هل تغير الهواتف الذكية الطريقة التي نكتب بها اللغة العربية في المستقبل؟
مصطفى نجيب
حين كنت استخدم مايكروسوفت وورد لم يوجد ما يصحح أخطائى اللغوية والإملائية، لاحقا أضافت مايكروسوفت خاصية التصحيح الإملائى واللغوى إلى اللغة العربية، تسيطر الآن الهواتف الذكية، ملايين من الناس يكتبون كل دقيقة على هاتفهم باللغة العربية، هؤلاء يغيرون اللغة العربية للأبد.
تحدي اللغة العربية يكمن فى أن النسخة المكتوبة غير النسخة المتحدثة، حين كنت أساعد والدي بكتابة خطابات رسمية لم أكتبها بالعامية، كنت أكتبها بلغة عربية سليمة كما هى لغة هذا المقال.
ولكن مع انتشار الهواتف الذكية بلوحة مفاتيح عربية، هذه اللوحات دائما ما تحاول تصحيح ما أكتبه، لأن ما أكتبه على الهاتف في أثناء التراسل عبر فيسبوك أو واتساب هو ما أتحدثه مع الناس (اللغة العامية)، وهو مختلف عن إذا ما كنت أكتب نفس المعنى بلغة عربية فصحى، كل مرة تحاول لوحة المفاتيح تصحيح أخطائى أغير ما فعلته ليستمر الكلام بالعامية فلا يبدو غريبا لمن أتراسل معه، أنا لست الوحيد الذى يفعل هذا، ملايين من مستخدمي الهواتف الذكية يفعلونه كل دقيقة.
سواء كنت تستخدم لوحة مفاتيح آبل أو جوجل، فهذه الشركات ترسل ما تكتبه لخوادمها لتحسن جودة لوحة المفاتيح، فى البداية كانت هذه اللوحات تصحح لنا لنكتب لغة عربية سليمة، كل مرة نغير هذا التصحيح للعامية، مع الوقت ستتعلم الحواسيب أن اللغة الصحيحة لكتابة اللغة العربية هى النسخة التى يكتبها ملايين الناس كل يوم على هواتفهم، وهى النسخة العامية.
ربما أنا عجوز، ولكن هناك أجيال من العرب لن يكتبو اللغة العربية كما هى فى هذا المقال، لأنهم حين يخطئون بكتابة نص ما، عوضا عن تصحيحه للغة العربية الفصحى، سيتم تصحيحه ليصبح كلاما عاميا، لن استغرب إن تغيرت طريقة كتابة اللغة العربية للأبد خلال عشرات السنين من الآن بسبب الإنترنت والهواتف الذكية لتصبح مطابقة لما نتحدثه فى حياتنا اليومية، وهو ما يؤثر سلبا على اللغة العربية التي يحافظ استخدام الفصحى في أثناء الكتابة بها على ما يجعلها مفهومة لدى كل من يتحدث بها، وذلك على عكس العامية، فلن يفهم مواطني الدول العربية اللهجات المختلفة في كل دولة إذا ما كُتبت بدلا من الفصحى.
التقنية
|
|
|