ترانيم السماء

أ. كفاح حسن المطر

دُررُ الصفاء تطوفُ في أرجائه

مفتونةً    بخصاله   و   سنائه

ترجو معانقةَ   الحفاءِ   كأنها

عذراءُ  يلهمها   بهيُ    مضائه

و كأنها  كفُّ  تخضب شهدُها

بالتضحيات على كمال  عطائه

ما  جاد  نهـرُ سخائه   بفضيلةٍ

إلا     تلقاها    بهدبِ    وفائه

ما صاغتِ الأطيارٌ لحنَ  سعائه

  إلا   استهامتْ  في غيوم  دعائه

هزتْ له  تاروتُ  أعذاقَ الهوى

فترقرقَ  اليامالُ   في  أصدائه

و  النخلُ  طرزَ للشواطئ قبلةً

فاضتْ   رهافتها   على  لألائه

يتهامس   الثمر  النضيد   كأنه

تاروت  ترفل  في  سفائن مائه

يا  سادتي حفلُ  العطاء  سفينةٌ

زُفت   سجيتُها   إلى   مَينائه

راحت  يباركها الطموحُ بنبضه

        حتى   ازدهت  غاياتُها    بلوائه

الموج   يهدي    مقلتيها   ديمة

 فكأنها   تهمي   على     فيحائه

و  كأنها و  الأمنيات    تضمها

        أم    تناجيها    زهور   صفائه

        حفل   الوفاء إذا  تبلور وعـده

تزهو   قناديل  المنى   بضيائه

        حنتْ مروجُ  الطيباتِ  لودِقه

و  تنافست   مشتاقةً     للقائه

 و تضاحكتْ  أقراطُها  كسنابلٍ

   صيغتْ جواهرُها بعقدِ   سخائه

 و تلألأت تاروتُ في   شرفاتها

قمرًا   تفديه   نجومُ    سمائه

فإذا الثمارُعلى اختلاف طيوفها

ركب   يصافحه  وفي     ثنائه

و إذا عناقيدُ الحصادِ  تبسمتْ

ألفيتَها       أنشودةً     لحيائه

و إذا ترانيمُ   السماء   تمثلتْ

أصداؤها    بشغافها   و   ندائه

تبدو العطاءات السخية مسرحًا

يحكي الريادة من جوى  عليائه

من حضنها قيمُ التآزر رُسِخت

بسماحةٍ   سحرتْ   ندى  آلائه

رصفت لبابتُها  جسورَ  تراحمٍ

ترعـى   نسيجَ   بنائِه  و أدائه

من نبضةِ القلبِ الرهيفِ تدفقتْ

نبعًا  تهادى  في  هتونِ رجائه

عند الحصاد تضوع أزهارُ الفدى

رحقًا  يهيم الحفل في  أشدائه

وبلحظ أشذاء الرياحين اهتدت

أنواره      مجلوة       بفضائه

أرست شراع الذكريات فخورة

 فكأنها    عرجت   إلى   جوزائه

ماست  أكاليل الحفاء عرائسًا

تزجي  ودادًا  في   ندي   بهائه

 و  تشيد للتقدير   قلعة  عاشق

نسج الوفا  من   سامقات  بنائه

وافته  تاروت  البهية كوكبًا

تتسارر    الأقمار  في   أضوائه

وهبت  مراسيها  وضوء  صبابة

صلت   ظفائرها   بطهر  حفائه