عشرة وسائل للنهوض باللغة العربية

د. صديق الحكيم



لست متخصصا في علوم اللغة العربية فقط أنا عاشق لها وكل بضاعتي أنني أزهري التعليم وكاتب قصة قصيرة منذ عقدين من الزمن ولذا عندما أكتب عن معشوقتي أكتب عنها بدافع الوراثة والمصلحة نعم الوراثة لأنني أزهري مثل أبي والمصلحة لأن كتابة القصة القصيرة والمقال تدفعك لتعلم مافاتك  لتتقي سهام النقاد وبعد هذه المقدمة الخاصة تأتي المقدمة الطبيعية للموضوع وهنا أنقل حرفيا مقدمة للزميل العزير عبد الرحمن الجريوي

قبل أن أشرع في ذكر السبل التي تعين على النهوض باللغة العربية والارتقاء بها فإنه ينبغي علينا أن ندرك أهمية هذه اللغة ومكانتها المرموقة خاصة وأنها هي اللغة التي أنزل الله بها كتابه الكريم وهي اللغة التي ندين بها الله عز وجل ونتقرب إليه بما شرع لنا بها. فإن نهضنا بها فإننا في الحقيقة ننهض بديننا ونعتز به وإن تركناها ولم نسعى للنهوض بها فإننا في الحقيقة نعْرِض عن ديننا ونعرّضه للأعداء يتربصون به وينالون منه,فاللغة والدين أمران لاغنى لأحدهما عن الآخر. ومن هنا رعى العلماء هذه اللغة واهتموا بها وألفوا فيها الكتب وحثوا على تعلمها وتعليمها.

لعل مقدمة أخي الجريوي فيها الكفاية دعنا ندخل مباشرة إلي لب الموضوع

ماهي وسائل النهوض باللغة العربية من واقع قراءتي وخبراتي ؟

هنا اخترت عشرة وسائل جريا علي طريقة تنسيق المقالات الحديثة من ذكر رقم في العنوان حتي تجذب القارئ وتجعله يتابع القراءة التي هي في الأساس ثقيلة علي الناس إلا من رحم ربك

1-علينا أن نقلل قدر المستطاع من اللهجة العامية وخاصة في كتاباتنا ومقابلاتنا وأن نحاول التجديد في استعمال الكلمات العربية خاصة وأن بعضها له عدة ألفاظ بمعنى واحد وهذه ميزة تساعدنا على التجديد في استخدامها.

2-محاولة التخلص من الألفاظ الدخيلة على اللغة العربية والتي تأثر بها بعض الكتّاب فأصبحوا يكثرون منها حتى صارت معروفة في كتاباتهم ولو أنهم بحثوا في اللغة العربية لوجدوا ما يغنيهم عنها,خاصة وأن العامة من الناس قد يعتقدون أنها من اللغة العربية فيشكل عليهم بحثها والتعرف على معناها.

3-قراءة المعاجم في اللغة حتى يكون لدى الشخص ملكة لغوية قوية ترده عن الوقوع في الأخطاء اللغوية.مثل المعجم الوسط

4-تبيين الأخطاء اللغوية الشائعة والتشهير بها وتصحيحها كي يتجنب الناس الوقوع فيها. مثل كتاب مصطفي جواد الشهير قل ولا تقل

5-قراءة الكتب التي تجمع بين الأدب والدين واللغة أنا شخصيا أفضل كتب الشيخ محمد الغزالي رحمه الله  ففيها زاد كثير

6-وسيلة أخري يذكرها الأستاذ عبد الله حمد الحقيل في مقال رائع له بصحيفة الجزيرة حيث يقول: الدعوة إلى تيسير قواعد النحو وتنمية السليقة اللغوية عند الناشئة أمر في غاية الأهمية وهذا محور أساسي وحيوي ولا يمكن الاستغناء عنه

7-قراءة جهود العلماء في تيسير قواعد اللغة : من المعروف أن علماء اللغة قديماً كابن مضاء والجاحظ وعلماء الكوفة والبصرة وغيرهم من المحدثين ألفوا كتباً حاولوا فيها أن ييسروا النحو منهم الدكتور مصطفى جواد الذي كتب كتاباً بعنوان وسائل النهوض باللغة العربية وتيسير قواعدها، وكذلك الأساتذة حنفي ناصف وإبراهيم مصطفى وعلي الجارم وأمين الخولي ومهدي المخزومي وعبد المتعال الصعيدي الذي ألَّف كتاباً عنوانه (النحو الجديد) تناول فيه بالدراسة والنقد محاولات عديدة لتجديد قواعد النحو، وكذلك الأستاذ عباس حسن في كتابه (النحو الوافي) حول التيسير، والأستاذ عز الدين التنوخي وشوقي ضيف لهم جهود في العمل على تجديد النحو وتيسيره

8-الثقة بالنفس وبلغتنا الجميلة والفذة القادرة علي مواكبة العصر

9- التفاؤل مع احترام رأي شاعر النيل حافظ إبراهيم في خوفه علي اللغة العربية في قصيدته الشهيرة

صحيح قد يرفض بعضنا، اليوم، نظرة حافظ إبراهيم التي تبالغ في خوفها على اللغة العربية، وقد نرى في خطاب قصيدته نوعًا من الحديّة التي تمضي إلى أقصى الطرف المحافظ، لكن البديل بالقطع، حتى لأولئك البعض، ليس التغريب المتعمّد للغة، أو المضي في متوالية ولع المغلوب بتقليد الغالب على نحو  ما نرى في هذه الأيام،

10- تعين متحدث رسمي يجيد اللغة العربية للسادة أصحاب المناصب الرفيعة في الدولة من لدن رئيس الدولة وحتي نقباء الجمعيات وكل من يخرجون علينا في وسائل الإعلام يفيضون علينا بفقرهم اللغوي

دعوني أختم بقصة ذكرها لي أبي رحمة الله عليه في هذا الصدد

  أذكر أيام عبدالناصر أن أغلب المسئولين كانوا يرددون بعض لوازمه اللغوية، ويكررون بعض صياغاته (من مثل أهمية «أن نكون في الصورة» أو استخدام «نكسة 1967» بدل «هزيمة 1967»). وكانت هذه اللوازم والصياغات وأمثالها تنتقل إلى دوائر واسعة من الاستخدام اللغوي في قطاعات المجتمع. ولازلت أرى في ذلك دليلاً على أن الأداء اللغوي لرجل السياسة يفرض نفسه على المستمعين إليه، وينتقل إلى الشباب منهم بوجه خاص بما يشبه فعل العدوى أو المحاكاة اللاشعورية للنموذج المحبوب. وبالقدر نفسه، فإن فقر الأداء اللغوي لرجل السياسة الذي يحتل «اليوم» مساحات أكثر اتساعًا من وسائل الإعلام المختلفة يفرض نفسه على المشاهدين والمستمعين في كل مكان، ويسهم في تطبيع ممارسة الخطأ لديهم من غير شعور به، كما يسهم في تعويدهم على هذا الخطأ بوصفه عادة لا يخجل منها صاحبها، ويمضي فيها اللاحق على طريق السابق.

كانت هذه 10 وسائل للنهوض باللغة العربية من واقع قراءتي وخبراتي وهي لا تبرح أن تكون حبرا علي ورق تحتاج إلي رجال نجباء ينقلوها من هنا إلي أرض الواقع

الأمر أمانة كبيرة لكن كل يؤدي علي حسب جهده فلاتتردد أن تخدم لغتك بالقليل من وقتك أو جهدك أو حتي مالك فالقليل أكثر من اللاشئ