|
مدافعون عن العربيّة يُحذّرون من حرب أهلية لغوية بالمغرب
طارق بنهدا
خرجة جديدة سجلها ثلة من المثقفين والجامعيين والباحثين في خضم المعركة الدائرة حول اللغة العربية، بصياغة بيان جديد يحذرون فيه من عملية الإيقاع بين العربية والعامية وباقي اللهجات واللغات، ويستنكرون فيه التهميش الرسمي" للغة الضاد مقابل التمسُّك باللسان الأجنبي "تمسُّكاً لا يبرِّرُهُ واقعٌ ولا يُشَرعنُه دستور.
عريضة المدافعين عن اللغة العربية، التي حملت عنوان بيان اللسان: من أجل اللغة العربية، نبهت إلى كون المحاولات المتكررة لإحداث الخصومة المفتعَلَة بين اللغة العربية والعامية المغربية، أو بين اللغة العربية والأمازيغية أو الحسَّانية، هي محاولات عبثية ويائسة، وأن اللذين يخوضون في معامع هذه الوقيعة لا يَبْغُون منها سوى إحداث فتنةٍ وحربٍ أهليةٍ لغوية داخل الوطن الواحد والثقافة الواحدة.
وأضاف البيان ذاته أن خصوم" اللغة العربية يصْبون إلى "استنزاف لغات الشعب والوطن في حروب دونكيشوطية بغرض التمكين لِلِسانٍ أجنبيّ بعينه من أن يتصدَّر المشهدَ اللغوي الرسمي تحت عنوان الحاجة إلى لسانٍ جامع.. على مثال ما جرّبوه في العهود الكولونيالية في أفريقيا جنوب الصحراء"، مشيرا أن العلاقة بين الطرفَين مثل "الجميلة وحاطب الليل".
ووصف الموقعون على عريضة "من أجل اللغة العربية"، الإيقاع بين الأخيرة والعامية "بالإيقاع بين الأمّ وابنتها"؛ والإيقاع بينها والأمازيغية، أو بينها والحسّانية، "كالإيقاع بين أختين شقيقتين جمع بينهما النَسَبُ إلى ذات الوطن الواحد، والتاريخ الثقافي والاجتماعي والأُسْري الواحد".
واعتبر البيان أن اللغة العربية تعيش حالة من الحرمان بدافع "سياسيّ.. لا مبرر لغوي له"، ومن "التهميش الرسميّ"، على أن "الضائقة" التي تمر بها اللغة بالمغرب لا علاقة له بالتراجع في نسبة تداوُلها واستخدامها؛ بل إلى حرمانها "من حقوقها الدستورية في أن تكون لسان التعليم.. ولسانَ الإدارة والاقتصاد والأعمال".
ودعا المعنيون إلى ما أسموه استكمال حلقات التحرر الوطني من "المواريث الكولونيالية"، في وقت تستمر فيه "التبعية اللغوية" وهيمنة اللسان الأجنبي في الإدارة والتعليم والاقتصاد والمال، على حد تعبير البيان، الذي شدد على أن "فقر السياسات اللغوية المُنْتَهَجَة إلى مضمونٍ وطني يتناسب وتطلعات الوطن والشعب"، من أبرز أسباب تلك التبعية.
وعاب المصدر ذاته التجاهُل الكامل الذي يلقاه الرصيد العلمي الثري للغة العربية "من قِبل القائمين على إدارة السياسات اللغوية"، "فضلاً عن أنه لا يحظى بأي رعاية مادية من الدولة على نحو ما تفعل دول العالم، جميعُها، مع لغاتها".
وقال الموقعون على العريضة إن "اللغط" الذي فتحته دعوات إلى المساس بمكانة اللغة العربية في النظام التربوي، في إشارة إلى دعوة نور الدين عيوش، رئيس مؤسسة زاكورة، عبر توصياته المرفوعة إلى المجلس الأعلى للتعلِيم، إلى اعتماد الدارجة كلغة في المدرسة المغربية، "فرضت على موقّعيه(ا) الإسراع في إصداره(ا)"، مشيرين إلى أن "حركةُ صحوة ثقافية" وقفت أمام تلك التوصيات "دفاعاً عن اللغة العربية، وصوناً لمكانتها".
هسبريس
|
|
|
|