مسؤول ماليزي يدعو إلى جعل العربية لغة مشتركة لوحدة الأمة الاسلامية

عبدالله بوقس

من عبدالله بوقس كوالالمبور - 5 - 11 (كونا) -- دعا مستشار الحكومة الماليزية للشؤون الاجتماعية والثقافية الدكتور رايس يتيم دول العالم الإسلامي هنا اليوم الى إتقان اللغة العربية لتصبح لغة مشتركة لوحدة الأمة لاسيما بين أوساط الشباب لإعداد جيل قادر على التحدث بلغة القرآن الكريم بطلاقة.
وقال يتيم في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش حفل اختتام مسابقة للمناظرة باللغة العربية على مستوى الجامعات الماليزية تزامنا مع الاحتفال بالعام الهجري الجديد ان اللغة العربية التي يتحدث بها أكثر من 300 مليون شخص في الشرق الأوسط تعد من اللغات الرسمية والعملية في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف "على الدول المسلمة إدراك أن اللغة العربية قد تكون واحدة من الأساليب العملية لوحدة مايقارب 68ر1 مليار مسلم على وجه الأرض" قائلا "إلا أنه من المؤلم أن نعترف بالفرقة الموجودة بين صفوف المسلمين وذلك ينافي بالطبع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف".
وشدد على أهمية اللغة العربية في عصر العولمة لاسيما وأن اللغة الانكليزية تعد اللغة الرئيسية المشتركة في هذا العصر حيث ساهمت بشكل كبير في تغيير مفهوم الحضارات مشيرا إلى أنه بإمكان اللغة العربية الإسهام في هذا التغيير لاسيما أنها لغة حضارة وتاريخ.
وأفاد بأن اللغة العربية لم تساهم في تطعيم مفردات اللغة الإنكليزية فحسب بل ساهمت بشكل أساسي في خلق العلوم والمعرفة منذ القدم موضحا أن هذه الإسهامات تظهر جلية في مفردات العلوم الطبية والجبر والرياضيات والفلك والأدب العالمي والجغرافيا.
وذكر أن اللغة العربية أثرت بشكل رئيسي على الثقافة الإسبانية أيضا قائلا "ذلك ملاحظ في فنون الرسم والخط في المنحوتات الأوروبية القديمة حيث اعترف فنانون عالميون مثل هنري ماتييس وبابلو بيكاسو بأنهم أخذوا واستفادو كثيرا من أصالة الفنون الإسلامية".
وأشار إلى أنه على الرغم من صعوبة تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها فانها تستحق كل هذا الاهتمام من قبل المسلمين وذلك لما تزخر بها من علوم وتراث أصيل في الشعر والنثر والقصص والبلاغة والحكم مضيفا أنه على المسلمين تعلم هذه اللغة لقراءة القرآن الكريم وفهم وتدبر معاني الآيات.
وكان يتيم قال في الخطاب الذي ألقاه خلال حفل الاختتام "يجب أن تكون العربية لغة مشتركة بين الشعوب المسلمة وأنا أثق تماما بأن اللغة العربية ستلعب دورا كبيرا في وحدة الأمة الإسلامية في هذا العصر" مؤكدا أن الحكومة الماليزية تشجع على تعلم هذه اللغة من خلال تنظيم فعاليات تنمي قدرات الشباب على ممارسة وإحياء اللغة العربية.
ورأى أن احتفاء المسلمين اليوم بالعام الهجري الجديد إلهام آخر لترسيخ أواصر التعاون والوحدة بين الأمة الإسلامية معتبرا ان الهجرة النبوية الشريفة تعد أحد الركائز التاريخية في تراث الأمة الإسلامية ألا وهي هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة واتخاذ هذا الحدث بداية للتاريخ الهجري الإسلامي.
وذكر أن هذا الحدث يحثنا على ممارسة اللغة العربية كلغة اتصال عالمية واستكمال ما أسسته لنا الحضارة الإسلامية على مر العصور منذ عام 1400 منوها في الوقت نفسه "بالحفاظ على اللغات الأم لمختلف الحضارات لأنها أيضا تجمع الشعوب وجمعت اللغة الملايوية الشعب الملايو في هذا الأرخبيل منذ أكثر من 400 عام".
وأوضح أن مسابقة للمناظرة باللغة العربية على مستوى الجامعات الماليزية تهدف بالدرجة الأولى إلى تنمية الفكر وصقل المواهب الحوارية وتشجع النقاشات الهادفة من خلال إثبات الرأي وتفنيده وذلك ضمن الأنشطة الطلابية التي تقيمها الجامعات ليتحقق بذلك التكامل المعرفي بين الجانبين الأكاديمي النظري والتطبيقي.
وتعرف المناظرة بأنها كلمة مشتقة من (نظر في) بمعنى تمعن وأمعن النظر وهي فن من فنون الحوار والقول القائم على البصيرة السليمة والفكر المنطقي حول موضوع قابل للجدل والقيام بمناقشته من خلال تقديم الحجج المقنعة والدفاع عن الرأي ومقارعة الحجة بالحجة.
ويرى العديد من الأكاديميين أن المناظرة هي الأسلوب الأمثل لنشر اللغة العربية وتعميمها في ماليزيا إذ تعين على الطالب امتلاك ناصية اللغة ولوحظ أن أغلب الطلبة المنخرطين في نشاطات المناظرة ينالون مراتب عليا في دراستهم ويتقلدون مناصب مرموقة في المؤسسات العلمية والفكرية سواء الحكومية منها أو الخاصة.
كونا