ريحان القلوب
أ. كفاح حسن المطر
لبس الكمال كآبة و سوادا
|
و أقام للدنيا عليكِ حدادا
|
و نعت خمائله البهية زهـرة
|
فواحة تسقي الوجود رشادا
|
حجبت محاسنَه رياحُ جفاوة
|
كالطير تأسره الفخاخ عنادا
|
و كأنه قلب يجود حشاشة
|
ذرف الدموع لخافقيك مهادا
|
و كأنه نجم تكدر ضوؤه
|
يزجي إلى تغريدَ منه سهادا
|
فشبابها وهب الجَنان صبابة
|
و ذبولها سلب الكيان سعادا
|
لم يشهد الغصن النضير شروقه
|
حتى استحال مع الغروب رمادا
|
مازال يمنحه الربيع جماله
|
حتى اصطلى برحى الخريف زنادا
|
راحت تسمّل مقلتيه بغدرةٍ
|
حفرت قبور ضيائهن غمادا
|
الموت طرز للوداع مآتمًا
|
جال البكاء لنعشهن جوادا
|
أبنيتي أرخى الأنين سدوله
|
في موسم يرعى مناك حصادا
|
مازال ينبوع الحنان يضمني
|
مذ كنت فيه للوفاء مدادا
|
مذ كنت فيه للحياء جواهرًا
|
و لآلئًا تزدان منه نضادا
|
مذ كنت ريحان القلوب وشهدها
|
أعشبتها و ملأتها أعيادا
|
مثلت فينا الأمنيات فأصبحت
|
ماء يغذي الوالهـين و زادا
|
سرعان ما أزف الرحيل و أسره
|
ألقى علينا مع الحنين صفادا
|
فـإذا بنا و اليتم قوض سعدنا
|
و كأنه سهم يفت فؤادا
|
ألفيت زينب و هي ترقب أمها
|
و هديلها يستنزف الميعادا
|
و رفيف زهراء الرقيقةِ يرتجي
|
حُلما تهادى يقظـة و رقادا
|
كيف ارتحلت و فاطم مشتاقة
|
ترجو لديك حضانة و سنادا
|
مازال عش الذكريات متيمًا
|
يرنو لشرفة وجنتيك مرادا
|
سرت لمثواك كمثل حمامة
|
ولهى تدثرها الجنان خلادا
|
يحدوك غفران الرحيم و لطفه
|
في ديمة هطلت عليك ضمادا
|
رسخت بالتقوى شمائل درة
|
زفت إلى حور الجنان ودادا
|
|
|
|