للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

في ظل تهميش المتخصصين في اللغة العربية.. الأخطاء اللغوية تغزو وسائل الإعلام

عمر اللوح

 مع انتشار وسائل الإعلام بأنواعها، انتشرت الأخطاء اللغوية وفشت في كثير من هذه الوسائل في ظل تهميش كبير لدور المتخصصين في اللغة العربية والتدقيق اللغوي للقضاء على هذه الأخطاء لأسباب عديدة، مما أدى إلى استفحال هذه الأخطاء وتكرارها على ألسنة الكثير من الشباب. 

"دنيا الوطن" حاورت الأستاذ محمد الشامي الحاصل على درجة الماجستير في اللغويات، والمتخصص في التدقيق اللغوي، ويعمل منذ سنوات في تدقيق الأخبار والتقارير للعديد من الصحف والمواقع الإلكترونية والإذاعات على المستويين المحلي والدولي، حول ظاهرة انتشار الأخطاء في وسائل الإعلام. 

أسباب شيوع الأخطاء  
يرى الشامي أن وسائل الإعلام قد فشت فيها الأخطاء اللغوية فلا يمر خبر إلا وتجد الأخطاء اللغوية كثيرة فيه، فهو واقع مأساوي، أما عن أهم أسباب الأخطاء اللغوية في وسائل الإعلام المحلية فتعود إلى غياب المتخصصين في اللغة العربية في وسائل الإعلام من خلال عدم وجود مدقق لغوي؛ لاعتقاد المسؤولين أن التدقيق اللغوي شيء ثانوي، وليس أساسياً، كون التحرير الصحفي يغني عن التدقيق اللغوي. 

ويضيف وهذا اعتقاد خاطئ، إضافة إلى اعتقاد بعض الإعلاميين أن هناك من التخصصات ما يغني عن التدقيق اللغوي، وأن أي إعلامي لديه إلمام بأساسيات اللغة العربية يمكن له التدقيق اللغوي، ومن الأسباب أيضا عدم تدريب المذيعين على نشرة الأخبار واعتمادهم على ضبطها بالنص من المتخصص حال كان مضبوطا. 

قد يتفاجأ 
وأوضح أن عدم تدرب المذيع مثلاً على قراءة البرنامج أو نشرة الأخبار قبل الخروج على الهواء مباشرة هو من الكوارث الحقيقية؛ لأنه لا بد أن يقرأ النشرة قبل الخروج على الهواء حتى وإن كان يعلم تفاصيلها لأنه قد يتفاجأ أثناء قراءة النشرة ببعض الكلمات مثل المبني للمجهول أو غيرها من الكلمات غير العربية التي تشتمل على أوجه عدة في النطق.  

ويشير الشامي إلى أن سلامة الخبر لغوياً يأتي بالمرتبة الأولى قبل التحرير الصحفي، وبين أنه يجب أولاً مراجعة الأخبار لغوياً، ثم تذهب إلى التحرير الصحفي، واستغرب وجود إذاعة أو صحيفة أو موقع الكتروني كبير وله متابعون وأخباره تغزوها الأخطاء اللغوية الفادحة، خاصة في ظل انتشار الأخبار كسرعة البرق. 

أغلب الأخطاء 
ويلفت الشامي إلى أن أغلب الأخطاء التي يعاني منها الإعلاميون تكمن في صياغة الأخبار، فنرى ركاكة كبيرة في الكلام، فالتدقيق اللغوي ليس مختصاً بالرفع والنصب والأحكام النحوية فقط، بل هو عملية شاملة متكاملة في الأصوات والصرف والنحو والدلالة والصياغة العامة والأخطاء الإملائية وعلامات الترقيم، والتقديم والتأخير وغيرها من مفردات اللغة العربية؛ ليظهر الخبر بمظهر مقبول للقراء. 

تجربته 
ويقول الشامي لــ" دنيا الوطن" عن تجربته الشخصية في مجال متابعة ورصد الأخطاء اللغوية لوسائل الإعلام، إنه رأى الفرق بين الصحف في فلسطين وخارجها، حيث قام بزيارة لأقسام التدقيق اللغوي في عدد من الصحف الأردنية، وخلال الزيارة شاهد أن أهم قسم لدى أغلب الصحف هو التدقيق اللغوي.

ويتابع: فالصحيفة الواحدة لا يقل عدد المدققين فيها عن عشرة، ويتنوعون بين حملة درجة الدكتوراة والماجستير والبكالوريوس، ويتم مراجعة الخبر عبر أكثر من مدقق، وخلال عملي في رصد الأخطاء اللغوية في الصحف الأردنية والصحف عندنا لاحظت أن الأخطاء عندهم شبه منعدمة، نظراً لوجود مدققين متخصصين بعدد كافٍ وأصحاب خبرة وكفاءة.

النسبة المسموح بها 
ويشير الشامي إلى أن بعض الإعلاميين يعتقدون بوجود نسبة يسمح فيها للصحفي بالخطأ وهي 5% وهذا ليس صائباً لأن ذلك معناه أن يتمادى في الخطأ؛ لذا على الإعلامي أن يحسن كتابة خبره لغوياً كي يصل للناس صحيحاً، خاصة أن أغلب جمهور الإعلام هم من الطبقة المثقفة.

العربيز
وأضاف الشامي أن نوعاً جديداً من الكتابات التي غزت مواقع الإعلام الجديدة، وهي كتابة يطلق عليها (عربيز) أو (ارابش) وهي عبارة عن كتابة الكلام العربي بحروف إنجليزية وأرقام مثل كلمة أحمد فتكتب a7med  وسؤال فتكتب so2al، بحيث يرمز للحروف العربية غير الموجودة بالإنجليزية إلى أرقام مثل الحاء ويرمز له بالرقم سبعة، والهمزة ويرمز لها برقم اثنين وغيرها من الأرقام.

وأشار إلى أن هذه تستخدم كشيفرة بين بعض الشباب فلا يستطيع معرفتها إلا من يستخدمها ويفهم رموزها، مما يسهم في تدمير العربية، وللأسف يستخدمها الكثير من الشباب لإظهار أنهم جيل مثقف وأنه يعرف اللغة الإنجليزية، ومنهم من يستخدمها كونه يحب الجديد ولا يعرف مدى خطورتها على لغتنا العربية.

اللوحات الإعلانية 
ويذهب الشامي بـــ "دنيا الوطن" إلى نوع من الوسائل الإعلامية الأخرى المنتشرة بكثافة وهي اللوحات الإعلانية، حيث يرى الشامي أن عدداً منها مليء بالأخطاء اللغوية، إضافة إلى أن العديد من المؤسسات تطلق أسماء غير عربية عليها أو أن إعلاناتهم تشتمل على كلمات عامية وهذا أكثر ما يضر بلغتنا العربية.

ويضيف لأن هذه الإعلانات لها سرعة انتشار كبيرة، وتؤدي إلى شعور شبابنا بغربة اللغة العربية عنهم، لذا اقترح الشامي وجود فريق لغوي متخصص تابع لكل بلدية يشترط لترخيص المؤسسات سلامتها اللغوية وبعدها عن اللفظ الأجنبي واللفظ العامي كي لا يأتي زمن علينا نشعر فيه بغربة اللغة العربية، وهذه الفكرة مطبقة بعدد من البلديات في دولة الإمارات. 

مقترحات 
ورأى الشامي أن القضاء على ظاهرة الأخطاء اللغوية في وسائل الإعلام تكمن في أن تشترط الجهات المعنية لترخيص أي وسيلة إعلامية وجود عدد من المدققين اللغويين؛ لأنه ليس من المعقول أن نسمع نشرة أخبار من مذيع لا يحسن قراءة الجملة أمامه، أو نقرأ خبراً تغزوه الأخطاء اللغوية، ويقترح الشامي أيضاً إضافة مقررات لغوية تطبيقية لطلاب الإعلام. 

ويلفت الشامي، فمثلاً يكون هناك مقرر التحرير الصحفي والتدقيق اللغوي لارتباطهما ببعض، إضافة إلى مقررات تتحدث عن الأخطاء الشائعة ليتعرف الإعلامي عليها كي لا يقع بها، ويقترح أيضاً عقد دورات لغة عربية للإعلاميين في كيفية صياغة المادة الإعلامية بطريقة لغوية سليمة، وطريقة سرد أحداثها بأسلوب لغوي راق ومتناسب مع الموضوع.  


 
 

دنيا الوطن

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية