دبي في 8 مايو /وام/ حضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله اليوم الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الثاني للغة العربية الذي يقام تحت رعاية سموه على مدى ثلاثة ايام وينظمه المجلس الدولي للغة العربية بالتعاون مع منظمة / اليونسكو/ ومكتب التربية لدول الخليج العربية واتحاد الجامعات العربية بالتنسيق مع مكتب رئاسة مجلس الوزراء.
إفتتح المؤتمر الذي يشارك فيه نحو الف شخصية إمارتية وعربية واسلامية واجنبية من سبعين دولة عربية وغير عربية معالي الشيخ الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع مستهلا كلمته بالترحيب بصاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وضيوف الامارات وشاكرا لسموه رعايته الكريمة لهذا الملتقى العربي الدولي الذي يعنى بحماية اللغة العربية من مخاطر الاهمال والنسيان في خضم العولمة التي تشهدها معظم دول العالم خاصة الدول العربية .
واعتبر معالي وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم وحضوره الجلسة الافتتاحية لهذا التجمع العلمي الثقافي إنما يجسد قناعة سموه وحرصه الكبير على حماية اللغة العربية وتمكينها وتأكيد مكانتها في حياة الفرد ونهضة المجتمع.
وتوجه بالشكر إلى سموه لاطلاقه العام الماضي مبادرة / ميثاق اللغة العربية/ هنا في دبي كاستراتيجية ثابته وواضحة من استراتيجيات دولة الامارات الخاصة بالغتنا العربية الخالدة وتعزيز مكانتها الرفيعة بين لغات العالم.
وأشار معالي الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان في سياق كلمته إلى ان دولتنا تولي أهمية قصوى خاصة قيادتنا الرشيدة للغة العربية ولدينا سياسات واضحة ونافذة في هذا الشأن تقوم على اسس متينة تستمد منابعها من ديننا الإسلامي الحنيف ومن تراث دولتنا وتاريخها العربي العريق ودستورها وتشريعاتها ومن واقعنا الإجتماعي والاقتصادي ومن علاقاتنا الممتدة والمفتوحة على جميع دول العالم وثقافاته.
ثم كان للمجلس الدولي اللغة العربية كلمة وألقاها الدكتور علي عبدالله بن موسى المنسق العام للمجلس الذي وصف لغتنا العربية / بصاحبة الجلالة/ لأنها لغة كونية اصطحبت بإدارة ربانية وعناية إلهية لحمل الرسالة السماوية الملقاة لكافة المخلوقات .
وأشار إلى أن المجلس الدولي للغة العربية سيطرح على الملتقى مشروعين للمناقشة ومعالجة وضع اللغة العربية الأول عبارة عن قانون اللغة ليكون مرجعا ومعينا للقادة وصناع القرار والمشرعين والقانونيين والمسؤولين في جميع المؤسسات الحكومية والأهلية في الوطن العربي والعالم الإسلامي. أما الثاني فهو مشروع المؤسسة العربية للتعريب والترجمة.
وخاطب المنسق العام للمجلس الدولي للغة العربية صاحب السمو راعي المؤتمر بالقول /أيها الشيخ والشاعر والفارس أيها الحاكم الباني .. لقد تقاطرنا إلى دولة الإمارات لنقيم مؤتمرنا في دبي رافعين أعناقنا ورؤوسنا بما حققتم من إنجازات للإنسان والتاريخ العربي في فترة وجيزة عجزت أمم أن تنجزها في قرون .. نهفو إليكم يا صاحب السمو.. صاحب الرؤية الثاقبة والنظرة الصائبة والقرارات الشجاعة والمبادرات الخلاقة في كل المحافل والميادين ومنها خدمة اللغة العربية أتينا لنتحالف ونقف معكم ونؤيد جهودكم وننفذ توجيهاتكم ونرابط معكم في خندق واحد خندق البناء والإعمار والتنمية الشاملة حيث تكون المعارك الحقيقية لخدمة الإنسان العربي وتطوره وتقدمه ورفع المشقة عن كاهله/.
وأضاف المتحدث " نعم نحن هنا في دبي حيث تجتمع قرطبة واشبيلية وغرناطه والحمراء وغيرها من حواضر ماضينا المجيد بل انكم يا صاحب السمو أتيتم بالعالم كله هنا حيث يلتقي الشرق بالغرب والشمال بالجنوب هنا يجتمع العالم بمدنه ومنتجاته هنا تجتمع الحضارت ويتقارع الشعراء والفرسان والصناع والمهرة والفنانون والمخترعون والمستثمرون. " حضر جلسة المؤتمر الذي سيناقش نحو 350 بحثا في ثلاثة وستين جلسة تعقد على مدى ثلاثة أيام في فندق البستان روتانا بدبي معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء ومعالي حميد بن محمد عبيد القطامي وزير التربية والتعليم وسعادة جمعة الماجد رئيس مركز جمعة الماجد الثقافي وسعادة عبد الغفار حسين رئيس جمعية الإمارات لحقوق الإنسان وسعادة إبراهيم محمد أبو ملحة مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للشؤون الثقافية والإنسانية وسعادة خليفة سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات والضيافة إلى جانب حشد من القيادات التعليمية والثقافية والإعلامية.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أعرب في ختام الجلسة عن سعادته بهذا اللقاء العربي الدولي المخصص لبحث كل ما يتصل بدعم وتطوير لغتنا العربية الأصيلة وتمكينها ونشر الوعي بأهميتها وقدسيتها خاصة في أوساط الشباب وطلبة الشباب والمدارس .
وأكد سموه مجددا أن لغتنا هي هويتنا وهي رمز عزتنا وحضارتنا وثقافتنا العربية والإسلامية العريقة علينا جميعا أن نحترمها وننميها في أوساط أجيالنا الحاضرة والواعدة كي تظل أميرة لغات العالم وتاجها لأنها لغة القرآن الكريم الذي أنزل هدى للناس جميعا .
وبارك سموه جهود القائمين على المؤتمر الثاني لصون وحماية اللغة العربية وتمنى للمشاركين فيه من خبراء وباحثين ومؤلفين ومتخصصين التوفيق في أعمال مؤتمرهم والتوصل إلى ما يعزز مكانة لغتنا العربية ويعيد لها أمجادها ودورها في حضارات العالم قديمها وحديثها .