خدمات ناطقة بالعربية في أوروبا، من تصميم شاب سوري
توصل لاجىء سوري شاب إلى تصميم برنامج خدمي يتيح توفير الخدمات العربية بأوروبا والوصول إلى المطاعم والأسواق والأطباء والمحامين والتجار والعمال وغيرهم باللغة العربية، ويربط بين مقدمي الخدمات، والباحثين عنها، في مختلف بلاد الاغتراب، سواء كانوا سياحاً أو مقيمين.
حيث يمكن لمستخدم البرنامج الذي اختار له مطلقه "مناف أبازيد" اسم Arabazar"عرب بازار" العثور على بغيته أينما كان في الدول الأوروبية ودول العالم، مع العناوين وأرقام التليفونات ووسائل الاتصال الأخرى. ويدعم البرنامج جميع أجهزة الأندرويد من جوالات وتابليت.
درس مناف الأدب الألماني في جامعة دمشق وفي عام 2014 وبسبب ظروف الحرب اضطر للجوء إلى فرنسا وبدأ بالعمل بأعمال البناء التي لا تحتاج لتعلم اللغة الفرنسية، وعمل في مطعم لفترة حتى أتيحت له فرصة الدراسة في المجال الذي لطالما استهواه وهو البرمجة-كما يروي لـ "اقتصاد"- مضيفاً أنه بحث عن عمل بعد انهاء دراسته في باريس لفترة ولم يتمكن من العثور عليه لكثرة طالبي الوظائف مما اضطره للعمل كموظف في مطعم بدوام كامل.
ويستعيد الشاب القادم من مدينة درعا بدايات اهتمامه بالتسويق الالكتروني الذي يعود إلى أكثر من 15 عاماً وكان–كما يقول- يجيد العمل على الكمبيوتر ولديه اهتمام بالمجال البرمجي منذ فترة بعيدة، غير أن الفرصة لم تتح له لتطوير ذاته في سوريا.
وتابع أبازيد: "بعد وصولي إلى فرنسا ودراستي لهذا المجال جاءت فكرة عرب بازار بسبب المشكلة التي يعاني منها المغتربون العرب بشكل عام واللاجئون المقيمون بشكل خاص، وهي توفير احتياجاتهم عن طريق إيجاد خدمات عربية في مناطقهم كالأطباء العرب والمطاعم والأسواق والمنتجات العربية وصالونات الحلاقة وما إلى ذلك".
وأردف أن مشروعه "جاء نتيجة تفكير طويل في حلول عصرية للمشكلة بجهود شبابية، أوجدت الفكرة"، وعمل على بلورتها، وآمن-حسب قوله- بمسؤولية الشباب في التغيير الإجتماعي والتطوير الخدمي.
ويحتوي برنامج "عرب بازار" حالياً على قاعدة بيانات كبيرة تضم مئات السجلات لأصحاب الخدمات في مختلف الدول الأوروبية, ويوّفر البرنامج الامكانية لأي شخص يرغب بإضافة بيانات ونشرها على الموقع مجاناً وبسهولة تامة من جهة ويحسّن في معايير جودة المحتوى الإلكتروني العربي من جهة ثانية.
وأبان أبازيد أن برنامجه يضع في أهم أولوياته المسؤولية في تقديم الأفضل للمجتمع، عن طريق تمكين مقدمي الخدمات المختلفة من إضافة معلوماتهم وإدراجها في قاعدة البيانات، ومن ثم تسهيل وصول طالبي الخدمات إلى تلك المعلومات، بواسطة محرك بحث متطور، لتشكيل نواة أكبر تجمع تجاري وخدمي للعرب خارج بلادهم، لافتاً إلى أن "هناك مشاريع عدة مثيلة كالصفحات الصفراء لكن لا يوجد أي دليل يحتوى على الخدمات العربية في أوروبا والذي أصبح وجوده حاجة ملحة بسبب الأعداد الكبيرة للاجئين".
ويتضمن البرنامج-حسب قوله- بيانات تتعلق بالأطباء والمطاعم والمهندسين والمحامين وعمال الصالونات والحلاقة، والكثير من البيانات التي تتكون من الاسم والعنوان ورقم الهاتف لكي يستطيع المستخدمون الوصول إلى صاحبي الخدمات بسهولة ويسر.
وكشف مطلق الخدمة أن "المعلومات التي تتضمنها البيانات تم جمعها من مصادر مختلفة عن طريق فريق عمل صغير جداً مكون من 3 أشخاص"، وبعض البيانات-كما يقول- تم إضافتها من مستخدمي البرنامج، لأن الموقع يتيح إمكانية إضافة السجلات.
ولم يُخفِ أبازيد وجود صعوبات وعراقيل في مشروعه الجديد، حاله حال جميع المشاريع الناشئة، وخاصة في بلاد الاغتراب، وأبرزها في مجال التسويق، إضافة إلى مشكلة عدم توفر الوقت الكافي التفرغ للعمل على هذا المشروع وتطويره لأنه -حسب قوله- يقضي معظم ساعات يومه في عمله بالمطعم وليس لديه سوى بعض الوقت لمراقبة أداء البرنامج وضمان جودته.
ويتوفر برنامج "عرب بازار" في الفترة الحالية على اللغة العربية كون الشريحة المستهدفة من ناطقي اللغة العربية، لكن هناك فكرة لتوفير البرنامج مستقبلاً بأكثر من لغة–بحسب مطلقه- مضيفاً أن هناك إصدارات قادمة تتيح للمستخدمين إيجاد نتائج عن طريق خاصية الموقع GPS وإضافة امكانية تقييم الخدمات وترك تعليقات عليها والمزيد من التحسينات.
اقتصاد
|