الجاريـــــــة الأولى
د. عياد زويرة
لقد أنشأ من ماله الخاص معروفا، وأوقف نفسه وراء مشروع ضخم، هو ادّعاء الخير والحب للناس. فتدفق كرمه، وتعالى كعبه حتى غدا ذا قامة بيننا في الكرم.
كان يظهر بمظهر الطبيب الماهر، فيتحتم عليك أن تعرف له قدره، وأن تمتثل الأدب لشيبه... وكان يعرف هذا في أصحابه، فيقفز ما وقر في قلبه على لسانه، ويتلفظ في سرعة بما كان يُجهد النفس على التحفظ به .
وهو منْ هو في تلميع النفس بالتواضع والثقة؟ ولكنْ.. ولأن الرجل يحن لجاهليته، وهو من الأعراب بمكان، كان يُتعب النفس في طلب المحال.
فقد كان يتبع أثر الرُويبضة، يريد الرفعة والجاه، وجاءه ما أراد، فسرعان ما تعالى بنيانه، وظاهرت عليه أهواء أمثاله، وهو – كغيره – " الذئب يكنى أبا جعدة "
|
|
|