برنامج لكتابة الرواية بالشراكة مع محترف نجوى بركات

زهرة مرعي

 أطلقت آفاق من بيروت ‘برنامجاً لكتابة الرواية بالشراكة مع محترف نجوى بركات’. وآفاق هو الصندوق العربي للثقافة والفنون الذي يترأس مجلس امنائه الدكتور غسان سلامة، والذي يقوم سنوياً بتلقي مشاريع عن ست فئات ثقافية هي: السينما، الأدب، الموسيقى، الفنون الأدائية، الفنون البصرية، البحوث والتدريب والنشاطات الاقليمية. قرر آفاق ‘إلغاء فئة الأدب التقليدية التابعة لبرامجه العامة والمعتمدة منذ العام 2007، واستبدالها لهذا العام ببرنامج آفاق لكتابة الرواية، بالشراكة مع محترف نجوى بركات’.
في لقاء صحافي في مقر آفاق في بيروت تحدث المدير التنفيذي اسامة رفاعي والأديبة نجوى بركات موضحين برنامج كتابة الرواية. هو عبارة عن دورة مدتها عام تقريباً. تتخللها ثلاث ورش عمل اجبارية، تنتهي بإنجاز العمل الروائي للمشاركين الفائزين بالمنحة، وبنشر وتوقيع ما هو ذو مستوى.
فبعد تقييم دقيق ومهني للمشاريع الروائية المقدمة، يتم اختيار عشرة منها كحد أقصى للمشاركة في الدورة. وعوضاً عن دفع منحة مالية للفائزين، ستقوم آفاق بتغطية كافة مصاريف المشاركة في برنامج كتابة الرواية والتدريب والإشراف، بالإضافة إلى مصاريف السفر والإقامة، والتكفل بطباعة ونشر الرواية أو الروايات المنجزة، وذات المستوى عند انتهاء الدورة.
وقد تحددت أوقات ورش العمل الإلزامية كالتالي:
ـ الورشة الأولى: من 16 إلى 24 أيار/ مايو 2014
ـ الورشة الثانية: من 8 إلى 16 آب/اغسطس 2014
ـ الورشة الثالثة: من 31 تشرين الاول/أكتوبر إلى 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2014
ووجهت الدعوة للكتاب العرب الراغبين بالمشاركة في البرنامج، لتقديم طلبات المشاركة بغض النظر عن العمر، الخبرة، الجنسية، بلد الاقامة ‘الوطن العربي أو المهجر’، العرق، الديانة أو أية عوامل اخرى. يشارك في البرنامج من له مشروع رواية باللغة العربية حصراً، ولم يتم العمل عليها بعد. ويجب أن ينهي المشارك روايته وفقاً للمدة المحددة في خطة عمل البرنامج. ويقوم المشارك بإرسال ملخص عن مشروعه الروائي من صفحة إلى خمس صفحات، يعرض فيها فكرة الرواية التي يود العمل عليها. ويشكل هذا الملخص كل ما قام المشارك بكتابته حتى الآن حول المشروع المقدم.
ولا يقبل أي طلب يرسل عبر البريد العادي، فقط الاستمارات الإلكترونية التي يتم ملؤها في صفحة الطلبات في موقع آفاق سوف تكون قابلة لعملية التقييم. والموقع الإلكتروني هو: www.arabculturefund.org
وتوضيحاً علم أن لجنة الأدب في آفاق وعلى مدى ست سنوات دفعت ما يقارب الـ700 ألف دولار لـ100 مشروع. فيما يهدف مشروع كتابة الرواية لرمي حصاة في المياه الراكدة. وفسح المجال أمام أصوات جديدة لتكون لها فرصة الوصول وتأكيد حضورها في المشهد الثقافي العربي. وكذلك تحقيق اختلاط بين الكتاب من مختلف الأقطار العربية لخلق تيار أفكار وكتابات إبداعية. وسيكون حضور الأديبة بركات، وآفاق كمواكبة. فلا تدخل في فكر الكاتب، بل فتح الأفق له. وسيصار لتسهيل خروج الرواية بخصوصيتها.
‘القدس العربي’ سألت الروائية نجوى بركات التي سيتم برنامج آفاق لكتابة الرواية بالشراكة مع محترفها إن كان ثمة نقص في الرواية العربية ليأتي هذا المحترف كداعم لها؟ هو ليس بنقص على صعيد العدد، إنما احساسي أن الأجيال المقبلة والتي هي بصدد الكتابة حالياً لديها بعض من خلط بين معايير الانتشار، وبين معايير الجودة. والمحترف هو لإعطائهم فرصة لتصويب المسار. بحيث يتم التعرف بوضوح أين نكتب الأدب، وأين نكتب سواه. والأهم تمهيد الطريق للكُتاب. ليس لنا اختراع كاتب إن لم يكن يختزن موهبة بالأساس. وليس بسهولة يتواجد هؤلاء الكتاب. فالطبع باهظ الكلفة. والكتاب المكرسون يجلسون في مكان ليس بسهولة يزيحون عنه.
‘ هل ترين الرواية العربية حالياً بخير؟
‘ برأيي تعيش الرواية العربية ما يشبه لحظة الولادة. ونعرف أن لحظة الولادة تعد بكثير من الأشياء. تعد بتعثر، كما تعد بولادة تتم بسهولة. تعد بقدوم أطفال جميلين ورائعين، أو أطفال يحتاجون لرعاية صحية. ونحن نتكلم بالولادة فهي تشبه لحظة مجتمعاتنا.
‘ كم هذه الرواية قادرة في التأثير على مجتمعاتنا لجهة الانفتاح الفكري في لحظة انتشار التطرف؟
‘ ليس مطلوباً من الرواية أن تؤدي دوراً اجتماعياً أو دوراً ايديولوجياً، لكن مطلوب منها أن تعبر عن مكنونات المكان الذي تنشأ فيه. وبتناول تاريخ الرواية في الأدب العالمي، نجد الكثير من الأعمال وقد استشرفت الأحداث المقبلة. وإذا لم تستشرف فهي حكت عن هم انساني لكائن بشري قد يكون موجوداً في أفريقيا، في الصين أو روسيا، أو العالم العربي. كلمة دور الرواية مفزعة، إنما مطلوب أن نأتي بأعمال روائية جيدة.
‘ أليس للرواية دورها في تشكيل وعي المجتمع؟
‘ ليس عندي جواب. قد يكون لها دور، وقد لا يكون لها دور آني، وقد يكون لها دور فيما بعد. قد يأتي بعد عشر سنوات، وقد يأتي بعد قرون. لكني أكرر فزعي من كلمة دور. فدور الأدب أن يكون جيداً، وأن يكون عالمياً، وأن يتحدث عن حقيقة الهم الانساني.

القدس العربي