمار، لكنهم آثروا القيام بالبحث عن مصادر تمويل أخرى عبر تقديم خدمات استشارية مساندة.
وتذهب إلى أن الحفاظ على المشروع وهويته كان من الأمور الصعبة، خصوصا وأن الكثير من أعمال المؤسسة كانت تتعرض للنسخ والتقليد وحتى السرقة بدون مراعاة الجهد والحقوق الفكرية، وهذا حدا بهم الى مراعاة قدر من السرية في إنتاج الأفكار وإطلاقها.
وقد لاقى "الهدهد" الاهتمام والدعم الكبيرين، فقد حظي بالتكريم الملكي في 15/2/2015 كقصة نجاح أردنية تم تعميمها في وسائل الإعلام كافة، فضلا عن دعوته من قبل المنتدى الثاني للنهوض باللغة العربية في قطر لتقديم تجربة "الهدهد"، وهذا وسام رفيع لعرض التجربة أمام نخبة من المختصين بالتنشئة اللغوية للطفل العربي، إلى جانب دعوة المشروع لعرض أعماله في المعرض المصاحب للمنتدى أمام سمو الشيخة موزة بنت ناصر.
وتوج "الهدهد" نجاحه بإنجاز كبير، وهو تقديم المنتج لخمسة عشر ألف طالب أردني كمبادرة تطوعية بالتعاون مع مبادرة التعليم الأردنية، حيث امتدت الشراكة لثلاثة أعوام.
وحقق منهاج "الهدهد" الذكي نتائج ملموسة في تعزيز مهارات الأطفال اللغوية والتعبيرية، كما حقق نتائج إيجابية على الطلبة ذوي صعوبات التعلم، وطبق "منهاج الهدهد الذكي" للعام الثالث على التوالي مع مبادرة التعليم الأردنية؛ حيث طبق في خمس مدارس العام 2013 وتوسع ليشمل 17 مدرسة حكومية في مختلف مناطق المملكة 2015، وفي العام الحالي يسعى لتطبيقه في 75 مدرسة حكومية على مستوى المملكة بما يقارب 15 ألف طالب.
وتعكف البشتاوي الآن على العمل في مسابقة لتعليم السوريين اللغة العربية في النرويج مع معالجة آثار الصدمة، متمنية أن تبني منتجات تمكن الأطفال من التعليم السليم والسوي والرشيد، كما تطمح لتلبية طلبات جميع محبي اللغة العربية وطالبي تعلمها في كل مكان حول العالم.
وكانت البشتاوي قد أطلقت في 2007 مدونة للأطفال لعمر ست سنوات "سلسلة آدم والأصدقاء" / دار كلمات-الشارقة، كما أطلقت في العام 2010 أول سلسلة قصصية للأطفال.
كما نشرت مجموعة تطبيقات؛ مثل تطبيق حروفي المرحة، تطبيق أصواتي المرحة، تطبيق أسئلتي المرحة باللغتين الإنجليزية والإسبانية، ممولا من مايكروسوفت.
وعن وضع المرأة، تقول البشتاوي إن المرأة الأردنية قوية، مبدعة ومكافحة، والأردن يحفل بالنماذج الرائعة لسيدات أردنيات مميزات لا ضجة حولهن، بيد أن المرأة الأردنية بحاجة إلى التفهم والمساندة أسريا وإلى المزيد من البرامج والفرص على النطاق العملي في الحياة العامة.
 

الغد

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية