أ. كفاح حسن المطر
لاح النهى في خافقيك بيانا و تنفست أغصانه تحنانا
تشدو الحوار موائدًا وطنية فيها الفنون تعددت ألوانا
راحت تبلور للتواصل رؤية و قضية و مروءة و ضمانا
حلت بواديك القلوب فأزهرت غاياتها و تعززت برهـانا
جاءتك تنسج وعيها و قرارها و مسارها و خيارها اطمئنانا
اغدق عليها من رؤاك خميلة و اسرج لها من مقلتيك أمانا
كفَ الهدى ما صافحتك سماحةُ إلا ارتضتك للرؤى مـيزانا
تاقت زوارقها الولوجَ إلى مدى بالصالحات يعطر الشطآنا
ما إن تكاثفت الشجون و ألهبت نبض العزيمة و انتشت خفقانا
و تسارع الإمعان في تسويقها سحرًا يخضب زيفُه الأجفانا
حتى إذا اكتظ الشعور بأسرها و تداخلت أفكارها عنوانا
طرزت ميثاق التواصل قيمة و نسجت مشروع الوفاق حنانا
وافت شواطيك الرحيبةُ منهلا و رعت شروق سعائها وجدانا
يا موئلا رفع الحوار لواءه في خافقيه منهجا ريّانا
و ترسخت فيه الجذور ريادة و تفرعت أهدافها أغصانا
ما انساب ينبوع التطلع فكرة إلا توالى ينعه هتانا
و إذا الضفاف تنافرت آراؤها ألفت بين قلوبها أركانا
أملا يناجيها ، يبّلسم وجدها و يحيل جدب رياضها أفنانا
وظفت طيف جفونها أنشودة و نثرت طوق ودادها ريحـانا
عرف التواصل ضفتين حميدة و ذميمة تتهدد البنيانا
فإذا تلاقى فيهما حُلم الفتى و تداعى بوح جَنانه كتمانا
وافيت منه للضياع رسائلا و وجدته في وصلها هيمانا
أضحت لديه الأمسيات مفاوزًا و غدت تباشير المنى كثبانا
باع الرفاق الصالحين بنزوة حتى اصطفى ذوبانها خلانا
ضل الطريق إلى المكارم كلما حارت به أوهامه خذلانا
سرقت أمانيه البريئةَ خٍلسةً الشائعاتُ إذ ارتضاها رهـانا
الزائفون تناوشوا أشلاءه ترنيمة و استعذبوا الألحانا
صارت محطات التواصل فُرقة و بدت صحائف وصلها هجرانا
أسفي على الجيل المدلل قـدره أن يستباح كرامة و كيانا
جئناك نجتر الهموم حقائبا فاضت ضمائرها بما أشجانا
مدت ( نساندكم )جسور مودة أخوية تتوسم الإحسانا
فاجزل إليها من رشادك حكمة ترعى الوصال و تسعد الإنسانا