اللغة العربية الفصيحة في مسرح الطفولة

د. عياد زويرة


     ما يلاحظ على الكتابات المسرحية العربية، أنّها ليست على لغة واحدة، مع أنّ الجنس الأدبي واحد، فمن جيّد، ووسط، إلى رديء أقرب ما يكون في أصله إلى لغة العامة، بحكم  منطق كاتبه اللغوي ( العامي)

- فماذا كان يصنع الباحثون إذا ما اصطدموا بنّص لا يستجيب لقواعد اللغة، ولا ينهض بمكامن جمالها، ولا بحال من شكلها ومذاقها الفصيح ؟
- وماذا يستفاد من مضمون على هيئة مقتبسة أو مترجمة ، إذا ما اصطنّع بقشور لغوية فاسدة، فيها الصميم، وفيها الدخيل، وفيها المبتذل الذي لا يحتمل ؟؟؟
                          
                           ***
 وعلى أيّ حال، فإنّه من الأحسن أن يصطنّع الأديب نّصه المسرحي بالفصحى، لأنّ " ثمة مشكلة أخرى تواجه الأطفال وهم يكتسبون لغتهم، ألا وهي استماعهم إلى اللهجات الدارجة غير الملتزمة بالمبادئ والقواعد التي تضبط اللغة الفصحى، وقد يكون هذا الأمر أكثر وضوحا في اللغة العربية منه في اللغات الأجنبية، فيكتسب الطفل أساسيات
لغة الدارجة لا الفصيحة، وهذا عامل من عوامل ضعف الأطفال في اللغة الفصحى، التي يشعرون أنّها لغة ثانية مختلفة عن لغة الأمّ . "  

  فكان من اليسير على ذوي الفساد اللغوي الفصيح، أن يسّنوا لأنفسهم لغة لنّصوصهم, بداعي عدم النضج اللغوي للأطفال، فينعتونها كما نعت أقرانهم في مسرح الكبار لغتهم باللغة الثالثة .
و من السهولة بمـكان، تعفّف هؤلاء أيضا عن القصد المنشـود من وراء المسرحية الموجهة للطفل، بباعث التسامح والتساهل … وغير هذه من التجاوزات المباحة في حق الطفولة .
ولو ذهبنا نستعرض تطفل المتطفليـن إلى أبعد من ذلك، لما استوفينا الكلام حقـه عنهم، لكن بقي أن نختصر المسار، وأن نشير إلى سمات لغة النّص المسرحي الموجهة للطفل بمنهجها السليم، وهذه أهمها :
   

" أ – انسجام اللغة مع القدرات العقلية للطفل ، و قدرتها على تلبية اهتماماتهم و ميولهم .
ب- معرفة المخزون اللغوي للأطفال، و الارتقاء به عبر كل مرحلة عمريه .
ج- اعتمـاد اللغة، إذ إنّ من أهداف مسرح الطفل تعليـم الأطفال لغتهم العربيـة
بشكل سليم"   

    وينضاف إلى هذه سمات أخرى لها الأثر نقسه، توحي بالفعل و القوة معا إلى الغاية المعجمية من خلال النصوص المسرحية، بحيث يستطيع أيّ الأخذ بها وحذو سمتها،       وتوظيفها توظيفا علميا وفنيا، والسمات هي :

" 1- انتقاء المفردات القادرة على إثارة الصور المرئية في مخيلة الأطفال .
2- عدم اللجوء إلى الحشو الذي يعطل القدرة على الفهم .
3- مضاعفة الكلمات الجديدة تدريجيا و تكرارها . "  
                       ***
       ولعلنّا نختـم الحديث عن هذه الخاصـية، بكلمـة قوية بارعـة، هي للباحث
" أحمد زلط "، حين يرى ضرورة " الحفاظ على اللغة العربية فوق ألسنة النشء "