المسافة بين التنظير النحوي والتطبيق اللغوي للأستاذ الدكتور خليل أحمد عمايرة
إن اللغة وسيلتنا لرؤية العالم من حولنا، وأن نسمع ما فيه، وأن نعبر له عما عندنا، فضلاً عن أن نجسد ما في أنفسنا من معان تتحول في حياتنا سلوكاً، وفي علاقة الآخرين بنا اقتراباً أو ابتعاداً، اجتماعياً أو سياسياً، فردياً أو جماعياً، تكشف لكل عن عقلية مقابلة أو قدرته أو ميوله الفكرية، فتنسج بسلطانها السحري خيوط العلاقات بين الأفراد والجماعات، وبين الحضارات والأجيال المتعاقبة. لذا يعالج هذا الكتاب اللغة من خلال ثلاثة أضرب: لغوية نحوية تنظيرية، وتربوية تعليمية تطبيقية، وتحليلية تطبيقية في الشعر وفي مختارات من كتاب الله العزيز. كما تناول القبائل الست والتقعيد النحوي إضافة إلى وقفة مع نبر بعض أوزان الماضي والمضارع من خلال دراسة وصفية، وكذلك دعوة إلى قراءة جديدة للنحو العربي عبر وقفة مع الإسناد. وقدم المؤلف رأياً في بعض أنماط التركيب الجملي في اللغة العربية على ضوء علم اللغة المعاصر، ورأياً آخر في بناء الجملة الاسمية وقضاياها، إضافة إلى التوقف عند المعنى في ظاهرة تعدد وجوه الإعراب، كما تطرق إلى إعراب المعنى ومعنى الإعراب في نماذج من القرآن الكريم، والنظرية التوليدية التحويلية وأصولها في النحو العربي، وعرج على حلقة الوصل بين الألسنية الحديثة والنحو العربي . وتناول أيضاً البنية التحتية عند عبد القاهر الجرجاني وتشومسكي، واللغة بين الانسان والفكر، وكذلك موضوع نحو الجملة والترابط النصي إضافة إلى تحليل لغة الشعر وذلك من خلال وقفة مع صلوات في هيكل الحب للشابي. وختم المؤلف كتابه بالحديث عن التطور اللغوي المعاصر بين التقعيد والاستعمال، وعن الاعداد الثقافي لمعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
دار وائل
|
|
|