الجاريـــــــة الرابعة
د. عياد زويرة
جهير بالمساوئ، زاهد في المناقب، يريد أن يُشعرك منْ وراء دفئه بأنه الأحرص على حاجتك، الساهر على خدمتك .. وفي العين غنى للمرء** أن تنطق أفــــواه
بل كان في نفسه أنه وحيد في العلم والتدبير، لا يحفل بصريف ولا بضريس، لا بصاحب كعب ولا بقصير قامة.
كان ألين من اللين، أنصح من إبليس.. صاحب هوى، يستولي على كلام مجاليسه بما عَرف أنه الأرْوق والأطرب لهم.
يتحدث في الفن والأدب، في النوازل والفتن، ويقف من ذلك على شيء يريد أن يُقحمك فيه، أو يرغب في أن يُجاريك عليه.. حتى إذا ما أخذ منه وتمكن، واستولى عليه وتثبت، مرر مشروعه المخبوء، وموقفه المدسوس.
قال عنه رديفه: مُمالق حذق، منافق فطن، يحسب كل صيحة عليه.. لمْ أتبيّن منْ طول صُحبتي له أمنَ الناس هو أمْ منْ غير البشر ؟
" إن المرآة لا تُريك خدوش وجهك في صداها
وكذلك نفسك لا تريك عُيوب نفسك في هواها"
|
|
|