الفرقُ اللغوي بينَ اللفظتين التُّرْك والتُّرْكُمَان
( التُرْكُ ) أسم جنس جمعي يشملُ المفرد والجمع ؛ فمفرده تركي وجمعه أَتراك ، أَمَّا ( التُرْكُمَان ) لقب أطلق على
شعب من الشعوب التركية ، لسبقهم بقية الشعوب التركية إلى الإِسلام ، إِذ أَسلم منهم مئتي أَلف في شهر واحد ؛ ولكثرة الذين أَسلموا في مدة لا يتجاوز شهراً واحداً ، فأطلق عليهم لقب ( التُرْكُمَان ) .
المسائل الخلافية في لفظة ( التُرْكُمَان ) :-
1- قيل : أنَّ أصل ( التُرْكُمَان ) تُرْكْمان اَنْدْ معناه هؤلاء مُشابهون للتُركِ ، أي هم أشباه التُرك ( 1 ) .
2- جاء ذكره في المعجمين العربيتين إنَّ التُّرْكُمانُ ، (( بالضم : فجيلٌ من التُّرْكِ ، سُمُّوا به لأَنهم آمَنَ منهم مِئَتا ألْفٍ في شهرٍ واحدٍ ، فقالوا : تُرْكُ إيمانٍ ، ثم خُفِّفَ فقيلَ : تُرْكُمان )) ( 2 ) .
3- أمَّا في اللغة التركية أنَّها أي كلمة ( التُرْكُمَان ) تركية معناه ، القوي ، الشديد ، صاحب القوة والشِدة لم يطلق عليهم هذا اللقب لا من العرب ، ولا من غير العرب .
إِذ أَنَّ أَصل لفظة ( التُرْكُمَان ) هي ( تُرْكُ إِيْمَان ) ؛ فخففت لكثرة استعمالها ، وأَصبحت ( تُرْكْمَان ) بحذف ( الهمزة والياء ) مع تفكيك التاء المشددة ، وحذف الساكنة منهما .
إِلَّا أَنَّ بعضاً من الناس يظنون إنَّ اللغة التركمانية ليست لهجة من اللهجات التركية بل لكل واحدةٍ منهما لغة بحد ذاتها ، والعكس صحيح ، إِنَّما الاختلاف في اللهجة ، وهذا ليس شيئًا غريبًا ، إِذ لا يخلو أَيَّة لغة من لغات العالم من اللهجات ومثال ذلك اللغة العربية ؛ حيث فيها لهجات كثيرة حسب البيئة التي يعيش فيها الأَفراد ؛ فاللهجة العربية العراقية إِذ تختلف عن اللهجة السورية وكذلك عن اللهجة المصرية وهكذا .
لذا تعد اللهجة التركمانية لهجة من اللهجات التركية ؛ فمتما قيل : ( التُرْكُ ) إِذ يقصد به التركي إِن كان ( أذربيجانياً أو تُرْكُمَانياً أو أزباكستانياً أو كازاخستانياً أو قيرغيزستانياً ) أَو غيرهم من الجنس التركي ، أَمَّا لو قيل : ( التُرْكُمَان ) حيث يقصد به ( التُرْكُمَان ) فقط دون غيره ، من الأتراك .
___________________
( 1 ) ديوان لغات الترك ، محمود بن الحسين بن محمد الكاشغري ، م3 ، ص307 .
( 2 ) القاموس المحيط ، الفيروز آبادي ، ص.154 واُنظر : تاج العروس من جواهر القاموس ، المرتضى الزبيدي ، ص/ .
|