معاناة اللغة العربية فى أمسية بمؤسسة بدران الثقافية

عبدالرحمن ابوزكير

 

أقامت مؤسسة أبوالفضل بدران للتنمية والعلوم والثقافة والتراث بمحافظة قنا، أمسية شعرية نقدية بمشاركة جمع من أساتذة الجامعات من تشاد والعراق والجزائر والمغرب والأردن ونيجيريا والكاميرون واليمن ومصر. وكان موضوع الأمسية اللغة العربية والتحديات التي تواجهها، حيث تحدث المشاركون عن معاناة اللغة العربية في بلادهم.

وأدار الأمسية الثقافية الاستاذ الدكتور محمد أبوالفضل بدران ونائب رئيس جامعة جنوب الوادى لشئون التعليم، والأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة سابقاً، والذي أشار إلي أهمية اللغة العربية وكيف تعامل المستشرقون معها وخاصة المستشرقة الألمانية " انماري شيكل " التي كتبت أكثر من 80 كتاباً تناولت فيه اللغة العربية وآدابها والإسلام وهي مقتنعة تماماً أن اللغة العربية هي لغة أهل الجنة وتستشهد علي ذلك بقول اللّه عز وجل:

"وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار"ِ (الرعد: 23-24)

"الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (النحل: 32)

وخلال الأمسية تحدث الدكتور الطيب إدريس نائب رئيس جامعة إنجامينا ووزير العدل السابق بدولة تشاد عن اللغة العربية ودورتها من الازدهار مروراً بمحاولات المستعمر الفرنسي وأدها وإنهاء وجودها، إلي فترة المعاناة في محاولات إعادتها مرة أخرى، وقال إن اللغة العربية كانت في فترة ازدهارها هي لغة الأدب والطب والكيمياء والرياضيات والفلك والتي أخذ منها الغرب أسس حضارتهم وبنوا فوقها، بينما كانت فترة بنائهم تتوازي مع فترة الاستعمار الغربي للدول العربية والأفريقية والتي عمد فيها المستعمر إلي إلغاء استخدام اللغة العربية وإقرار اللغة الأجنبية كلغة رسمية للدولة المحتلة سواء كانت الفرنسية أو الانجليزية أو الايطالية وذلك بهدف اجتثاث الهوية الوطنية للشعوب المحتلة وتنشئة أجيال يكون ولاؤهم ولغتهم وكتاباتهم وثقافتهم وحتي قوانينهم بلغة المستعمر.

وقال وزير العدل السابق بدولة تشاد إن " تشاد عانت " كي تجعل اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة حتي انهم قاموا بتغيير الدستور لإقرار هذا المبدأ.

وتحدث الشاعر الدكتور سلمان عباس الاستاذ بجامعة بغداد بالعراق، بلد الرافدين، ممتناً لوجوده في مصر ومعبراً عن حب متأصل في قلبه لمصر وشعبها حتي إنه أنشد قصيدة في حب مصر وتحدث عما تعانيه العراق من محاولات حثيثة لاجتثاث اللغة العربية والتخلص من علماء اللغة والشريعة والإنسانيات بدعوي أن هذه العلوم غير مطلوبة في الوقت الحالي. ويشارك في هذا مسئولون يرون أن العلوم الإنسانية أصبحت ماضياً ويجب الالتفات إلي العلوم التطبيقية.

ومن الجزائر تحدث الدكتور أحمد الشريف شطراح، بلغة عربية فصيحة لا تحمل لكنة فرنسية، وتحدث بفخر عن العلاقة الوطيدة التي تجمع مصر والجزائر ولم يفته الإشارة إلي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر معبراً عن حبه الحقيقى لمصر والمصريين.

وتحدث الدكتور أحمد غريب - استاذ مصري متخصص في علوم الفلك - عن العلاقة الوطيدة بين اللغة العربية والدين والفلك، وأشار إلي أن أربعة من أركان الإسلام الخمسة مرتبطة بعلوم الفلك وهي الصلاة والصوم والحج والزكاة وحتي في المعاملات الأخري؛ كالطلاق والعدة مرتبطة بالفلك، مؤكداً أنه لابد من أن يكون دارس العلوم الإنسانية والشرعية علي دراية كاملة باللغة العربية والفلك.

وتحدث الدكتور محمد أمبارك الشاذلي الاستاذ بجامعة الأزهر، عن اللغة العربية وجمالياتها في الآداب وأثرها في قراءات القرآن المتعددة وأصحاب تلك القراءات والفرق بينهم.
 

الجمهورية