فيـــــــــــــــــــم اختلفنا

أ. هبة الله محمد الحسانين ابراهيم الديب


إن الحقائق والآيات عامر الكون بها .. ثابته ... لا تختلف ولا تتغير
ولكن تختلف العيون ... والقلوب....
فكل إنسان يرى ما حوله من خلال داخله ... ان كان ما داخله جميلا .. يرى الوجود كله جميلا ..
عندما ينظر الى ما حوله ... يرى ما تميل نفسه إليه ... ما يريد أن يصدقه
وهنا فقط تختلف زوايا الرؤيه!!!
أضف على هذا .. الثقافه .. والتربية .. والمبادىء...ورؤية المستقبل
هنا فقط تختلف وجهات النظر!!!!
ليس علينا أن نتفق على كل شىء ... الأهم أن نتفق على قواعد لكل شىء... وهذا الاختلاف ظاهرة صحية طالما لم تتسم بالعدائية .. وطالما اختلفنا لنصل إلى أفضل حل للجميع .. حل يضيف كل منا إليه من روحه ومن فكره وكيانه .. لنرقى جميعا..
ونرى ان هذا ماهو إلا من أسس كثيرة أرساها الإسلام للرقى بالمجتمع .. فأرسى مبدأ الشـــورى
فلم يأتى الإسلام ليقول أن الاختلاف حرام وعلينا جميعا أن نصبح صورا مكررة من أحد.. بل نادى أن يفكر كل منا فى الصالح العام وأن نتشاور لنقف على رأى موحد يرضى الجميع ويكون فيه الصلاح .. وأمرنا بعد الشورى بطاعة الإمام ... فهو بعد أن يستشير ويستخير المولى – عز و جل – سيصل بنفسه وبالجميع إلى بر الأمان...
يقول – تعالى – ".. ... وشاورهم فى الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ...." صدق الله العظيم ...سورة آل عمران
ولكن هذه الأيام نرى كل منا يرى مايراه هو الأفضل وينبغى على الجميع أن يتبعه .. ولا يرى لنفسه قائدا يتبعه... يسعى لإشباع رغباته ونزعاته..
كل منا تائه فى خضم هذا البحر الهائج " الحيـــــاة " ترك له نفسه لتتقاذفها أمواجه بلا حسبان !!!
فلنخـــتلف ... ولنتـــفق
نختلف فى مزايانا الفردية التى حبا بها الله – تعالى – كل فرد .. وقسم بيننا الرزق فيها على وجه يعلم هو – تعالى - ... وليبدع كل منا ويرقى ...
ولنتفق على أن نصل جميعا لهدف واحد .. فهما تعددت طرقنا فى الحياة لنصل جميعا إلى نقطة واحدة .. نرفع فيها راية إسلامنا وعروبتنا ... ونقدمهما على كل خاص .. ونفديهما بكل غال  .