مازن مبارك: اللغة وطن تواصليّ وروحي أيضاً

نجوى صليبه

لأنه طريق التقارب الإنساني ووسيلة التفاهم واللحمة في المجتمع الواحد أراد الدكتور مازن مبارك عضو مجمع اللغة العربية أن يكون "المهارة اللغوية في التواصل"عنوان محاضرته التي ألقاها اليوم في مقر المجمع ، إذ أكد أن اللغة وطن تواصليّ كما نقول إنها وطن روحي.

وقال مبارك: الوحدة بين أبناء الوطن الواحد لاتكون إلا باللغة الواحدة الموحَّدة الجامعة لكل أبنائه مهما اختلفت أعراقهم وانتماءاتهم وأديانهم، لذا وجب علينا أن نبحث في الطريق الذي يؤدي إلى الفهم، وإلى التوحّد والاجتماع، ومحاربة مايؤدي إلى سوء الفهم والخصومة والتفرّق.

كما حذر من ازدواجية اللغة، أي أن تختلط اللغة بغيرها كما نشاهد اليوم ونسمع لغة عربية تدخل معها على ألسن بعض المتحدثين والمتحدثات كلمة أو أكثر من العاميّة أو من الأجنبيّة، وازدواجيّة اللغة غير ثنائيّتها، مع التنويه إلى أن إتقان اللغات أمر جيد.

وأضاف مبارك:غايتنا من المهارة اللغوية إيصال المرء إلى سلامة الأداء اللغوي في الحديث وفي الكتابة وسلامة السّماع والاستماع والفهم إذا سمع أو قرأ، وهذا أمر وطني وقوميّ يتحمّل المعلّمون والإعلاميّون فيه مسؤولية كبيرة، ويستطيعون أن يقوموا فيه بدور خطر ومهمّ، إعزازاً للغة وقياماً بالواجب الاجتماعي والوطني والقومي.

وبين مبارك الأمور التي تضرّ بإتقان اللغة ومنها الإعراض عن القراءة، قراءة ما لا تفيد قراءته لضعف أسلوبه وفقر لغته، العجز عن فهم المقروء أو المسموع، فقر الثروة اللغوية، غلبة العاميّة في كثير من مجالات حياتنا، غياب القدوة اللغوية، فقدان ساحات التدريب والممارسة للّغة عمليّاً في الحديث والحوار، عدم الاهتمام بسلامة اللغة العربية في الحديث والكتابة.

مقابل ذلك عرض الدكتور مبارك مجموعة من الحلول التي من شأنها حماية اللغة ومنها: أن تكون اللغة العربية مقرَّراً وطنياً في مدارسنا وجامعاتنا، وليس مقرَّراً دراسيّاً يدرسه الطلاب كما يدرسون مقرَّر اللغة الأجنبية، أن يقوم الجهازان التعليمي والإعلامي في الدولة بالدور الخطير المنوط بهما في نشر العربية السليمة، والتشجيع على إتقانها، إضافة إلى الاستماع إلى متحدِّثين يُحسنون اللغة ويتقنون أداءها نطقاً وأسلوباً ، والعناية بالأطفال ولغتهم لينشؤوا على سماع اللغة الصحيحة، كما يجب تنظيف البيئة اللغوية من كلّ دخيل، لتبقى اللغة حرَّة مستقلّة تعبّر عن وطن حرّ مستقلّ.

وختم مبارك بالقول: إذا فقدنا القدوة اليوم في اللغة المنطوقة فلنعوّض عنها بنصوص مكتوبة لأصحاب السلائق والأساليب. ولتكن عنايتنا موجَّهة إلى أركان التواصل كلِّها: المرسِل، متحدثاً أو كاتباً والمتلقّي، والرسالة التي هي الموضوع للعناية بشكلها ومضمونها.

تشرين