السعوديون في طليعة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي

تحتضن المملكة العربية السعودية حوالي 1.9 مليون مستخدم أي أكثر من 50% من مجموع مستخدمي تويتر في المنطقة العربية مع أكثر من 1,069,709 مستخدمين جدد ما يمثّل نمو بحوالي 128% والذين ينتجون أكثر من 47% من مجموع التغريدات في المنطقة.

واظهر رسم بياني صممته شركة Yes 2 Digital) Y2D) إن عدد مستخدمي "تويتر" في السعودية، يزيد على عدد سكان قطر، والبحرين، والكويت مجتمعــةً، إذ يبلغ سبعة ملايين مستخدم. كما نشرت Y2D دراسة في مطلع 2014 أظهرت أن أربعة من كل عشرة مستخدمين للإنترنت في السعودية لديهم حساب في "تويتر". أمّا بالنسبة للغة المستخدمة على شبكة تويتر في المملكة، فقد أخذت اللغة العربية الحيّز الأكبر مع أكثر من 90% من التغريدات باللغة العربية ما يفسّر نمو هذه اللغة بنسبة 10% من عدد التغريدات العربية منذ مارس 2012.

أمّا عن أسباب هذا الإنتشار السريع، فهي عديدة أهمّها توفّر سرعات إنترنت عالية وإنتشار الهواتف الذكية. كما أنّ المملكة تعتبر دولة فتيّة مع أكثر من 50% من سكّانها تحت الـ25 عاماً مما يجعلها أرض خصبة لنموّ أحدث أنواع التكنولوجيا حيث أنّ الشبّان يولعون بكلّ جديد. وكذلك فإنّ مواقع التواصل الإجتماعي تشكّل متنفسّاً حقيقياً للشباب كونها مساحة إفتراضيّة تسمح لهم بالتعبير عن آرائهم بحريّة وبدون أيّ قيود. بالإضافة إلى ذلك، تشكّل هذه المواقع مصدراً غني بالمعلومات نظراً لوجود فئة كبيرة من الإعلاميين والمثقفين والرياضيين ورجال الدين.

كما أصبحت هذه الشبكات بمثابة المتبضّع الخاص أو الدليل الذي يعتمد عليه المستهلك السعودي لإتخاذ القرارات في حياته اليوميّة فيلجأ إليها للقيام بشراء منتجٍ ما أو إستخدام خدمة معيّنة. وقد أظهرت الدراسات أنّ 85% من السعوديين يستخدمون هذه الشبكات لمعرفة آراء أصدقائهم عن مطعم ما، وحوالي ٧٣٪، يستخدمونها للعثور على أماكن مثل المحلات التجارية. كما تلعب التوصيات دوراً مهماً في إختيارات الزبائن، إذ يثق ٨٧٪ من السعوديين بتوصيات اصدقائهم للمنتجات، و ٧٩٪ لديهم ثقة كاملة بتوصيات الغرباء.

أمّا بالنسبة لموقع يوتيوب، يوجد اليوم أكثر من 310 مشاهدة فيديو مع تحميل أكثر من 14.5 مليون ساعة كلّ يوم في منطقة الشرق الأوسط حسب غوغل مما يضعها في المرتبة الثانية وراء الولايات المتحدة وقبل البرازيل. وقد تصدّرت المملكة هذه الشبكة أيضاً مع أعلى نسبة مشاهدات في المنطقة حيث شاهد المستخدم السعودي ثلاثة أضعاف ما يشاهده المستخدم الأميركي في اليوم الواحد. وكما تتصدّر المملكة إقليمياً وعالمياً بـ50% من المشاهدات التي تتم عبر الهاتف الذكي. ومن أكثر الفيديوهات مشاهداةً هي الصادرة عن الشبّان الكوميديين الذين يستخدمون موقع يوتيوب كوسيلة لإيصال أفكارهم إلى صنّاع القرار في المملكة. منهم عمر حسين، 26 عاماً، الذي أطلق برنامج  "على الطاير" على يوتيوب وهو برنامج كوميدي إنتسب إلى محطّته أكثر من 840,000 شخص ونالت فيدوهاته اكثر من 1,300,000 مشاهدة للفيديو الواحد. وهشام فقيه، 26 عاماً، الذي أطلق أغنية "نو ومان، نو درايف" (لا يا امرأة لا تقودي السيارة)، فحصل الفيديو الذي ينتقد منع المرأة السعودية من القيادة على أكثر من 11 مليون مشاهدة.

ويعتبر الفيديو اليوم أفضل وسيلة لإيصال الفكرة نظراً لقدرته على الإنتشار السريع بالمقارنة مع أي وسيلة أخرى لبث المحتوى المرئي. وتكمن فيه قوّة تسويق الكتروني عالية لأنّه تسويق متعدّد القنوات حيث تجتمع وتتكامل عبره عدّة قنوات تدعم بعضها البعض للوصول إلى أفضل نتائج التواصل والوصول والإنتشار. وهو يحقق أهداف التسويق والتواصل مع الجمهور أو المستهلكين عبر الإنترنت والأوساط الإلكترونيّة حيث يشمل المواقع الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي والهواتف الذكيّة والكمبيوترات اللّوحيّة.

وموازةً لزيادة شعبيّة الشبكات الإجتماعيّة، إنتشرت الهواتف الذكية التي لم تعد تعتبر إحدى الكماليات بل أصبحت ضرورةً يصعب الإستغناء عنها حيث أنّ حوالي 80% من الشبان في المملكة يقومون بإدارة شؤونهم عبر اهواتفهم الذكية وعبر الإنترنت بانتظام وخاصّةً الإحتياجات الاجتماعيّة والعمليّة والتجاريّة. وقد وصلت نسبة إنتشار الإنترنت في المملكة من خلال الأجهزة الجوّالة إلى 82%. كما تشير وﻛﺎﻟﺔ "ﻓﻴﺎﻛوم" ﻓﻲ تقرير ﻟﻬﺎ إﻟﻰ أن 39% من الشبان في المملكة يفضلون البقاء في منازلهم بدلاً من الذهاب في إجازة إذا كانت الوجهة لا توفر لهم الإتصال بشبكة الإنترنت.

هذه الأرقام القياسية وضعت المملكة على الخريطة الرقميّة ودفعت العديد من الشركات الكبيرة لأن تبدأ بإيلاء الإهتمام للمستهلك السعودي حيث قام محرك البحث العملاق "غوغل" بإرسال أوّل بعثة رسميّه له إلى السعودية في شهر مارس (آذار) الماضي لمناقشة فرص النموّ والتطور هناك. 

arabianbusiness