الدكتور عثمان السعدي: الأمازيغية لم تكن يوما لغة و ترسميها تهديد للوحدة الوطنية

قال عبد المالك سلال اليوم الخميس في ختام جلسات مناقشة خطة عمل حكومته في البرلمان أن ترسيم الأمازيغية لغة رسمية لن يكون غدا و أن المطلوب مضاعفة العمل الميداني لجعلها لغة قوية قبل أن يؤكد أن تدريس الأمازيغية سيكون إجباريا و أنه يجب فقط الاتفاق على مناهج تدرسيها .

 الدكتور عثمان سعدي ، رئيس جمعية الدفاع عن اللغة العربية و الباحث في تاريخ البربر و الأمازيغية و صاحب كتاب " معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية" الصادر العام 2007 يستغرب كلام الوزير الأول و ينتقده من خلال إجاباته على أسئلة " الحدث الجزائري " اليوم الخميس

يقّر الوزير الأول عبد المالك سلال أن ترسيم الأمازيغية يحتاج إلى وقت و إلى عمل ميداني كبير و أن الجزائر ماضية إلى ترسميها ؟

كتبت مقالات كثيرة حول موضوع ترسيم الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية و قلت أن أي ترسيم لأي لغة أخرى إلى جانب العربية هو تدمير للوحدة الوطنية ، لأن الأخيرة مؤسسة على الوحدة اللغوية ، ثم إن الأمازيغية لم تكن يوما لغة ، هي لهجات و ليس لغة ، و لقد أوضحت في كتابي "معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية" الصادر العام 2007 أن 90 % من الأمازيغية كلمات عربية !

كل الدول لها لغة رسمية واحدة ، روسيا و فرنسا و بريطانيا، حتى الولايات المتحدة الأمريكية المتعددة الأعراق و اللغات و الثقافات لها لغة رسمية واحدة ، وجود لغتين معناه وجود دولتين مثلما هو واقع اليوم في أوكرانيا

و لقد اعترف وزير الداخلية الفرنسي السابق جون بيار شوفانمان أن أي اعتراف باللهجات الفرنسية الجهوية هو بلقنة لفرنسا ، أي تهديد للوحدة الترابية الفرنسية ، والفرنسيون يعتبرون أن اللغة الفرنسية هي اللغة الوحيدة بفرنسا ولهم 6 لغات جهوية لا يعترفون بها، لكن يقولون أن المغرب العربي له 4 لغات وهي الفرنسية والعربية الفصحى والعربية الدارجة والأمازيغية، ففرنسا تعترف بوحدانية اللغة عندها وبالتعدد اللغوي عندنا.

وزيرة التربية الجديدة نورية بن غبريط و عبد المالك سلال يتحدثان عن الذهاب نحو إلزامية تعليم الأمازيغية في المدرسة ؟ لكنهما يؤكدان على ضرورة الإهتمام بها ميدانيا وترقيتها ، هل الأمازيغية بنسقها اللغوي الحالي قادرة ان تكون لغة تعليم و علم ؟

الامازيغية بشكلها الحالي لا يمكن أن تنجح لأنها من اللهجات القديمة كالآشورية و البابلية و الكنعانية و الفينيقية و كلها لهجات تنحدر من اللغة الأم العربية منذ آلاف السنين ، فضلا عن كونها لغة فقيرة لا تحوز على قاموس وتضطر لاستعمال إما العربية أو الفرنسية عندما تتحدث في المسائل ذات الصلة بالاقتصاد أو الفلسفة أو الاجتماع أو العلم وهنا مكمن عجزها . و الواقع الذي أتابعه فيما يتعلق بتدريس الأمازيغية في معاقلها في بلاد القبائل و الشاوية و الجنوب يشير أن الإقبال عليها ضعيف فما بالك و هي تصير إلزامية في جهات لا علاقة لسكانها باللهجة القبائلية

ثمة خطاب يقول أن الذين يعارضون ترسيم الأمازيغية هم في الحقيقة يعارضون روح الدستور الذي يشير أن الأمازيغية مقّوم رئيسي من مقومات الهوية الجزائرية ؟

نعم هي أحد أهم مقومات الهوية الوطنية إلى جانب الإسلام و اللغة العربية ، و هي مقوم تاريخي ، لكن ثمة فرق بين أن تصير لغة وطنية و يترك الخيار للناس لدراستها و هي كذلك و بين أن تصير لغة رسمية و تصبح كتابتها إلزامية فوق جوازات السفر و بطاقات التعريف

الحدث الجزائري