اللغة العربية تبحث عن منقذ قبل الانقراض.. حماسة: لن تندثر لأن الله حفظها

عماد ماهر


أكدت الدراسات أن اللغة العربية مهددة بالاندثار بسبب فوبيا تقليد الغرب، التي ضربت مجتمعنا المصري، وتفضيل التعليم الأجنبي على العربي، لمواكبة سوق العمل، بالإضافة إلى جمودها وعدم تحديثها كما يري البعض، فيما يري آخرون أن التعليم الفاشل أثر سلبيا على مستقبل اللغة، لتخريجها طلبة لا يجيدون القراءة والكتابة.

وفى هذا الصدد قال الدكتور محمد حماسة نائب رئيس مجمع اللغة العربية، إن اللغة العربية لن تندثر لأنها باقية، ومحفوظة بحفظ الله للقرآن الكريم.

وأكد أن المدخلات التي اقتحمت مجتمعنا، من مصطلحات أجنبية وغيرها، هي ظواهر عارضة، ونحن بصدد القضاء عليها، لأننا ندعم الوعي اللغوي والاهتمام بالثقافة اللغوية، ونعتز بها، لأنها تعبر عن هويتنا وحضارتنا.

وأشار إلى أن الأزمة في اللغة تتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة مثل "فيس بوك" و"تويتر"، ولكنها ستنتهي قريبا، بعد ترجمة مصطلحاته للعربية.

وطالب حماسة المسئولين في الدولة بإصدار القرارات الخاصة بتقدير اللغة واحترامها، كما فعلت كثير من الدولة التي تحترم قوميتها، وأن نشارك في الإبداع ولا نكتفي بدور المستورد فقط، وعلينا عندما نصدر منتجاتنا بأسمائها العربية، لكي تحترمنا الشعوب.

وأضاف أنه لا مانع من تعلم اللغات الأجنبية، بل نحفزها من أجل التعرف على ثقافة الآخرين وحضارتهم، أما التعليم بالأجنبية فهو الخطر الأكبر، مضيفا أنه لا توجد أمة تعلم بغير لغتها، وهذا يتطلب قرارا سياديا من الدولة، لاحترام اللغة التي ينص عليها الدستور.

وقال الدكتور محمد حسن عبدالعزيز عضو مجمع اللغة العربية، إن اللغة العربية ستبقي إذا بقي العرب يشعرون بهويتهم اللغوية، وأهميتها في حياتهم.

وأشار حسن خلال تصريح لـ "فيتو" إلى أن الثقافة الحديثة لعبت دورًا بارزًا في السيطرة على العرب، وجعلتهم يعيشون ثقافة أوربية، وحرفتهم عن ثقافتهم العربية.

وأكد أن المشكلات التي تتعرض لها اللغة العربية تتمثل في العلماء والكتاب الذين يفضلون الكتابة بالإنجليزية، بالإضافة إلى المدارس الأجنبية، التي يتعلم بها أكثر من 40% من مجموع الطلبة المصريين، وهو ما جعلهم يشعرون بالعزلة عن العربية، والافتخار بالإنجليزية.

وأضاف أن قضية اللغة مجتمعية من الأساس، ويجب أن يتكاتف الجميع لحلها من إعلام وتعليم.

وأكد أن التعليم فاشل ويخرج تلاميذ الابتدائية لا يجيدون القراءة والكتابة، كما أن الإعلام يحتقر اللغة العربية.

وطالب الكاتب محب سمير، مجمع اللغة العربية بأن تكون اللغة العربية أكثر مرونة، وقابلة للتجديد وفتح الباب أمام التطور الطبيعي في المفردات والمستحدثات منها.

وأشار إلى أن اللغة التي تصر على التجمد والصرامة سيكون مصيرها المتحف، وإذ لم تعبر اللغة عن ثقافة شعوبها، وحياتهم اليومية، وتواصلهم، سيكون مكانها الحقيقي المعجم، أو في القراءات المقدسة، لأنه في النهاية اللغة العربية يحميها كتاب مقدس هو "القرآن".

وأبدى سمير رغبته في أن يواكب مجمع اللغة العربية العصر، ويعمل على تطور اللغة، لأن تطورها سمة من سمات التطور الإنساني، مؤكدا أن اللغة العربية لن تندثر لأنها مرتبطة بالقرآن.

وطالب سمير المجمع بضرورة إنتاج المعاجم للكلمات الحديثة، كما يحدث في أمريكا وإنجلترا.


فيتو