الأسلوبية وعلاقتها بالطبيعة الأندلسية في عصر الموحدين
د/ محمد عبد الله عباس الشال
تُعدُّ الأسلوبية خطوة جيدة في مجال قراءة النصوص الأدبية، فهي التي تستطيع بمنهجيتها وموضوعية الناقد – معاً – استكشاف جوهر الشعر الذى يبرز في لغة الشاعر الخاصة، بواسطة وعى متزايد (من الناقد) ضمن النطاق الضيق من التعبير الإبداعي بشكل عام لاكتشاف هذه الخاصية، حيث أسهمت في وجود علاقات مشتركة بين لغات المجتمع الواحد، وبالتالي تظهر علاقة اللغة بالمجتمع، فهي جزء من علم اللغة الاجتماعي؛ لتبرز مدى تأقلمها مع المجتمع، من خلال سهولة ألفاظها، وبراعة استخدام معانيها وصورها، وإيقاعاتها التي ينسجم معها المتلقي.
وقد لجأ كثير من شعراء عصر الموحدين بالأندلس إلى شخصنة الأشياء من حولهم، حيث كانت الأندلس أكثر البلاد العربية ولوعا بتشخيص عناصر الطبيعة؛ فجعلوا الجبال تُحدثهم، والهضاب تتجاوب معهم، والحيوانات تبادلهم نفس الإحساس، لتصبح الطبيعة في بعض الأحيان هي المحبوبة نفسها، أو الممدوح، بل في أحيان أخرى ترمز إلى الشاعر نفسه، حتى ظهر أثر هذا التجاوب على موضوعاتهم الشعرية المختلفة، فالشاعر الأندلسي في عصر الموحدين مازج بين الغزل أو المدح أو الرثاء وغيرها من موضوعات الشعر العربي، وبين عناصر الطبيعة.
لهذا وجدنا أن شعر الطبيعة – في هذا العصر – يحتاج إلى قراءة عميقة متأنية، لا تقف عند حُدود النصّ بالرؤية التقليدية الشارحة للنص دون النظر إلى العناصر الأخرى داخل النص الشعرى، فوجدنا أن الأسلوبية من أكثر المناهج النقدية المعاصرة لقراءة النص الشعري، بل هو المرحلة الضرورية في الطريق إلى التذوق الأدبي، والتي نستطيع من خلالها – مع استخدام المناهج النقدية الأخرى – أن نستنطق النص الشعري، ونبرز ما به من خصائص لغوية، ودلالية، وتصويرية، وإيقاعية.
وهذا ما نجده في كتاب: "شعر الطبيعة في عصر الموحدين – دراسة أسلوبية: د/ محمد عبد الله عباس الشال، طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة الأولى 2018م" .. والكتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2019م، وفي مقر المعرض الدائم للهيئة المصرية العامة للكتاب.
|
|
|