تجري الأماني في بحور نداك ريانة مفــتونة بشذاك
تصغي إلى النجوى كأن سحابها هامت مشاعره بشط علاك
لم تلتفت لجوى الجِنان لأنها موصولة أحلامها بجواك
نبض الوجود حفيفه و رفيفه مــترنم بهديلـه لفداك
ما كان ينبوع السخاء ليفتدي أغصانه مــزهــوة لولاك
ما كان همس الحب يشدو بالوفا إلا تهادى في ربيع وفاك
ما كان مسك الصدق إلا رحقةً فاضت نداوتها على أنداك
لك في خفوق الروح ضوع مودة أرجت قوافيها بلحظ هواك
يهب الفؤاد الأمنياتِ لأنــه ألفى لديك قداسة الأملاك
وكأنك روض الحياء وطهره لم تزدهــر أفياؤه بسواك
وكأنك و الجاريات تقلك حوريةٌ زفت إلى الأفلاك
ترنو أزاهير الصفاء كنجمة حنت مياسمها إلى لقياك
راحت تطرز للعلا أنشودة أنغامها هتفت برحق رجـاك
فإذا تباهت بالكمال فضيلة ذابت رؤاها في رهيف مناك
و إذا تناجت بالعطاء خميلة أصغى القطاف إلى وفي عطاك
يغفو الطموح بخافقيك كـأنه درّ تكحل من صفي رؤاك
أضحت أماقيه تبلور قيمة شرفية صلت بنور سناك
رفت أكاليل الهدى تواقة مزجت جميل حفائها ببهاك
تهمي المعالي في جبينك غيمة رعت الصبابة في رحيب نهاك
أجفانك الولهى كدوحة عاشق لبت لجيل العلم وعد صفاك
في شرفة التكريم أوسمة النهى ختال هائمة بلطف سماك
فخرًا لأن سناءها لم يحتفِ إلا منىً أحداقها ترعاك
يا ديمة رأت الحياة جنائنًا فغفت عليها بهجة لرضاك
أنفاسنا لرؤى الحنان شغوفة بغراسك في الخافقين زواكي