لُقمةٌ البّوح

أ. ربحي حسين الجوابره

 

                                                                                                         

 

 

 

 

هَذيْ هيَ الضّادُ تبنيْ في المَدىْ صَرْحَا

 

تُصوّرُ الوَهــدَ مِنْ أفكارهـــا سَفْحــــــــــا

 

تجـــودُ بالصّلح والإصبــــاحُ غدوتهــــا

 

يُهـــذِّبُ النفسَ فيضٌ مــن قريحتهـــــــا

 

يا شُعلةً زنّرتْ خصرَ الدّجــــى قبســـــاً

 

يفيضُ منهــــا مدى الإشراقِ منتشيــــاً 

 

كــأنّهــــا النّهــــرُ لا جفّـــتْ منابعُـــــــهُ 

 

يَغــــدو إليهـــا رسولُ الحبِّ في ولـــــهٍ

 

إن السرّاةَ أضــــاءوا الدربَ مــنْ قبسٍ

 

سنّوا الحروفَ لكـــي تَشفيْ مواجعنــــا

 

وقـــدْ أفـــاقَ صباحُ الضَّـــاد مُشتعـــــلاً 

 

قـــدْ قيلَ فيها قصـيــدُ الشّعــــرِ قافيــــةً

 

يا صهــــوةَ الذكرِ حَبلُ الله يَجمعُنــــــــا

 

فقــــدْ نزعــــتِ ثيــــابَ الليلِ كاملـــــــة

 

فالشّمسُ تغــــزلُ أثوابـــاً مُزخْـــرَفـــــةً

 

حتّى ارتدينا ثيــــابَ الشّمسِ مشرقــــةً

 

ثمّ اشترينا سلاحَ الضّـــادِ يَحرسُنــــــــا

 

يشبُّ وهـــجُ النّهى مـــن كلّ قافيــــــــةٍ

 

والفجرُ أوْحى بطرفِ النـــور منتصـــراً

 

هذيْ هـيَ الضَّـــادُ لا فضّتْ قواعدُهــــا

 

حضارةُ العُربِ إنَّ الضّـــادَ سادنُهــــــــا 

 

تُقيـــمُ في شرفـــةِ العليــــاءِ مــن قبسٍ

 

تَرمــــيْ بشُهْبٍ من الأفكــــــارِ خالــــدةً

 

في كــلّ شبرٍ يجــودُ الحـــَرفُ سُنبلــــةً

 

إنْ هاجـــتِ الريحُ في أرضي مُحَمْحِمـةً

 

ممـــدودةُ الفيضِ بالخيـــراتِ مترعـــةٌ

 

تـــزيّـــنُ الأرض بالأنــــواءِ قابســــــة ً

 

لهـــا انبرى الشّعـــرُ والأقـــلامُ راعفة ٌ 

 

أسْرجــتُ من نـــورها الوضّاء قافيتــي 

 

يبوحُ ثغــــرُ الهـــوى بالشِّعر مُرتَجـــلاً


يَا أمّ أنجبتِ مــنْ بطـــنِ الــرّؤى لغــــةً

فتكشفُ الليـــلَ من أنوائهــــا صُبْحـــــــا

 

فآنسَ القلــبَ من نبضِ النّـــدى صَفْحـــا

 

لكـــلّ من رامَ في أفلاكِهـــــا سَبْحـــــــــا

 

تــرى المسافاتِ فـــي كلّ المدى فوْحــــا

 

حــــطّ الربيــــعُ على أطرافهــــا رَوْحــــا

 

يرتّلُ الشّعـــــرَ من آيــــاتـــهِ ضَبْحــــــــا

 

حتّى انطوى الليلُ والإصباحُ قـــدْ أضْحى

 

فبدّلــــوا الحربَ من صَولاتِهـــم صُلْحـــا

 

فأصبــــحَ النّــــورُ من أركانهـــا جُنْحــــا

 

طَـــوىْ الهِجاءَ وامْضى للورىْ مَدْحــــــا

 

خيــــرُ الكلامِ بها إن بــــادَرَتْ بَوحــــــــا

 

هــــذا الرداءُ لقــــدْ أمضــى لنــا قبْحـــــا

 

لمــــنْ يشاءُ مداءاتِ النّــــدى نُصْحــــــا

 

كــــأنّهــــا ثـــروةٌ زادتْ لنـــا رِبْحـــــــــا

 

فكـــانَ سيفُ المعانــــي للمـــدى فتْحــــا

 

فغــــرّدَ الشّعــــر في أرْجائِهــــا صَدْحـــا

 

حتّى انبرى الحــرفُ من لألائهـــا رُمْحــا

 

فينهـــلُ النَّاسُ منْ صَولاتهــــا نَضْحـــــا

 

تبني لنا المجـــدَ من أطلالهـــا صَرْحـــــا

 

يُجمّــــلُ الأرضَ نـــوراً يخطفُ اللمْحَــــا

 

ضوءُ البديعِ ارْتقـى مـــنْ وهْجِها قدْحـــا

 

فيأكـــلُ الناس مـــنْ خيراتِهــــا قَمْحــــــا

 

فصهـــوةُ الضّــادِ قــدْ كانتْ لهـــا كَبْحـــا

 

نضَّاخةُ الحسن  تغدو للــورى "سَمْحا "

 

تصوّبُ الـــدّربَ مـــنْ زلاتنــــا سَرْحـــــا

 

كــأنّهــا بلسمٌ حتّـــى انطــــوتْ جُرْحـــــا

 

وسقتُ نظميْ شعـــاعـــاً للورى شرْحـــا

 

أهـــلاً بألفاظها الفصحىْ ويا مــرْحــــــى

 

وكـــلّ حرفٍ بـــدا جــزْلَ النهى فَصْحــــا