بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية :لغتنا والمحافظة عليها

د. باقر الكرباسي

  تُعَدُّ اللغة العربية من أهم مظاهر الإرث الحضاري والتراكم الإبداعي والارتقاء الفكري في تاريخ البشرية سواء في دقة أنظمتها التعبيرية أم في صياغة أبنيتها أم في تنوع دلالات تراكيبها أم في قدرتها على التوليد والنماء والاتساع في المعاني ،فهي لغة حيّة وهي أيضاً أداة تفكيرنا والوسيلة التي نعرض بها ألوان أحاسيسنا ومشاعرنا وهي أعزما نملك وما ندّخر ، إن لغتنا العربية تمر بأزمةٍ وما تعانيه مدارسنا على اختلاف مراحلها مشكلات كبيرة بعضها يدركه المشتغلون بالتربية ويتنادون لمعالجتها ووضع الحلول الناجعة لها فمن بين الأسباب قلة اهتمام طلبتنا باللغة العربية وضعف حسهم اللغوي ،إذ انّ أكثر الذين يقبلون على أقسام اللغة العربية عن غير رغبتهم ،إنّه واقع مؤلم ، والذي يدهش ويؤسف له أيضاً أنّ بعض مَن يقومون بتدريس اللغة العربية يتكلمون العامية في اثناء شرحهم  الدروس كما أنّهم لم يحاسبوا طلبتهم على أخطائهم اللغوية والنحوية والإملائية ، إنّ لغتنا العربية مشهورة بتنوع أساليب التعبير فيها وبكثرة مجازاتها وجمال فنون القول فيها حتى أسماها بعضهم باللغة الشاعرة،وعليه فإنّ اللغة العربية التي يستعملها مجتمع حي يجب أنْ تتطور وتبقى وإصلاحها حسب بعض المختصين يقوم على ثلاثة أسس هي :
أولاً: إصلاح المفاهيم العامة التي يقوم عليها هذا التعليم .
ثانيها:العناية بالطالب فكلما زاد استعمال الطالب لهذه اللغة زاد نموه اللغوي وقويت ملكته .
ثالثها: العناية بالمادة اللغوية المدروسة التي نروم تقديمها للمتعلم .
أما القضية الأخرى المهمة التي أودّ الحديث عنها هي ما نعانيه في استخدام الفصحى نطقاً كما أنّ لوسائل الإعلام المنطوقة والإذاعة والتلفاز تأثير كبير في المتلقين إذ أنّها مدارس منتشرة في كل مكان يسمعها الصغير والكبير والرجل والمرأة فإذا استخدمت هذه الوسائل لغة صحيحة فصيحة فلسوف يقلدها الناس ويتبعونها ويأخذون منها ، لذلك علينا العناية الفائقة في الكلمة المنظومة في وسائل الإعلام مبنىً ومعنى .