المجمع العلمي العراقي – بداية النـَّشأة والأهداف

تأسس المجمع العلمي العراقي في 26 تشرين الثاني1947م للإهمام بقضايا المصطلح العلمي، وتعريب العلوم، وإيجاد المصطلحات العلمية، وترجمة الكتب التي يحتاجها العالم العربي في البحث والدراسة ، وقد سبقت محاولة التاسيس هذه جهود (المعهد العلمي) في بغداد( 1925م) في تأسيس مجمع لغوي، إذ دعا جماعة من رجال العلم والأدب إلى إجتماع عقد في 12/1/ 1925، وعرض عليهم الأديب ثابت عبد الرزاق فكرة إنشاء المجمع اللغوي، فقرووا بالإجماع:" بعد المداولة في تأسيس مجمع لغوي يقوم بتعريب الكلمات، وإيجاد الإصطلاحات العلمية، وترجمة الكتب التي يحتاج إليها العالم العربي قررنا تأسيس(مجمع علمي) لتحقيق هذه الأمنية، (وهي) من الضروريات الحيوية للغة العربية، ونهضة البلاد".
وفي سنة (1926م) أنشأت وزارة المعارف مجمعاَ لغوياً، ووضعت له إعتمادا مالياً، ووجه وزير المعارف كتاباًً إلى الشاعر معروف الرصافي، والأب الكرملي يبلغهما بإنتخابهما عضوين لهذا المجمع، ويرجو إجتماعهما لإنتخاب بقية الأعضاء، وبعد أن تمّ لهما إنتخاب بقية الأعضاء، وضع المجمع الجديد منهجاً لعمله،دعاه:" تعليمات الإصطلاحات العلمية في وزارة المعارف.
 وفي سنة (1934م) أسس في بغداد نادٍ أدبي أطلق عليه اسم( نادي القلم العراقي) يهدف إلى تعارف المؤلفين، وحملة الأقلام، وإحكام الروابط بينهم، وتعزيز الأدب العربي، وكان أول رئيس له الشاعر جميل صدقي الزهاوي( 1863- 1936م)، وبقي هذا النادي قائماً حتى قيام ثورة 14 تموز 1958م.
  وفي سنة(1945م) أسست وزارة المعارف العراقية لجنة لمؤازرة المؤلفين، والمترجمين، والناشرين دعتها ( لجنة التأليف والنشر) واستمرت إلى سنة( 1947م)، إلا أنها لم تقدم شيئاً بشأن معالجة مشكلة المصطلح العلمي، أو مشكلات اللغة العربية الأخرى. بعدها نظرت وزارة المعارف إلى منزلة العراق في البلاد العربية، وما ينبغي من توسيع نطاق النشاط العلمي، ومجاراة الأمم الناهضة في مضامير الإرتقاء فألفت (لجنة التأليف والنشر)، وأنشأت (المجمع العلمي العراقي- 26 تشرين الثاني1947م)بدلاً منها، وعلى نمط آخرأبعد هدفاً، وأوسع عملاً، وأجدى نفعاً، وقد أشارت المادة الثانية من نظامه (رقم 26 لسنة 1947) إلى:" العناية بسلامة اللغة العربية، والعمل على جعلها وافية بمطاليب العلوم، والفنون، وشؤون الحياة الحاضرة". وقد اوجز المرحوم د. مصطفى جواد أعمال المجمع العلمي العراقي في حينها، بالقول:" من أعمال المجمع الأصلية بذل الرعاية للمصطلحات، والعناية بها" ليلتقي بذلك مع نظيره ( مجمع اللغة العربية - مصر 1932م)، و(مجمع اللغة العربية- سورية1919م)،وركزا على المحافظة على سلامة اللغة العربية، والنظر في أوضاعها العصرية، ونشر آدابها، وإحياء تراثها، وتعريب ما ينقصها من كتب العلوم، والصّناعات، والفنون وجعلها وافية بمطالب العلوم. إذن كانت بداية تأسيس المجمع العلمي العراقي مقتصره على اختصاصه بالعناية باللغة العربية، ولكن في عام 1963م تم تأسيس مجمع علمي آخر للغة السريانية ومجمع أخر للغة الكردية، وفي 1978م تم دمج المجمعات اللغوية الثلاثة: العربية، والكردية، والسريانية ضمن مجمع علمي واحد وهو المجمع العلمي العراقي.
  وفي العام 1996 صدر قانون جديد، أُعيد بموجبه تنظيم المجمع العلمي وتوسعت أهدافه لتشمل التخصصات العلمية، والتقنية كافة، وعدم حصرها بتخصصات اللغات العربية، والكردية والسريانية، والتراث العربي والإسلامي، بل امتدت لتشمل تخصصات العلوم التطبيقية والهندسية، والزراعية، والفلسفية، والقانونية، والاقتصادية، والمعلومات وشتى المعارف المختلفة بهدف إثراء المعرفة الإنسانية وتوظيف هذه المعارف لخدمة التنمية في العراق والبلاد العربية والإسلامية، وبذلك يقترب عمل المجمع أكثر فاكثر إلى مفهوم عمل مايعرف في دول العالم المتقدمة بأكاديميات العلوم التي تضم في العادة كبار العلماء والمفكرين والمبدعين.
وقد تعاقب على المجمع الرؤساء:
الشيخ محمد رضا الشبيبي: أعوام 1948-1949.
الأستاذ منير القاضي : أعوام 1949 – 1953، ثم جدد 1959.
الدكتور ناجي الاصيل : أعوام 1953 – 1954،ثم جدد في 1961 - 1962.
الدكتور عبد الرزاق محي الدين : أعوام 1965 – 1979.
الدكتور صالح أحمد العلي : أعوام 1979 – 1996.
الدكتور ناجح محمد الراوي : أعوام 1996 – 2000.
الدكتور محمود حياوي حماش : أعوام 2000 - 2004.
الدكتور داخل حسن جريو : أعوام 2004- 2007.
الأستاذ الدكتور أحمد مطلوب الناصري 2007 - وحتى الآن