مقلة الإتحاف

أ. كفاح حسن المطر

 

ريحانة   تزهو   على   الضفاف

 نسرينها    يهفو    إلى   سلاف

ترنيمها  أهزوجة   الحب  التي

رُسِمَتْ  حفاوتُها   على  الأكناف

يسقي   تبتلُها   القلوبَ  براءةً

و يصوغُ  لؤلؤُها رؤى الأصداف

و شراعُها الميمونُ رفرفَ وعدُه

بقداسةٍ   حنّتْ    إلى    الأسلاف

ما  ألقتِ البشرى  لكوثرَ   ديمةً

إلا   و   مريمُ   بسمةُ   الأطياف

راحتْ تهدهدُ  بالندى   أشدَاءها

أملًا  يناغي   خميلةَ   الأوصاف

بثتْ   صبابتُها   الرقيقةُ  رحقةً

و  تهللتْ   في  نشوةٍ   و هتاف

لم  ينسجِ  التحنانُ  ثوبَ  تطلعٍ

حتى  تهادى  في  منى  الإيلاف

و رنتْ لها  الأحداقُ تصفي ودَها

 بشغافةٍ  تصبو   إلى    الأهداف

غذتْ براعمَها  الطموحةَ  قيمةٌ

أبويةُ   جُبِلًتْ   على    الألطاف

في غصنِها  و عذوقِها   أنشودةٌ

 قدسيةٌ   تاهتْ    على  الأرياف

من حسنِها و دلالِها يهمي الهدى

 متوضئًا   من   مقلةِ    الإتحاف

و كأنها غرسُ  السنابلِ  موسمٌ

 أحضانُه  في  لهفةٍ   و   قطاف

و كأنها  وردُ  الربيعِ  تضاحكتْ

 وجناتُه    في   نبضةِ  الإشغاف

حتى  أطلَّ  البدرُ  من   شرفاتِهِ

 مستبشرًا    بنجابةِ     الأفواف