قصــيدة أمـلٌ وَ لَمَى
أ. كفاح حسن المطر
لأنك بالطهر نبع الهدى
|
توسمت فيك وفي الندى
|
يضوع بمشكاته عسجدا
|
و مازال نورك في المكـــرمات
|
رياحين مهجتنا و الفدى
|
كأن الحنايا غدت ناعيات
|
عروسًا تزف لحضن الردى
|
تبدت أزاهير أحلامها
|
تداعت كسهم يشق المـدى
|
زغاريدها تمتمات الأنين
|
ليسكب ديمتها موردا
|
يفيض الحنان على درةٍ
|
و يسدي لآمالها الموعدا
|
نميرًا يطرز غصن الشباب
|
وصالا سريع اللقا أجردا
|
لماذا كستك أكف الرحيل
|
بحســــرة أزهاره صفدا
|
كأن شغاف الربيع الجميل
|
ضياء غدا فجره أرمدا
|
كأن لمى و هي نور العيون
|
و أصبح بستانها مرقدا
|
فلله كيف احتوتها اللحود
|
تباشير تحنانه موقدا
|
و كيف استحال الشباب الندي
|
بأن نكتسي نورها مسجدا
|
و ُحــقَ على أمنيات الطموح
|
رعينا براءتها مولدا
|
فلم تك فينا سوى شمعة
|
مزجنا خمائلها بالندى
|
و لم تك فينا سوى روضة
|
كبدر بثوب الأسى قيــدا
|
و فرت فراشة أحلامها
|
من الحور قد أصبحت أغيــدا
|
و حسبي بها في جنان الخلود
|
طوافًا يناجي أنين الصدى
|
يطوف بها الشوق في الخالدين
|
و أمسى الوفاء به مفردا
|
فأصبح ميعادها واحدا
|
فؤاد الحنان و بوح الشدى
|
و مدت أكف اللقاء إلى
|
أزاهــير ترتقب المـوردا
|
فكان اللقاء عناق الغصون
|
غدا الموت بينهما موعدا
|
فإن فرق الأفق بينهما
|
ليطفئ لوعتها المنتدى
|
إلى أمل تستفيض الدمـــوع
|
و نبض أمانيه قـد غـردا
|
تدفق نهر العطاء الثري
|
بنت لأسرتها مشهدا
|
سماحة أخلاقها كالورود
|
يصوغ وفاء الفدا سرمدا
|
لعل رفيف الجناح الجريح
|
نعيمًا بمسك التقى جددا
|
عديلة روحيَ قري العيون
|
جوى القلب من فيضها أسعدا
|
و بثي حنانك في رحمة
|
كيانًا بهدب الهدى ألحــدا
|
و صبي شآبيب لطف الرحيم
|
|
|
|