الأخطاء الشائعة
أ. نورا مرعي
إنّ اللّغة هي وعاء الفكر، ولها دور عظيم ومهمّ في بناء الأمم، ولا بدّ من إصلاح لغتنا كي نصلح فكر أمّتنا، ونفهم ما نريده، ويعدّ الخطأ في اللّغة أمرًا يجب أن نواجهه بكل قوة حتّى لا نصل إلى تدمير لغتنا العربية تدميرًا كاملاً، وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة كثرة الأخطاء في استخدام اللّغة العربية، من دون الانتباه إلى الصّواب بحجة التّجديد كما يقول بعضهم، ولكن هناك فرقًا بين التّجديد وتغيير خصائص اللّغة والاخلال بنظامها وقوانينها، وإن كنّا نريد التّجديد فذلك يكون بما يتناسق مع قواعد اللغة العربية وسننها.
نواجه حاليًا مشكلة كبيرة كثرت في كتابات النّاس وفي أحاديثهم، وهي مشكلة الأخطاء الشّائعة، الّتي نلاحظها عبر تحميل اللّفظة معنى لا يفيدها، ترتيب ألفاظ الجملة بشكل خاطئ، بالإضافة إلى مخالفة الأصول اللّغوية والنّحوية والصّرفية، إن بتعدّي الأفعال بحروف وهي متعدّية بنفسها، أو تعدّي الأفعال بحرف من دون آخر، أو تأنيث المذكر، وتذكير المؤنث، أو استعمال صيغة أو كلمة من دون أخرى، وقد تكررت في نصوص عديدة، وصارت بالنّسبة إلى الجميع عادة لا يمكن الابتعاد عنها، وبعضهم يظنها الصّواب، قد يكون لجهلهم بها، أو ربما بأصول اللّغة، أو لاستسهال الكلمات المستخدمة في اللّهجة العامية.
كما كثرت الأخطاء في كتابات الجميع على مواقع التّواصل الاجتماعي، من دون الانتباه إلى أنّ طلابنا يقلّدون كتاباتنا، ويأخذون بها. وهنا، يتوجب علينا أن نكون قدوة للآخرين، ونسهم في التّغيير لكي نحافظ على مكانة لغتنا كما كانت من قبل، وذلك لن يكون إلا عبر الاستخدام السّليم للكلمات، ولفت النّظر للأخطاء، والتّحدث أثناء التّدريس بلغة سليمة لنخفف من وطأة هذه المشكلة، ونمكّن أجيالنا من لغتهم، لغة القرآن الكريم. ولا بدّ من الإشارة إلى أهمية وسائل الإعلام، إذ لها أثر كبير في انتشار اللّغة السّليمة إذا استغل الأمر استغلالاً صحيحًا. لذلك آثرت أن أقوم بجمع بعضها ولفت النّظر إليها، علّني أساعد بعضكم على التّخلص من الكتابة بشكل خاطئ.
اعتبر وعد
يستخدم الجميع الفعل اعتبر في كتاباتهم من دون أن يعرفوا أن هذا الفعل يعني أخذ عبرة، والأفضل استخدام عدّ.
الدَوْلي وليس الدِوَلي
لعل معظم الصحافيين والإعلاميين يخطئون بهذه الكلمة التي لفظها يكون نسبة للدولة وليس للدول، دَوْلي وليس دِوَلي
الخطأ في استعمال: (تَواجَدَ)
استخدام فعل تواجد، على الرّغم من انّ هذا الفعل يعود إلى الوجّد أي الحب الشّديد أو الحزن وفق سياق استخدامه. والأفضل أن نستخدم فعل حضر بالنّسبة إلى الإنسان، ويوجد بالنّسبة إلى الشّيء.
الخطأ في استعمال: (مبروك)
جاء في (المعجم الوسيط): «بارك اللهُ الشيءَ وفيه وعليه: جعل فيه الخيرَ والبركة» فهو مبارَك. [الأصل: مبارَكٌ فيه، ولكن الأئمة تَجَوَّزوا حيناً فحذفوا الصلة في كثير من أسماء المفعول، اصطلاحاً، وهذا مثال على تجوزهم].
لذا نقول: نجاحك مبارك وليس نجاحك مبروك.
الخطأ في قولنا: (إنّ هكذا أشياء)
هكذا = «ها» التنبيه + كاف التشبيه + «ذا» اسم الإشارة، لذا علينا أن نقول: " إن أشياء كهذه".
(كلما) لا تكرر في جملة واحدة
يقوم الكتّاب باستخدام كلما مرتين في الجملة الواحدة، والأصح أن تحذف الثّانية، يقال: كلما زاد اطلاعُك، اتسعت آفاقك.
مِن ثَمَّ؛ لذا؛ … (لا: بالتالي!)
يقوم الكتّاب باستخدام كلمة بالتّالي استخدامًا واسعًا، على الرّغم من ركاكتها، لذا الأفضل استخدام : من ثمّ، وبذلك، إذن، أي، نرى أنّ....
مهما
(مهما) اسم شرط يجزم فعلين: الأول فعل الشرط والثاني جوابه، نحو:مهما تفعلوه تجدوه. (علامة الجزم: حذف النون. الأصل: تفعلونه، تجدونه). لذا علينا ان نقوم بحذف النّون من الفعلين.
استخدام بعض
كما شاع تعريف " البعض" والأصح أنّ هذه اللّفظة لا تعرّف في نية الإضافة لأنها معرفة، وفي هذا الصدد يقول الجوهر في الصحاح : ( وكل وبعض معرفتان ولم يجئ عن العرب بالألف واللام وهو جائز ، إلا أن فيهما معنى الإضافة أضفت أو لم تضف). فالجوهري يقر بأن بعض لم تجىء عن العرب بالألف واللام .وقد وردت كلمة ( بعض ) في القرآن الكريم في مواضع كثيرة وكلها جاءت مجردة من أل التعريف كقوله تعالى : { وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضٌكٌمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ } . ( النحل :71 ) .
لافت للنّظر
يقولون : ملفت للنظرـ والصواب : لافت للنظر.
كثيرًا ما نسمع قول بعضهم : هذا المنظر أو الحادث ملفت للنظر. ووجه الصّواب أن نقول : لافت ؛ لأنّ فعله لفت ، لا ألفت، إذ لا يوجد في العربية فعل هو ( ألفت )، واسم الفاعل من الثلاثي عادة على وزن (فاعل ) فنقول : لافت .
أكّد
الفعل أكّد لا يتعدّى بحرف الجر " على" إذ نقول: أكّد الأمر، لا أكّد على الأمر
غير
شاع استخدام الغير وهي من الأخطاء الشائعة أيضًا، لأنّ غير تسبق الصفات. يجب أن أقول: من غير اللائق، والشعوب غير المهتمين بمستقبلهم... ولا يجوز القول: الشعوب الغير مهتميّن، فكلمة "الغير" تعني الآخرين، مثلاً: يحبّ الغير ويستقبل الغير.
حوالي
كلمة حوالي لا يجب أن تُستعمل إلاّ عند الدلالة على الوقت: فيُقال: حوالي الساعة العاشرة، ولكن لا يجوز قول: حوالي أربعة أشخاص أو حوالي أربعين قتيلاً مثلاً، بل يجب استعمال لفظة "نحو"، مثلاً: نحو أربعين شخصًا.
إن شاء الله
كلمة (إن شاء الله) تكتب بهذه الطّريقة ولكن أحيانًا تكتب (انشاء الله)، ويجب علينا أن نعرف أن هناك فرقًا بينهما، ولقد جاء في المراجع أن معنى الفعل إنشاء هو من أنشأ - ينشئ أي إيجاد، ولو كتبنا انشاء الله يعني أننا أوجدنا الله والله سبحانه وتعالى هو الّذي أوجدنا، أمّا الصحيح هو أن نكتب( إن شاء الله) ومعنى الفعل شاء(أراد).
|
|
|