عبدالعزيز العيد: القناة الثقافية السعودية أول قناة عربية تعرض مسلسلا سودانيا

ضياء الدين حامد

 أطلقت القناة الثقافية السعودية ضمن عدة قنوات منها القرآن والسنة والقناة الاقتصادية والقناة الثقافية ضمن باقة من أفكار الوزير الشاعر المثقف عبدالعزيز محيى الدين خوجة الذى يشغل الآن منصب سفير المملكة العربية السعودية بالمغرب.

ونستطيع أن نجمل أهدافها في أنها تسعى لمتابعة الحركة الثقافية في المجتمع السعودي وأيضا متابعة الحركة في العالم العربي والعالم بشكل أجمع وأيضا تسجيل سير الرواد والمثقفين في المجتمع السعودي كذاكرة وثائقية ثقافية، وأيضا تنشيط الحوار المجتمعي وخصوصا في الأوساط الثقافية، وتأكيد مبدأ الوسطية في المجتمع وشيوع الأفكار دون تصادم حدي بين كل هذه الأفكار على اعتبار أن المثقفين ليسوا طيفا واحدا وأنما هم أطياف متعددة.

وفي هذا الحوار مع الإعلامي عبدالعزيز العيد مدير القناة الثقافية السعودية نتوقف عند القناة الثقافية السعودية وواقع الاعلام الثقافي في العالم العربي بشكل عام.

قال العيد: إن من أهم أهداف القناة الثقافية السعودية، تغطية ودعم ابداعات الشباب في كل الأنشطة الثقافية والفنية خصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي الذين دخلوها بقوة، فالشباب السعودي الآن عبر تويتر هم أكثر الناس ارتيادا لتويتر بأرقام كبيرة وأيضا عبر اليوتيوب مشاهدات عالية نحاول أن نتابع هذا الجديد وايضا الدفع ببعض هؤلاء الشباب لإكمال صورة المشهد وايضا لا نغفل جانب المسرح والترفيه.

وأضاف: لدينا الآن شراكات مع بعض المهرجانات، فالقناة راعية لمهرجان الجنادرية ومعرض الرياض للكتاب ومهرجان عكاظ ولدينا أيضا أنشطة مسرحية وفنية نغطيها بشكل مباشر، وأيضا المهرجانات الأدبية ننقلها بشكل مباشر وعلى الصعيد العربى لدينا شراكة مع مؤسسة الفكر العربي، وننقل أنشطتها، ولدينا أيضا شراكة مع هيئة الشارقة للكتاب ولدينا شراكة استراتيجية مع المجلس الدولي للغة العربية في دبي.

وأوضح قائلا: نحن القناة الوحيدة التي ترعى المؤتمر ولدينا اتصالات مع مؤسسة كتارا في قطر لرعاية مهرجان شعر الرسول (ص) هذا العام، وأيضا سنكون رعاة لجائزة كتارا للرواية العربية، لدينا حالة من التمدد الهادئ وننظر إلى أن الثقافة مسألة في غاية الأهمية.

سألته: يوجد فى الوطن العربى ثلاث قنوات ثقافية القناة الثقافية المصرية والثقافية السعودية وقناة سلطنة عمان كيف ترى هذه القنوات وما هو تقييمك لها؟

فقال: أنت تتحدث عن ثلاث قنوات وهي نسبة ضعيفة جدا تتحدث عن ثلاثة بالألف، أعتقد أن الوطن العربى يحتاج لقنوات أكثر لكن طالما نتحدث عن واقع، فالقناة الثقافية المصرية هي أول قناة ثقافية في الوطن العربي، والقناة الثقافية السعودية أتمت 7 سنوات والقناة العمانية أيضا جديدة، وللأسف ليس هناك تعاون بين هذه القنوات، ومن هنا أوجه رسالة للقائمين على القناتين أن يكون هناك تعاون نعطيهم ما لدينا ونأخذ ما لديهم لأن الجمهور مختلف صحيح، هو جمهور عربي لكن المشاهدين من حقهم أن يذهبوا للقنوات الأقرب إليهم فمثلا تبادل البرامج أو بث مشترك شيء رائع للغاية، وهذه رسالة مفتوحة لأصدقائي في الوسط الاعلامي في مصر وسلطنة عمان.

وأوضح أن المنتج الثقافى ليس له معلن يرغب في تسويق مادته عبر قناة ثقافية متخصصة هذا الأمر فيه كثير من المغالطة بدليل برنامج "أمير الشعراء" في قناة أبوظبى برنامج رصين وله نسبة مشاهدة عالية في الخليج وذلك بسب التسويق إذا ما هي المشكلة؟ المشكلة في التسويق لأننا لا نسوق أنفسنا بشكل جيد، وليس هناك من يضخ أمواله هباءً.

المسوق يريد مقابل والمقابل هو المشاهدة وليس هناك مؤشرات لنسبة المشاهدة هل تعرف كم الذين لا يشاهدوننا إذن لا يوجد اجابة أعتقد أننا نحتاج في القناة إلى تسويق ومسألة الدعم المالي بشكل جيد وأيضا دعم الكوادر بكوادر متخصصة على أعلى مستوى على مستوى إعداد البرامج أو الاخراج والكادر الفني مشكلة البرنامج الثقافي أنه إذا لم يكن له شكل جيد يضعف كثيرا البرنامج الثقافى يجب أن يكون له شكل فني عالي الجودة ومتميز، والدليل على ذلك برنامج "أمير الشعراء" على قناة أبوظبي الذي جذب العديد من الشباب للمشاركة والمشاهدة. المشكلة تكمن في ضعف الكوادر وضعف الميزانيات وضعف الإعلانات ويجب وجود أساليب تسويق جديدة ونحن ذاهبون في هذه الخطوات الفترة المقبلة.

وعن إمكانية وجود مكاتب للقناة الثقافية السعودية في الدول العربية أو في الدول الخليجية، وهل هناك اتجاه لذلك؛ قال الإعلامي عبدالعزيز العيد مدير القناة الثقافية السعودية: حتى الأن نحن نعتمد على شركة تأخذ كامل التقارير الاخبارية والمراسلين في العالم كله، تأخذها للقناة الثقافية ولغيرها، ورأيي الشخصي أن كل قناة ومنها الثقافية السعودية يجب أن تنفرد باختيار عناصر المراسلين الذين يتبعون لها تتعاقد معهم مباشرة لأن مواصفات المراسل الثقافي تختلف تماما عن المراسل الاخباري، مختلفة عن المراسل الاقتصادي، والمراسل الرياضي. دعونا نختار مراسلينا بأنفسنا وهذه رؤية أملكها وأطرحها إذا أرادنا احترافية حقيقية يجب اختيار العناصر حسب رؤية القناة، ومن ثم يقيم الأداء بشكل جيد.

وعن الانتقادات التي تعرضت لها إدارة القناة ومنها سوء إدارة اللقاءات واذاعة مسلسلات منها المسلسل السودانى "وهج الشفق" قال العيد: احترم كل هذه الانتقادات لأنها تعني أنهم شاهدوا القناة، وهذا شيء جيد بالنسبة لي أن ينتقدوها لا بأس نحن نعمل تحت الضوء، ومن حق المشاهدين أن ينقلوا رؤيتهم فيما يتعلق بسوء الادارة.

نعم هناك ضعف في الكوادر وهذا الأمر ناتج أني أتيت للقناة وقد تشكلت كوادرها وبالتالي أنا أمام كوادر جاهزة نحاول أن نطور الامكانات القائمة حاليا لكن المعدين والمذيعين والمخرجين، ثقافاتهم مختلفة متفاوتة على مستوى القراءة لا تستطيع أن تجبرهم على أن يقرؤا إذا لم يكن لديهم شغف بالقراءة ومتابعة الجديد في الحقل الثقافي كيف يكون إعلاميا متخصصا بالثقافة، ولا يقرأ كما لدينا أيضا عناصر جيدة تقرأ وتتابع.

أما بالنسبة للمسلسل السوداني وهو الذي أثار ضجة، أنا سعيد بها وفرح جدا أن يجري هذا الجدل. في بعض الأحيان كان هناك نوع من التهكم والسخرية لكني أخذها على محمل أنه أمر جيد.

وقال: بكل الفخر القناة الثقافية السعودية أول قناة عربية تعرض مسلسلا سودانيا منذ بث التليفزيون، وهذا أمر الهدف منه تقريب اللهجات العربية غير المشاعة، وهذا هو هدفنا الدراما المصرية معروفة في الوطن العربى كله ولذلك ليس مستغربا أن ترى مسلسلا مصريا يذاع في الفترة الذهبية. تعودنا هذا الأمر أو مسلسل أردني أو سوري لكن المغرب العربي غير معروف لذلك قررنا الخروج عن الأمر الشائع وطلبنا من الأخوة فى السودان أن يكون هناك تعاون في تنشيط المجال الدرامي وتجاوب الأخوة في السودان وأهدونا مسلسلا اسمه "وهج الشفق" من إنتاج عام 2002 وتم عرضه الهدف من ذلك هدف عميق بعيد عن التهكم والانتقاد هناك في السعودية ما يقرب من 700 ألف سوداني وهؤلاء من حقهم علينا وسيلة إعلام وهم جزء من نسيج المجتمع، وجزء آخر يتعلق بالمواطن السعودي أن يشاهد الدراما السودانية التي تهتم بموضوعات تختلف عن الموضوعات السعودية.

وأضاف: في مصر موضوع يهتم بالسكن وفي السعودية موضوع آخر وفي الأردن موضوع آخر، وهكذا كل دراما تتحدث عن ما تعانيه شيء آخر اللهجة السودانية لا تشاهد على الشاشة على الإطلاق إلا في أدوار صغيرة في مسرحية، لكنك لا تشاهد نصا دراميا كاملا لمدة 40 دقيقة يدور حوار سوداني – سوداني محض، فعمدت إلى هذا الأمر، وهناك مسلسلات في الطريق من المغرب وموريتانيا والجزائر وسننفتح على كل اللهجات العربية.

وأسأله: كيف ترى الواقع الإعلام الثقافى العربى من خلال خبرتك فى الإعلام؟

فيجيب: تقصد الواقع الثقافي في التليفزيونات وغيرها في الصحف ومواقع الإنترنت، أعتقد أنه يجب أن يدعم من الحكومات القرار الثقافي النشاط الثقافي والإعلام الثقافي والخيار الثقافي كمنتج تبنى عليه استراتيجيات الدول.

يجب أن يكون قرار سياسيا من كل الدول العربية بلا استثناء لأن الثقافة حق مشاع ثم أنها تربط الناس ببعضها البعض دون تعقيدات السياسة، وتعنى بالابداعات الشبابية فتنفتح الرواية المصرية على القصة السعودية والقصة السودانية على الأدب اللبناني والفلسطيني يعنى أنت تقرب الشعوب إلى بعضها البعض أكثر من أى شيء آخر، ولذلك أعتقد ان مسئوليات الحكومات العربية أن تدعم الثقافة كخيار لمواجهة الارهاب وحفظ عقول الشباب ومساعدتهم على الإبداع، وعدم حصر خيارهم في كرة القدم كخيار وحيد. لذلك اعتقد بأهمية الاهتمام بالشباب وتنميتهم ثقافيا وربط الشعوب العربية بمؤسسات المجتمع المدني.

أما بالنسبة للصحافة الثقافية المتخصصة في البلدان العربية فيجب دعمها ويجب على رؤساء التحرير أن يعطوا الثقافة حقها صفحة يوميا وهذا يعتمد على رئيس التحرير إن كان مثقفا خصص للثقافة ما تستحق، وإن لم يكم مثقفا ربما يذهب لكرة القدم بشكل أكبر ويعطيها العديد من الصفحات.

أيضا الإذاعات أنا أعتقد أن أفضل إعلام ثقافي موجود في الإذاعات العربية الرسمية وليس الخاصة مثل صوت العرب والإذاعات الرسمية المصرية. واتابع البرامج وبها مضمون ثقافي رائع وجيد وأعتقد أنها ساهمت بجزء كبير في تكوين شخصيتي الثقافية ولذا أزعم أن الإذاعات العربية هي الأفضل كمنتج ثقافي من التليفزيونات وأفضل من المنتج الورقي وأفضل من المنتج الإلكتروني ويجب على الحكومات ممثلة في وزراء الثقافة أن يدعموا الثقافة كخيار استراتيجى وليس خيارا تكميليا أو ثانويا.
 

ميدل ايست أونلاين