حديث مطول مع كبير مهندسي OUZMind أول ذكاء اصطناعي يدعم اللغة العربية
العمل والنجاح وجهان لعملة واحدة وثمار وحصاد عمل طويل وشاق قد يدوم سنين ليظهر لك نتاج عظيم تصنع فيه مستقبلك قبل أن تراه بعينيك
نتحدث اليوم للمرة الثانية في جريدة "الشرق" عن مشروع أتابعه شخصياً وهو OUZMind أول ذكاء اصطناعي أجنبي يدعم اللغة العربية وهو اليوم على مشارف انطلاق النسخة التجريبية بتحديثات تبدو إلى حد كبير كأفلام الخيال العلمي
ولكن اليوم سوف نتطرق إلى العقل المدبر والصانع العبقري الذي أخرج لنا ذكاء اصطناعيا يتحدث معك وكأنك تتحدث مع صديقك باللغة العربية فقمت بالتواصل مع شركة UltimateScheme ومنها إلى المهندس ماركو ممدوح فهيم كبير مهندسي المشروع وهو يعمل رئيس هندسة البرمجيات بالشركة المالكة للمشروع ويعد من أفضل مهندسي البرمجيات عالمياً بحسب التنصيف الأوروبي لعام 2013
وكان لنا حديث مطول دام لأكثر من ساعتين أختصره لكم في بعض الأسئلة الآتية :
في بداية الحديث كان عن فترة خبرته التي لها 9 سنوات في مجال هندسة برمجيات الإنترنت - فما هي بدايتك في الإنترنت بإيجاز ؟
بدايتي كانت عام 2005 وأتذكر أنني كنت من أوائل الأشخاص الذين يبحثون عن علوم هندسة البرمجيات عربياً فلم يوجد أي مصدر تعليمي عربي لهندسة البرمجيات في ذلك الوقت ولكن كل خبرتي كانت قائمة على تبادل الخبرات والعمل والتنقل بين الشركات حيث بدايتي بالشركات كانت بدون أجر بمعني أدق كنت أعمل بالمجان لدى إحدى شركات البرمجة وكان كل هدفي هو تبادل الخبرات مع المهندسين ومع كبير المهندسين في هذه الشركة الذي كنت أعتقد أنه في منزلة لن أصل إليها ابدأ
بعد ذلك :
تركت العمل بالإنترنت لفترة وهي كانت من عام 2009 إلى 2011 تقريباً فما سبب ذلك ؟ هل كان بسبب يأس أم فشل ؟
بالفعل ولكن هذه الفترة لم تكن بسبب يأس أو فشل بل كانت بسبب عدم وجود عرض مناسب لي من شركة مناسبة إلى أن جاء عرض شركة UltimateScheme وهي الشركة التي أعمل فيها حتى الآن فأنا عادة لا تتوافر لدي أي من العوامل السلبية للحياة (كاليأس والفشل والقلق والندم .... الخ)
سبب عدم ظهور مهندسي برمجيات مصريين يعود إلى المادة العلمية التي يتم دراستها أم إلى العقلية المصرية ؟
على الرغم أني على يقين تام أن التعليم الأكاديمي عربياً يحتاج لسنين طويلة حتى يخرج لنا مهندسين يمكنهم البرمجة بشكل سليم !
ولكن أنا مازلت على علاقة ببعض الشركات المصرية والعربية وأصارحك القول بأنه يوجد عدد لابأس به من المهندسين النابغين في مجال هندسة برمجيات الإنترنت ولكن المشكلة فقط في حجم المشاريع التي تقوم بعملها هذه الشركات فهي مشاريع صغيره جداً لا يراها الإعلام ويكاد لا يراها أيضا المستخدمون.
9 سنوات فترة ليست بقليلة أن تمضي من عمر شاب مَشُوبة بالموت والهلاك في ظلال العمل - فما رأيك ؟
ابتسم قليلاً وأجابني (مكانتش هتفرق كتير) فأنا حالياً تقريباً حققت النجاح الذي كنت أريده منذ أول يوم من السنوات التسع التي قضيتها حتى الآن.
مع انطلاق النسخة التجريبية من OUZMind أحد أبرز مشاريع الإنترنت حالياً - ماهو مستقبل الذكاء الاصطناعي والإبداع الحاسوبي في رأيك ؟
لغات البرمجة حالياً تطورت جداً بشكل يمكنها أن تصنع محاكيا عقليا وهو ما فعلناه في OUZMind حيث الأمر كان يتعلق فقط بالكيفية وليست الإمكانية فالمشكلة الكبرى كانت كيف يمكننا عمل محاكِ عقلي مستخدمين إحدى لغات برمجة الإنترنت .... وهذا كان أحد أبرز التحديات والمشاكل التي واجهت المشروع هو تطبيق الفكرة نفسها.
هل تعاملت مع شركة عربية من قبل ؟ وما الفرق بين العمل مع الغرب والعمل مع العرب ؟
لا لم أعمل مع شركة عربية من قبل ولكن تربطني علاقة جيدة ببعض الشركات العربية وإن كان بالطبع يوجد فارق كبير بين الشركات العربية والأجنبية يكفي عامل الخبرة ودرجة الاحترافية ليس فقط في مجال هندسة البرمجيات بل على مستوى جميع العلوم وهذا يرجع لانشغال عقول الشباب العرب بأشياء غريبة جداً !!!
«إن النجاح لايحتاج إلى أقدام بل إلى إقدام» - لديك عدة أسطر أكتب فيها ما تشاء للشباب العربي والمهندسين العرب :
العمل قبل أي شئ, اجعل حياتك الشخصية ومشاكلك النفسية وكل ما يشغلك في الحياة جانباً الآن وحاول أن تجد الإنسان المميز الذي بداخلك, كل شخص منّا ميزه الله عن غيره بميزة, فأعطى شخصاً العقل والآخر المال وآخر الجمال ولكن ماذا تفعل أنت بموهبتك ؟ وإذا اكتشفتها هل أحسنت استخدامها ؟
أما المهندسون العرب ؛ فنحن متأخرون جداً في مجال هندسة البرمجيات, التعليم الأكاديمي ماهو إلا حاجز بينكم وبين الاحتراف .... هندسة البرمجيات تتركز على العمل والتطبيق وبالتالي خبرة تكتسبها مع الوقت من عملك ولكن تعليم بدون تطبيق في هندسة البرمجيات ومع وجود مثل هذه المناهج الأكاديمية أصبح لدينا هذا المستوى من المهندسين.
هذه أهم النقاط التي تحدثنا فيها في حديث استمتعت به شخصياً مع المهندس الشاب ماركو ممدوح لمدة ساعتين وأكثر في حوار لا يدل إلا على مدى علم وخلق ومعرفة وصل إليها بعد جهد جهيد حيث كان شغفه العلم والعمل حيث الحياة بحسب الأولويات ومنها لنجاح باهر وعظيم يفخر به طوال حياته الشخصية والعملية.
متمنين دوام النجاح والتوفيق لشخصكم الكريم, ونختتم بقول الله تعالى (إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا) [الكهف : 30]
بوابة الشرق
|
|
|