|
جواسيس فرنسيون يتعلمون الروسية والعربية والصينية لمواجهة العدو
في مركز لتأهيل «الجواسيس» في ستراسبورغ، يردد عشرون طالباً يرتدون البزات العسكرية وهم جالسون خلف أجهزة كومبيوتر أولى الكلمات العربية التي تعلموها، على أمل اتقان هذه اللغة في غضون 24 شهراً قبل ان ينصرفوا إلى العمل الميداني. إذ سيُرسلون إلى مكان ما في مناطق في الساحل او الشرق الأوسط، وفقاً لعمليات الجيش الفرنسي، للتنصت على «العدو» واختراق معلوماته. إذ ذاك يتعين عليهم فك الرسائل المشفرة أثناء الاتصالات والمساعدة في تحديد مواقع الأهداف وإحباط الكمائن والتحذير من اعتداءات.
وفي الوقت الراهن يتدرب بيار- انطوان وكاترين وزملاؤهما في مركز التدريب المشترك على الاستخبارات في ستراسبورغ. وبحماسة قالت كاترين (22 عاماً) إن «ما يحتاج إليه المقاتل هو أن يتعلم بوتيرة سريعة لغة عمل جديدة، العربية او الروسية في غضون 24 شهراً، والصينية في 36 شهرا. ويتدرب آخرون على مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي».
وقالت مدربتهم «حتى الآن، نتعلم من خلال السمع، بواسطة أجهزة الاستماع من خلال ترداد الكلمات. ويتوافر للمتدربين فقط الصوت والترجمة إلى الفرنسية. أما قواعد الكتابة فنتعلمها في وقت لاحق». وفي المشهد الجيوسياسي الجديد، تحتل اللغة العربية مركز الصدارة. واللغة الروسية لا تفقد أهميتها، فصفحة الحرب الباردة طويت، إنما منذ 2014 يقوم الروس بعملية عودة قوية إلى منطقة المتوسط وأبواب الاتحاد الأوروبي. وتجند الشبكات الجهادية عدداً كبيراً من الناطقين باللغة الروسية من القوقاز او آسيا الوسطى. وهذه المدرسة العسكرية الفعلية التي تضطلع بدور ريادي في مكافحة الإرهاب، تدرب عدداً متزايداً من العملاء «الجواسيس» لـ»حروب المستقبل». ويقول الكولونيل ايمانويل، قائد المركز إن «الاستعلام هو الاستباق حتى يتاح لك الوقت لإحراز خطوة متقدمة على القوى المعادية».
على صعيد التنصت، شهدت المهنة تطوراً عميقاً. وقال الميجور آلان الذي قام بخطواته الأولى على صعيد تعلم اللغة العربية خلال حرب الخليج في 1991، «من قبل كان كل شيء أسهل. كنا نرى جيوشاً ونتابع تحركات القوات. ومن خلال 400 او 500 كلمة، كنا نقوم بعملنا على ما يرام. واليوم، نضرب هذا الرقم بعشرة».
وبات كل شيء يجري على شبكات الأقمار الصناعية، حيث يمكن أن تخفي المناقشات التافهة معلومات ثمينة حول تحضير طائرة مسلحة بلا طيار او زرع لغم، على سبيل المثال. وأوجز رئيس المركز الوضع قائلا «بالإضافة إلى الوسائل العسكرية المحضة، يتوافر كثير من المعلومات الضرورية في المصادر المتاحة. وتكمن المهارة في الاستفادة من هذه المعلومة مباشرة».
القدس العربي
|