نقاش حول مساهمة الذكاء الاصطناعي في ازدهار اللغة العربية

 ناقشت اليونسكو اليوم كيف يكون الذكاء الاصطناعي مصدرا للمعارف وأداة لتعزيز اللغة العربية وصونها. وقالت المديرة العامة لليونسكو - المنظمة الأممية المعنية بالتربية والثقافة والعلوم- إن تطور الذكاء الاصطناعي سيكون له تداعيات عديدة، بما في ذلك في مجال التعدد اللغوي والتنوع الثقافي.
 
وأشارت أودري أزولاي إلى أن مثل هذا التحول يطرح تحديات كبيرة، ولا سيما إذا أردنا تفادي اقتصار الانتفاع بالتكنولوجيات الجديدة على عدد محدود من اللغات.
 
ومن أجل الحفاظ على هذا التنوع الثقافي الذي يضفي على الإنسانية ثراءها، قالت مديرة اليونسكو إنه من المهم الحرص على أن يكون الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا شاملة للجميع بما في ذلك على المستوى اللغوي، لئلا تضاف عوائق لغوية إلى العوائق التكنولوجية.
 

ولئن كان الذكاء الاصطناعي ينطوي على عدد من المخاطر المحدقة بتعدد اللغات تقول أزولاي إنه يحمل أيضا في طياته العديد من الفرص والوعود فمن شأنه أن ييسر الحوار بين الشعوب والثقافات من خلال تطوير وسائل الترجمة الآنية. ومن شأنه أيضا أن ييسر تعلم لغات عدة وأن يشجع بذلك ازدهار اللغة العربية من خلال تجويد التعليم وتكييفه.

وعقدت اليونسكو بمناسبة هذا اليوم، من بين احتفالات عديدة، اجتماع مائدة مستدير. وتقول أزولاي إن جميع هذه المسائل ماثلة في أذهان المشاركين في هذه المناقشات الرامية إلى تحفيز الحوار بين الأوساط العلمية وعشاق اللغة العربية، لكي تردف التكنولوجيا تعدد اللغات، بدلا من أن تحول دون تطوره.

 الأمين العام: تربطني باللغة العربية روابط شخصية ومهنية وثيقة

"التأثير العربي، بفضل التاريخ المشترك بين العالم العربي وشبه الجزيرة الإيبيرية، حاضرٌ في البرتغال بأشكال عديدة. واللّغةُ البرتغالية لها عبارتها الخاصة لقول "إن شاء الله"، وهي عبارة "أوشالا" التي تُشبه في نُطقها كثيرا العبارة العربية. وحتى موسيقى الفادو البُرتغالية قلبا وقالبا تحمل في طياتها إيقاعات شبيهة بألوان الغناء العربي.

وأضاف الأمين العام أنه وخلال سنوات عمله في منصب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين استطاع أن يتذوّق "جمال العربية التي أُنزل بها القرآن، ولا سيما ما جاء في سورة التوبة: "وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ". إنّي أرى في هذه الآية تعبيرا مبكّرا عن مبدأ التّضامن الذي كرّسته اتفاقية اللاجئين لعام 1951."

وعلى مدى العقود المنصرمة منذ إقرار هذا اليوم، قال الأمين العام إن استخدام اللغة العربية ما فتئ يثري عمل الأمم المتحدة في "اجتماعاتنا وتقاريرنا ومداولاتنا اليومية. لذا، فإنّني أتوجه إليكم بأطيب التّمنيات وأنتم تحتفلون بثراء اللّغة العربية وبتنوّع الأسرة البشرية. وشكرا."

 

أخبار الأمم المتحدة