دُررُ الصفاء تطوفُ في أرجائه
|
مفتونةً بخصاله و سنائه
|
ترجو معانقةَ الحفاءِ كأنها
|
عذراءُ يلهمها بهيُ مضائه
|
و كأنها كفُّ تخضب شهدُها
|
بالتضحيات على كمال عطائه
|
ما جاد نهـرُ سخائه بفضيلةٍ
|
إلا تلقاها بهدبِ وفائه
|
ما صاغتِ الأطيارٌ لحنَ سعائه
|
إلا استهامتْ في غيوم دعائه
|
هزتْ له تاروتُ أعذاقَ الهوى
|
فترقرقَ اليامالُ في أصدائه
|
و النخلُ طرزَ للشواطئ قبلةً
|
فاضتْ رهافتها على لألائه
|
يتهامس الثمر النضيد كأنه
|
تاروت ترفل في سفائن مائه
|
يا سادتي حفلُ العطاء سفينةٌ
|
زُفت سجيتُها إلى مَينائه
|
راحت يباركها الطموحُ بنبضه
|
حتى ازدهت غاياتُها بلوائه
|
الموج يهدي مقلتيها ديمة
|
فكأنها تهمي على فيحائه
|
و كأنها و الأمنيات تضمها
|
أم تناجيها زهور صفائه
|
حفل الوفاء إذا تبلور وعـده
|
تزهو قناديل المنى بضيائه
|
حنتْ مروجُ الطيباتِ لودِقه
|
و تنافست مشتاقةً للقائه
|
و تضاحكتْ أقراطُها كسنابلٍ
|
صيغتْ جواهرُها بعقدِ سخائه
|
و تلألأت تاروتُ في شرفاتها
|
قمرًا تفديه نجومُ سمائه
|
فإذا الثمارُعلى اختلاف طيوفها
|
ركب يصافحه وفي ثنائه
|
و إذا عناقيدُ الحصادِ تبسمتْ
|
ألفيتَها أنشودةً لحيائه
|
و إذا ترانيمُ السماء تمثلتْ
|
أصداؤها بشغافها و ندائه
|
تبدو العطاءات السخية مسرحًا
|
يحكي الريادة من جوى عليائه
|
من حضنها قيمُ التآزر رُسِخت
|
بسماحةٍ سحرتْ ندى آلائه
|
رصفت لبابتُها جسورَ تراحمٍ
|
ترعـى نسيجَ بنائِه و أدائه
|
من نبضةِ القلبِ الرهيفِ تدفقتْ
|
نبعًا تهادى في هتونِ رجائه
|
عند الحصاد تضوع أزهارُ الفدى
|
رحقًا يهيم الحفل في أشدائه
|
وبلحظ أشذاء الرياحين اهتدت
|
أنواره مجلوة بفضائه
|
أرست شراع الذكريات فخورة
|
فكأنها عرجت إلى جوزائه
|
ماست أكاليل الحفاء عرائسًا
|
تزجي ودادًا في ندي بهائه
|
و تشيد للتقدير قلعة عاشق
|
نسج الوفا من سامقات بنائه
|
وافته تاروت البهية كوكبًا
|
تتسارر الأقمار في أضوائه
|
وهبت مراسيها وضوء صبابة
|
صلت ظفائرها بطهر حفائه
|