أمين عام الجمعية المصرية لتعريب العلوم د. الحملاوي: تعريب العلوم يحفظ كيان الأمة ويوصل إلى التنمية

ياسر أبو العلا



قضية تعريب العلوم قضية قديمة ومتجددة في الوقت نفسه، ففي الوقت الذي تحرص فيه معظم دول العالم كل الحرص على أن يكون التعليم في كل مراحله بلغاتها القومية، ترتفع في بلادنا العربية بعض الأصوات رافضة الحديث عن تعريب علومنا، مستندين إلى أن الدول المتقدمة تستخدم اللغات الأجنبية، فمن الواجب أن ندرس علومنا بنفس اللغات، كما يشيرون إلى أن العربية لا تصلح لتعلم العلوم، وأن التدريس باللغات الأجنبية هو بوابة التفوق والرقي واللحاق بركب التطور.
 بالإضافة إلى عدد كبير من الاتهامات التي يتهم فيها دعاة تعريب العلوم بأنهم ينحتون في الصخر، وأنه لا فائدة من الجهود التي يبذلونها للوصول إلى تعريب للعلوم.
حملنا هذه الاتهامات وغيرها وعرضناها على مائدة الحوار مع أمين عام "الجمعية المصرية لتعريب العلوم" د. محمد الحملاوي. واليكم نص الحوار:

ـ   في البداية هل يمكن أن تلقي الضوء على مفهومكم لتعريب العلوم؟

 ـ  نعني بتعريب العلوم التدريس بالعربية بدءا بالحضانة وحتى نهاية السّلم الجامعي، وفي الوقت ذاته نعني إتقان اللغة العربية الفصحى كلغة حياة وليست كوسيط تعليمي فحسب. وعلى التوازي من هذا نهتم بتعلم اللغة الأجنبية­ أيا كانت­ كلغة إضافية، وليست لغة أساسية يتم من خلالها تدريس العلوم بمختلف المعاهد والكليات. كما يفعل الأجانب الذين يتعلمون بلغاتهم. مع عدم التركيز على الإنجليزية وحدها.
لأن كل أمة لها إضافة يمكن أن نستفيد منها، وقد لا تكون النسبة متساوية.
والأصل أن يكون التعلم والتعليم باللغة العربية بلا استثناء، في كل المستويات، وبالتالي تصبح العربية لغة الحياة بالنسبة لنا. وبدأت حركة التعريب في العصر الأموي، وازدهرت في العصر العباسي، ثم استؤنفت في عصر محمد علي في مصر، وتلتها حركات للتعريب في مختلف الدول العربية. وكانت الحركة في بداية نشوء الحضارة العربية والإسلامية، وهي الحضارة التي لم تنشأ إلا بعد استيعاب ما عند الآخرين، وهذا نفس ما فعلته أوروبا، ففي بداية عصر النهضة بدأت بالترجمة لآثار العلماء العرب في مختلف التخصصات، ومن أنحاء الدول العربية والإسلامية.

 والقضية التي يجب أن نلتفت إليها هي أن الحضارات تبدأ بعد حركات ترجمة نشطة لتنقل المعارف وتستوعبها، ثم تضيف إليها. فالحصول على المعارف وفهمها ثم استيعابها والإضافة إليها هو ما يصنع الحضارة.
وأي شعب لا يستطيع أن يفهم العلم إلا بلغته التي يمارس حياته الطبيعية بها. ونحن نستطيع أن نترجم ما عند الآخر حتى نستطيع أن نبني على الحضارات الأخرى، فالتعريب حركة قديمة منذ بداية الدولة العربية الإسلامية.

التعريب بوابة التقدم

ـ   هل هناك ارتباط بين تعريب العلوم وتقدم الأمة؟

 ـ  نعم بالطبع، فالدول التي لها حظ من التنمية تعلم بلغاتها القومية. يحدث ذلك في الدول كثيرة العدد، مثل: أمريكا وإنجلترا وألمانيا. ولكني أسترشد بالدول صغيرة العدد، لأن تكلفة التعلم باللغة القومية عالية.
فسكان فنلندة ـ  على سبيل المثال ـ  5.2 مليون، ولا يعرفون غير لغتها. ورغم ذلك هي في مقدمة الدول في دليل التنمية البشرية. والأولى في دليل السبق التقني الذي تصدره الأمم المتحدة.
وأيضا السويد والنرويج، وغيرهما من الدول المتقدمة تدرس بلغاتها القومية. ولا تدرس بلغات غير اللغة القومية إلا الدول المتخلفة، وحتى الدول التي كانت محتلة نفضت عن نفسها غبار التخلف وبدأت في مسيرة التنمية.
فهناك علاقة أكيدة بين التنمية والدراسة باللغة القومية، والأمم المتحدة قسمت الدول قسمين، أولهما الدول ذات الصدارة، وكلها تدرس بلغاتها القومية. ولا يوجد استثناء على قاعدة أن كل الدول المتقدمة تدرس بلغاتها حتى لو كان عددها قليلا، وعلى سبيل المثال سلوفينيا وكرواتيا تدرسان بلغتيهما، واستطاعتا من خلال الترجمة المكلفة الوصول إلى التقدم.
ورغم أن عددنا في الدول العربية أكبر من هذه الدول بما يعني انخفاض تكلفة الترجمة عندنا، إلا أننا لم نتحرك خطوة واحدة، وكان يجب أن يكون ذلك حافزا لنا للترجمة. وأود الإشارة إلى أنه حين تفوق السوفييت على الأميركان تشكلت لجنة أميركية أكدت أن النهوض بالتعليم هو الأهم. وأوصت اللجنة بالاهتمام باللغة القومية، ثم الرياضات، فالفيزياء والدراسات الاجتماعية، وعلوم الحاسب، وهذا ترتيب منطقي.

ـ  ولكن البعض يرى أن اللغة العربية غير قابلة لتعليم العلوم، إلى جانب عدم توفر المراجع العربية لهذه العلوم. فما ردك؟

 ـ  المراجع موجودة. وتوجد تجارب رائدة في بعض الدول، فهذا الادعاء غير حقيقي. ويروجه دعاة التغريب. لتخويف الناس من التعريب.
فالآن توجد مراجع في مختلف التخصصات العلمية. وتحتاج إلى تحديث مثلها مثل المراجع الأجنبية.
أما في الرد على ادعاء أن اللغة العربية غير قابلة لتعليم العلوم فنقول: إن قائله لا يعرف التاريخ جيدًا، أوانه يعرفه ويتغافل عنه، حيث إننا أصحاب أطول حضارة علمية عرفها العالم، واستمرت أكثر من ستة قرون. حملنا العلم خلالها، و أبدعنا فيه، لدرجة أن بيكون كان يقول: «من لا يعرف العربية لا يعرف العلم»، فهذه أكذوبة يروج لها لتثبيط الهمة، وحتى نظل في موقف التابع المتلقي. وأشير إلى أن الحضارة الإسلامية كانت بالعربية، فكيف يقول أحد أنها لا تستطيع استيعاب العلوم. وهناك أسماء بعض العلوم مثل الجبر أخذت كما هي من حضارتنا بلغتنا، فحضارتنا كانت ثرية علميّا، ولغتنا اشتقاقية يمكنها توليد المصطلحات بسهولة أكثر من اللغات الإلصاقية التي يتم إضافة حروف لكلماتها مثل اللغتين الإنجليزية والفرنسية. وهل يعقل أن تكون العربية أقل في المستوى من العبرية والمجرية والسويدية؟ هذا كلام غير سليم علميًّا.

قلة الوعي

ـ  هل يرجع سبب عدم التقدم في تعريب العلوم إلى مشكلات مادية أم أن عدم إدراك أهميته؟ هو السبب؟

 ـ  في الأساس المشكلة عدم إدراك الأهمية، بالإضافة إلى تشخيص الواقع العربي، كما قال مالك بن نبي إن «لدينا قابلية الاحتلال». وهي عقبة في سبيل أي جهة للتقدم في قضية التعريب، فأنا أعتقد أن المشكلات المادية ليست هي الأساس، فهناك دول عربية غنية، ورغم ذلك لم تحقق تقدمًا في تعريب العلوم، ولا يؤمن بهذا التعريب إلا الدول التي تستشعر العزة في عملها، وتدرك أن حضارتها تقف على قدم وساق مع الحضارات الأخرى، وتستشعر أن تلك الحضارة مرت بفترة هبوط إلا أنها تستطيع النهوض مرة أخرى.
وأرى أن استخدام العربية كوعاء يستوعب مناشط المجتمع كافة له علاقة وطيدة بالاعتزاز بالهوية. فاللغة ترتبط بالهوية، وتأتـي اللغة في بداية تعريف اليونسكو للهوية. وأيضا القضية لها جانب نفعي، وهو أننا لابد أن نمر من خلال بوابة الترجمة ونستوعب حضارات الآخرين ونستفيد منها حتى نستطيع أن نحتل موقعًا بين الحضارات الحالية.
وأيضا لا يدرك القائمون على العملية التعليمية ـ  ومنهم الكثير من أساتذة الجامعة ـ  خطورة استخدام لغة أجنبية كوسيط تعليمي. وقد أفضى ذلك إلى عزل ناتج العربية مما أدى إلى توقف مسيرة التنمية فى المجتمع.

ـ  ما تقييمك للتجربة السورية في تعريب العلوم؟ وهل هناك تجارب مشابهة؟

 ـ  نحن نبني على التجربة السورية ونحاول تلافي السلبيات، وهذا يشير إلى أن التجربة السورية رائدة، والدليل تفوق أطباء سوريا، كما أن التجربة السورية ليست الوحيدة، فالسودان لديها تجربة جيدة، وفي مصر وليبيا والجزائر والسعودية هناك تجارب أيضًا وإن لم تكن بنفس القوة. فسوريا لديها أربع جامعات حكومية تدرس مناهجها كلها باللغة العربية وفي كل التخصصات. ونحن في مصر كان لنا قصب السبق في هذا المضمار خلال فترة معينة في السير نحو التعريب، إلا أنه بعد ذلك أعاقت السياسة هذا التقدم، ومن ذلك ما حدث حين ذهب بعض نواب المجلس التشريعي (الأمة) إلى وزير التعليم في مصر بعد الاحتلال البريطاني طالبين منه بدء عملية التعريب فرفض الوزير قائلا: إنكم تريدون الصعود للسماء دون سلم.

 والجزائر كذلك، تجربتها رائدة، لأن المستعمر أوصلهم إلى مرحلة لم يعودوا معها يعرفون العربية إلا لماما. وأشيد هنا بما فعله هواري بومدين الذي كان رائدا في هذا المجال. وفي السودان تجربة جيدة، وهناك الجمعية اليمنية لتعريب العلوم، والعراق أيضًا كانت رائدة في ذلك قبل الاحتلال. إلا أنني أود التأكيد أن التعريب وحده لا يكفي، فهو جزء من منظومة التقدم التي يجب أن تسود في بلادنا العربية كلها.

عمل عربى موحد

ـ  هل هناك عمل عربي موحد في مسألة التعريب أم أن كل دولة تعمل بمفردها؟

 ـ  هناك مؤتمرات يحضر فيها عدد كبير من العلماء العرب، كما أن البحوث يشارك فيها أشقاؤنا.
وفى مصر أخيرا عقد المؤتمر الرابع عشر للجمعية المصرية لتعريب العلوم، وشارك فيه باحثون من كل الدول العربية. وهو ما سبق في كل مؤتمراتنا. وأيضا هناك خطط قومية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لديها خطط للتعريب، ولدينا في جمعيتنا خطة واعدة يفترض أنها للعرب كلهم.
فأعمالنا تهدف إلى نشر التعريب في الدول العربية كافة. والعمل العربي المشترك في هذا المجال يحتاج دعما ودفعا، والأهم الوعي بأهمية اللغة في حفظ كيان الأمة، والوصول إلى التنمية.

ـ  دعاة تعريب العلوم.. ما هي النتائج التي حققتموها حتى الآن؟

 ـ  القضية في جانب منها تبصرة وبيان بأهمية القضية، وفي الوقت ذاته ندرس جميع جوانب القضية.
فنحن درسنا قضية الرموز العلمية وتعريب الطب والهندسة، والأرقام العربية، والترجمة، ووضعنا خطة لتعريب التعليم، وهي موجودة على الموقع الخاص بالجمعية المصرية لتعريب العلوم وهو www.taareeb.info ونجد أن عدد المؤيدين في ازدياد مستمر. صحيح أنه لم يصل للحجم الحرج، ولكنه في ازدياد مستمر وهو ما يشير إلى أن القضية في سبيلها للظهور، لأنه لا يوجد لدينا بديل.
إذا أردنا التنمية والحفاظ على هويتنا، فيجب علينا الاستجابة لدعوة التعريب بدءًا من التعليم ووصولاً لجميع المناصب. فنحن نتقدم للأمام بدليل أن عدد المقتنعين بالفكرة يزدادون.
والآن كل التخصصات يوجد لها مراجع باللغة العربية. وتوجد مصطلحات متفق عليها بالنسبة للمصطلحات العلمية الأجنبية.

الأمل كبير

ـ  وهل تشعر أن ثمة أمل في إيجاد تيار قوي يدعم السير في اتجاه تعريب العلوم؟

 ـ  بالطبع.. الأمل موجود ويتزايد يوما بعد يوم، والقضية ليست فقط تعريب التعليم، بل إن الأمة كلها يجب أن تتحدث بالعربية، وإلا فنحن نفصل بين الطبقات لأن كلا منها يتحدث ببعض مفردات الأجنبية لأننا لا نجيد الأجنبية.
وفي نفس الوقت لا يستطيع أحد تغيير لغتنا القومية. وأرى أن القضية تتعلق بالتنمية، والتعليم جزء أساسي فيها وليس كلها. فنحن لا ننفخ في الهواء، بل نتحرك ونتقدم خطوات للأمام.

ـ هل الدعوة للتعريب تنطلق من الحفاظ على العربية أم لتطوير العلوم العربية أم لإثبات الوجود العربي فقط؟

 ـ  الأساس هو التنمية والحفاظ على الهوية، والحفاظ على العربية كوعاء لمختلف مناشط المجتمع، وأحيلكم إلى بعض الدراسات التي تشير إلى أن سرعة القراءة بالعربية تزيد عن سرعة قراءة نفس المادة بالإنجليزية بنسبة 43%، وتشير ـ  أيضًا ـ  إلى أن مدى استيعاب نص عربي يزيد عن استيعاب نفس النص بالإنجليزية بنسبة 15%، وهذا يعني أن التحسن في التحصيل العلمي في حالة الدراسة بالعربية يزيد عن التحسن في حالة الدراسة بالإنجليزية بنسبة 66%، وهذا معناه أن الدعوة لاستخدام لغة أخرى تكون دعوة لإهدار وقت وجهد المتعلم العربي. وقد صادفت هذه الدعوة رغبة المحتل حين احتلنا.
وأشير أيضا إلى أن 10% فقط من الطلاب استطاعوا التعبيرعن أنفسهم بشكل جيد في أوراق الإجابة باللغة الإنجليزية، وأن 25% لم يفهموا المعلومات، وهذا يعني أننا نهدر كفاءة العملية التعليمية.
 
مواكبة التقدم

ـ الدعوة لتعريب التعليم الجامعي في المجالات التقنية منفصلة عن الواقع، ولو طبقت ستنتج خريجين غير قادرين على مواكبة التقدم في مجالاتهم؟ هل هذا صحيح؟

 ـ  هذا الكلام ليس له أي نصيب من الصحة، ويتضح ذلك من خلال تقرير الأمم المتحدة الذي قال: إن هناك 19 دولة في صدارة العالم تقنياً يتراوح عدد سكانها بين 3,8 مليون و291 مليون يسير فيها التعليم والبحث العلمي بلغاتها القومية، ولا توجد دولة عربية واحدة ضمن هذه المجموعة.
وتشير دراسة حديثة حول أفضل 500 جامعة عالمياً إلى أن تلك الجامعات توجد في 35 دولة يتراوح عدد سكانها بين 3,8 و272 مليونا تدرس جميعها وتجري بحوثها بلغاتها القومية، ولا توجد جامعة عربية واحدة بين هذه الجامعات.
كما أن فنلندة التي يبلغ عدد سكانها 5,2 مليون عدد البراءات لكل مليون مواطن فيها هو187 براءة. والسويد 8،9 مليون لديها 271 براءة لكل مليون مواطن، والنرويج 4,5 مليون عدد البراءات لكل مليون مواطن 103، وأيرلندا 3,9 مليون مواطن وعدد البراءات 106 براءة لكل مليون، النمسا 8,1 مليون، وعدد البراءات فيها 165 براءة لكل مليون مواطن، أما إسرائيل 6,3 مليون فعدد البراءات 74 براءة لكل مليون مواطن، سلوفينيا 2مليون، عدد البراءات 105 براءة لكل مليون مواطن، بلغاريا 8 مليون، 23 براءة لكل مليون مواطن، سلوفاكيا 5,4 مليون، 24 براءة لكل مليون مواطن، أما على مستوى الدول الكبرى فإن أمريكا 291 مليونا، تصل نسبة البراءات فيها إلى 289 براءة لكل مليون مواطن، كما أن اليابان 127,5 مليون، فيها 974 براءة لكل مليون مواطن، وفي المقابل نجد أن مصر 70,5 مليون لايتعدى عد البراءات فيها براءة واحدة لكل مليون مواطن، وسوريا 17,4مليون، 3 براءات لكل مليون مواطن، فإذا كانت الدعوة لاستخدام اللغة القومية أفرزت خريجين في كل هذه الدول على هذا المستوى الرائع وفي مختلف التخصصات، فلماذا يحاول البعض إيهامنا بأن التعليم باللغات الأجنبية أفضل؟ ـ ما هي أهم التحديات التي تواجه حركة تعريب العلوم؟ ـ أتذكر ما قاله ابن خلدون «المغلوب مولع بتقليد الغالب في كل أفعاله وطرائق حياته» ولنعرف أن الخوف من التخلف ـ إذا شرعنا في تعريب مختلف مناحي الحياة ـ ليس إلا وهما وتسويفا ممن في يده القدرة على إنجاز أي شيء، بدءا بالمعلم ومرورا بكل طبقات المجتمع. فهي ليست مسؤولية شخص، بل مسؤولية عامة لكل شخص قادر يمكنه إحداث خطوة في طريقه. فلا توجد عقبات، ولكن فقط تسويف ومحاولة من جانبنا لاستنهاض الهمم، وأرى أن القضية الأهم هي التدليس على العامة بأن التقدم مرتبط باللغات الأجنبية، وهي دعوة لها أهداف مشبوهة ومحاولة للتربح المادي .

مجلة الوعي الإسلامي