مترجم: مبادرة شبابية لزيادة المخزون العربي على الإنترنت

تغريد السعايدة

يحتفي مشروع "مترجم" وشركاؤه بأيام اللغة العربية على الإنترنت، وهي المناسبة التي تهدف إلى تمكين مستخدمي اللغة العربية من إنتاج المضامين على الإنترنت؛ كالمواقع والمتاجر الإلكترونية، والتطبيقات، والمدونات وغيرها.
مشروع "مترجم" مبادرة شبابية كبيرة تضم حوالي ألف وخمسمائة شاب وشابة من عدد من الدول العربية، تسعى إلى "زيادة المخزون العربي من المعلومات على شبكة الإنترنت، لتواكب مخزون اللغات الأخرى على الإنترنت".
يقول أحمد شمس الدين، وهو أحد مؤسسي المبادرة، والمقيم في فرنسا، إن "مترجم" سيشارك في هذه المناسبة من خلال ترجمة ونشر المقالات التعليمية التي من شأنها التشجيع على الإنتاج الفكري والعلمي باللغة العربية على الإنترنت، كما تُنظّم المبادرة مجموعة من الندوات على الإنترنت يُقدّمها خبراء عبر نظام الـHangout.
وقال شمس الدين إن مشروع "مترجم" التطوعي يشارك في فعاليات "أيام الإنترنت العربي" عبر مجموعة من الأنشطة الإلكترونية باللغة العربية؛ حيث سيركّز فريق عمل "مترجم" على تشجيع إنتاج المضامين باللغة العربية على الإنترنت بأنواعها كافة، من خلال تمكين مستخدمي شبكة الإنترنت، من الناطقين بالعربية، من الإنتاج المعرفي الإلكتروني باللغة العربية.
وبناءً على ذلك، ستكون فعاليات مشروع "مترجم" التطوعي خلال أيام الإنترنت العربي هي ترجمة مواضيع وإقامة محاضرات على موقع google Hangouts تدور حول محاور عدة تطرح على الجمهور الناطق بالعربية.
وبيّن شمس الدين أن أبرز تلك المحاور سيكون حول "كيفية إنشاء مواقع ويب الريادة، وإدارة الأعمال الصحفية عبر الإنترنت، واستعمال وسائل النشر على الإنترنت باللغة العربية، مثل الووردبرس، ماجينتو، المنتديات".
وبالإضافة إلى ذلك، سيتم التطرق إلى مواضيع التجارة الإلكترونية، والدعاية والترويج عبر الإنترنت، لحل المشاكل الاجتماعية، من خلال منصات التواصل الاجتماعي. كما ستتم ترجمة هذه المواضيع من خلال فريق عمل متمكن يعمل على نشرها على أوسع نطاق من خلال موقعه وصفحاته على شبكات التواصل الاجتماعي، ومن خلال شركاء المشروع.
وكان شمس الدين قد بيّن أن الدافع الكبير الذي يقف خلف إنشاء "مشروع مترجم" غير الربحي هو "إثراء المحتوى العربي على شبكة الإنترنت عبر حركة الترجمة"، بعد أن لوحظت قلة المخزون العربي على شبكة الإنترنت، كما هو الحال في موسوعة ويكيبيديا مثلاً، وغيرها من المعلومات التي يحتاج إليها الشخص المتتبع للمعلومات على الشبكة العنكبوتية.
وبدأ المتطوعون في "مترجم" بمراجعة المعلومات التي توجد على مواقع البحث باللغة العربية، فكانت النتيجة ضآلة المعلومات المتوفرة على محركات البحث، مقارنةً مع اللغات الأخرى، فضلا عن أن هذه المعلومات "لا تتناسب مع طموحات الشباب العربي غير المتقن للغات الأجنبية". ومن هنا كان لا بد من وجود "مترجم" ليسهل الوصول للمعلومات، وإغناء المحتوى العربي في مختلف المجالات المعرفية.
بداية المشروع كانت فقط على "فيسبوك"، وبعد ذلك انضم عدد كبير من المتطوعين من مختلف الدول العربية، وتم تشكيل فريق عمل مترجم، وهي شبكة تواصل اجتماعية تهدف إلى نقل المعرفة إلى اللغة العربية، ومنصة لاستضافة أكبر عدد من المساهمين للمشاركة في ترجمة المقالات والكتب إلى اللغة العربية لإيصال المعرفة إلى متكلّمي هذه اللغة.
ونظراً لضخامة المشروع وتهافت الشباب العربي على المشاركة في إنشاء أكبر تجمع لترجمة المعارف والعلوم إلى اللغة العربية، فقد ارتأى عدد من المتطوعين من الشباب الأردني المشاركة في العمل العربي المشترك تحدوهم "الغيرة على المحتوى العربي الذي يضاهيه المحتوى الغربي أضعافا مضاعفة". وكانت لَما جاد الله إحدى المتطوعات التي أسهمت مع الآخرين في ترجمة نصوص مختلفة.
وفي هذا الصدد، تؤكد جاد الله أن مجموعة كبيرة من الشباب العربي، وبالتواصل مع المؤسسين في فرنسا، قرروا الانطلاق في المشروع لإنشاء أكبر حركة ترجمة المقالات والبحوث التي تهتم بالعلم والتنمية البشرية. ويقوم هؤلاء الشباب الآن بترجمة المقالات والكتب من اللغتين الإنجليزية والفرنسية، ومن الألمانية أيضا، وسيسهم هذا العمل العظيم، حسب جاد الله، في إثراء الموسوعة العربية بالمعلومات حتى يسهل على المهتمين الحصول عليها.
ووفق شمس الدين، فإن المحتوى باللغة العربية على الإنترنت لا يتجاوز الـ3 %، حتى الآن من محتوى الويب، رغم أن اللغة العربية تمثّل خامس لغة في العالم، من حيث عدد مستخدميها، وعددهم 360 مليوناً، فيما لا يتجاوز عدد مقالات الويكيبيديا بالعربية عدد المقالات باللغة الرومانية، أو الكازاخية على الموقع نفسه، رغم التباين الكبير في عدد الناطقين بهذه اللغات.
يحتفل العالم العربي في الثامن عشر من شهر كانون الأول (ديسمبر) من كل عام بيوم "اللغة العربية"؛ إذ يصادف هذا الموعد اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها الذي يوجب إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية في الأمم المتحدة.
لذلك تحرص الكثير من الجهات الرسمية والأهلية في العالم العربي على إحياء هذه المناسبة والقيام بفعاليات تحث على التذكير باللغة العربية وأهمية المحافظة عليها من الاندثار، وهو ما تسعى لتجسيده مبادرات مشروع "مترجم".
وحول مستقبل هذا المشروع، تقول جاد الله "إن المشروع تطوّعي، وإنجاز شبابي طلابي، من دون أي دعم من أي جهة"، مشيرة إلى أنه يمكن لأي شخص يرغب في التواصل مع المتطوعين أو الاطلاع على المعلومات الخاصة بمشروع "مُترجم" بهدف الانضمام إلى المشروع، إنشاء حساب على شبكة مترجم، www.moutarjam.com أو التواصل مع المتطوّعين القييمين على المشروع، على: contact@moutarjam.com

الغد