قصيدة فسحة الأمل

أ. كفاح حسن المطر

 

و طرزته   نهى  الأحلام   و  المقل

تنفس الصبح من إشراقة الحلل

وحار هدب الوفا في مجدها الأثل

مدت إليه المنى  أفياء  شرفتها

كأنه  نجمة   تهفو  إلى   القبل

و زقرق  البِشر مفتونًا  بطلتها

إلا رعته   أكاليل    من    المثل

ما حاد عنها رفيف الوجد ملتهبًا

و يكتسي  بهجـة مزهوة الحلل

يسمو الربيع  جمالا  من  محبتها

ببسمة للفدى  صيغت على خجل

تجلو  الرياحين  آلامًا   تعاندها

طيف من الوجد تواقٌ إلى الجدل

كأن أفراحها سِرب يشاكسه

و دمع  وجنتها  في  رفة   الوجل

يلقي عليها  شباكًا من  شقاوته

يضيئ شمعتها في  عتمة  السبل

لكن أجفانها حنت إلى  قبس

فأشرقت  زهرة في فسحة الأمـل

أهدى الدعاء إليها طهر ديمته

معطرًا  بالشذا  من كرمة العسل

يهفو الحنان إلى وجدان صبوتها

ترنو الطموح  بلا  وهن  و لا خلل

أعذاق  بلسمها صلت  ضفائرها

بهزةٍ   صافحت    إغفاءة     النخِل

كأن عيسى يداوي خفق رؤيتها

في  حضنها  جنة   تزدان   بالكلل

كأنها   دوحة    شماءُ    ثابتةٌ

تخفي الشَكَايا على عهد من الأزل

عصيةٌ عن بلوغ الأرب  ما  برحت

و الحب  يطفئ  فيها   جمرة   العلل

الصبر  في  خافقيها  وعد  عافية

فإن    درع    تقاها    غيرُ    منفعل

إن   تهزم  الريح  أركانًا  لقوتها

عين الإرادة   سحرًا  غير  مكتحل

ما   لان   جانبها   إلا   لتمنحها

مدادهـا  الصدق من حيَ على العمل

تاجًـا من العز يشدو  فوق  ناصية

لاتنثري البؤس  ريحانًا  على  الطلل

فضي أنين الشجى ما دمت مشرقة

كي لا تحومَ  على  بساتننا  الجزل

لا تنسجي  ذكريات  من مواجعنا

رحق  الشفاء  ليروي  كف   مبتهل

تسبيحك كالسواقي  لا يبارحه

إلا   فداك   بقلب    فاض   بالأمل

ما نورس الحب إذ  لاحت بشائره

لا تقبلي عن صفاء الحب من بدل

فإن  تخيرت   بدرًا  شع   مشرقه

لا تحملي في الحنايا  برعم   الأسل

لا تقبلي  غير  نور الشمس   نافذة

على المكارم   ترجو  فسحة  الأمل

قري عيونًا  و طيبي أنفسًا جبلت