اقترح ترسيمها لغة ثانية إلى جانب العربية - ما مرّد التحوّل في موقف الأفلان تجاه المسألة الأمازيغية ؟

 في سابقة تاريخية اقترح الحزب العتيد جبهة التحرير الوطني ( الأفلان ) في وثيقة سلمت اليوم الخميس 26 جوان إلى أحمد أويحي في إطار مشاورات تعديل الدستور ترسيم الأمازيغة لغة ثانية إلى جانب العربية ؟ هل نحن أمام تطور في تصور الأفلان للمسألة الأمازيغية أم نحن أمام مجرد مناورة جديدة لاكتساب مناصرين جدد ؟

الاعتراف بالامازيغية لغة رسمية ثانية الى جانب اللغة العربية من قبل جبهة التحربر الوطني ليس وليد الصدفة انما هو نتيجة حتمية للتغيرات السياسية و الاجتماعية التي طرأت على الساحة الوطنية مند أحداث أكتوبر عام 1988. و مند ذلك الحين وربما منذ الربيع الامازيغي العام 1982 صار الرأي العام الوطني أكثر وعيا من أي وقت مضى بشرعية اللغة الامازيغية بوصفها اللغة الأم و جزء لا يتجزأ من ثقافة الأهالي المحليين و هم (البربر) مند آلاف السنين و ما قبل الفتوحات الاسلامية العربية ، و ليست جبهة التحرير الوطني تفعل شيئا سوى الإعتراف بالأمر الواقع أي بالصفة الوطنية للغة الامازيغية التي لم تكن لغة أجنبية او غريبة كما ظل يعشعش في المخيال السياسي منذ الاستقلال إلى اليوم

لكن ظل الأفلان يرفض أي ترسيم للأمازيغية من استقلال البلاد إلى اليوم ما مرّد التحول في موقف الحزب ؟

إن تغيير موقف جبهة التحرير تجاه المسألة الأمازيغية ، و هو موقف متأخر جدا ، لا يعدّ نتيجة إرادة الحزب وحده لكنه نتيجة ضغط الظروف الداخلية و الخارجية التي خدمت القضية الامازيغية مند عشرات السنين . و هو يستند إلى خلفيات سياسية قوامها  الرغبة في إعادة الرونق لجبهة التحرير التي تشوهت صورتها في الفترة الأخيرة عند غالبية الجزائريين بمن فيهم المعربين . إذن المسألة لا تتعدى كونها  مجرد عمل ديماغوجي لا ينبع من إرادة سياسية تهدف الى خدمة اللغة الامازيغية و نطويرها ، فالأخيرة استغنت منذ الاستقلال عن جبهة التحرير كمدافع عنها  أو حام لها ،  فاللغة الأمازيغية  فرضت وجودها عمليا مما اضطر الساسة الجزائريين إلى الاعتراف بها كأمر واقع لا مفر منه ، أعتقد أن اقتراح ترسميها مجرد حيلة سياسية لا أكثر

الحدث الجزائري