لغتنا العربية

أ. شيخة العصفور

 

لغتنا العربية من أرقى لغات العالم، وأعظمها شأنا، وأوسعها معاني، وأغزرها مفردات، فيكفي أنها لغة القرآن الكريم المنزل من السماء على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، يقول الله جل جلاله: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) «النحل: 103».

ووصف الله (تبارك وتعالى) القرآن الكريم بأنه (قرآن عربي) في عشرة مواقع من القرآن الكريم، يقول الله جل جلاله: (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الْغَافِلِينَ) «يوسف: 3».

ورغم ذلك، يعيش أفراد مجتمعنا العربي من صغار وكبار في تأسيس تعليمي منهجي ضعيف في مخرجات اللغة العربية، حيث نجد اليوم من يصل إلى مرحلة الدراسات العليا ومازال لديهم ضعف وقصور في قدراتهم اللغوية والإملائية، وقلة قليلة من المتميزين في مجتمعاتنا العربية ممن يتمتعون بقدرات لغوية وإملائية عالية الجودة، مستمدة ثقافتهم اللغوية من أصل اللغة في القرآن الكريم.

كل ما سبق ذكره يرجع سببه إلى: ضعف مخرجات التعليم في دراسة مادة اللغة العربية في المراحل التعليمية المختلفة، وعدم تنوع مواد اللغة العربية كمنهج يدرّس في المدارس والمعاهد والجامعات، ومن ناحية أخرى تجاهل تعليم اللغة العربية كلغة في بعض التخصصات الجامعية، نظرا لعدم علاقتها أو الاستفادة منها في التخصص، فالعالم العربي الإسلامي يتمتع بنخبة من المفكرين والعلماء والأساتذة في مختلف التخصصات نفخر بهم، فلماذا لا نستفيد من خبراتهم وعلمهم، بما هو خير للأمة العربية الإسلامية في تقويم وترسيخ اللغة العربية في مجالات حياتنا جميعها، فهي رغبة ملحة لنا ولأجيالنا وأجيال أجيالنا حفاظا على هويتنا وكياننا من الذوبان في الأمم الأخرى.

فاللغة العربية بحر من العلم على سبيل المثال: أسرار اللغة العربية، التدقيق الإملائي واللغوي، مرادفات اللغة العربية، اللغة العربية في القرآن الكريم، وغيرها الكثير من المهارات التي لا بد من الحرص عليها كمناهج تعليمية لأبنائنا في جميع مراحلهم التعليمية، وذلك من أجل رفع المخرجات التعليمية من حيث إعلاء الحصيلة اللغوية للطالب من ناحية، وتعزيز ثقافة مجتمعنا ورقيه وعلو شأنه والحفاظ عليه مما ينتظره من ضعف ومهانة من ناحية أخرى.

 

الأنباء