|
لغويون يطالبون بتطوير المعاجم العربية
قال لغويون انه آن الأوان لإخراج المعجم العربي بطريقة جديدة وعصرية خاصة أن الحوسبة تساعدنا على ذلك، وتقديمه إلى أبناء العربية بطريقة عصرية تقارب ذهنيتهم.
واشاروا الى انه دخلت مفردات جديدة هجينة بين العربية والانجليزية غير موزونة حسب ميزان اللغة , لذا يجب ان يتجند رجالات اللغة والمجامع اللغوية للبحث في مثل هذه المفردات وتصحيحها.
ووفق مقرر لجنة المعاجم في مجمع اللغة العربية الاردني الدكتور عبد الجليل عبد المهدي فان استخدام المعاجم القديمة كما هي مفيد جدا ، مؤكدا ضرورة الانتباه للمعاجم القديمة التي وضعت في الحاضر مثل المعجم الوسيط بوصفه سهلا للاستخدام في الجامعات والمدارس .
وسلط الضوء على تجربة المغرب العربي في وضع معجم حديث تم رصد ميزانية خاصة له وشاركت فيه جميع الجامعات والمعاهد والمؤسسات الثقافية والبحثية ، مؤكدا ان معجم اللغة العربية لديه تجربة هامة في وضع معجم مدرسي يراعي جميع مراحل التعليم والمستجدات ويأخذ بالحسبان المستجدات والرقمنة , لكن التجربة لم يتم انجازها كاملة حتى الان .
وطالبت استاذة الادب العربي في الجامعة الهاشمية الدكتورة ايمان الكيلاني بإنشاء معجم عربي واحد يستقرئ كل ما في المعاجم العربية ، ويستخرج منها جميعا كل ما يتعلق بكل لفظة واستعمال ما يغني طالب العلم عن الرجوع إليها جميعا مشيرة الى وجوب استبعاد الألفاظ التي تتكرر في غير موضع من المعجم بسبب الاختلاف في ماهية جذورها ، للتخفيف من التخمة الزائدة فيه .
وقالت انه لا بد من استعمال الألوان في التحول من دلالة إلى دلالة ومن استعمال إلى آخر، والخرائط لتوضيح مواطن القبائل والتضاريس وما أشبهه ولا بد من التمييز بين المعنى الحقيقي للفظة والمعنى المجازي وحسم هذه المسألة ومن فهرسة وإحصاء وتوضيح المتضادات وما اتفق لفظه وما اختلف معناه، ليتسنى للباحث وطالب العلم التفريق بينها كما انه لا بد من التمييز بين الألفاظ العربية الشمالية والجنوبية .
ونوهت بضرورة أن توفر هذه المعاجم بنسخ إلكترونية جذابة على المواقع العلمية وينبغي تصنيف الكلمات، وفي مرحلة لاحقة أن يتم استقراء ألفاظ كل عصر عبر المراحل التاريخية في الإنتاج الأدبي والعلمي للأمة، ورصد التطور الدلالي للألفاظ في كل عصر ، وبذلك يتم إنجاز أضخم مشروع في المعجم العربي وهو معجم التطور الدلالي.
وقالت انه يجب أن تنشأ معاجم صغيرة حسب المراحل العمرية والتعليمية، ما ينبغي أن يكون كفاية الفرد اللغوية ، بحيث كلما تقدم صفا دراسيا يكون قد تقدم معجمه اللغوي وكذلك المعرفي ويجب أن يقدم المعجم من خلال سياقات أدبية، وإبداعية جذابة تساعد على استقرار اللفظة ودلالتها في ذهن الفرد.
وقال الدكتور يحيى عبابنة من جامعة مؤتة ان المعاجم اللغوية العربية تمتاز بالتنوع الهائل ، ولا يمكن الإطلالة على أنواعها المختلفة بعجالة ، لأنها أكثر من أن تحصر لأول وهلة، أما مسألة التعامل معها وفقا لتقنيات الحداثة الإلكترونية فهو أمر موجود لم يغفل عنه الآخرون، فقد أعادوا ترتيب المعجم العربي وفقا لمعطيات الحاسوب .
ووفقا استاذ اللسانيات في الجامعة الهاشمية الدكتور عيسى برهومة فان ما تشهده حياتنا من حراك مستمر وتحولات بنيوية، يتعين على مفاصل الحياة مواكبة هذه التطورات المتلاحقة، واللغة ليست بدعا من هذه المؤسسات الفاعلة التي يقتضي أن تتسق وقانون التغيير بما ينسجم والتقنية الحديثة، ولما كانت المعاجم مستودع اللغة وديوان حياتها وجب أن تستجيب لعصر الرقمنة بمجاراة الجديد وتفصيحه ليكون في متناول أبناء اللغة وبناتها.
واضاف انه يتعين أن تحوسب المعاجم وأن تكون متاحة للمستويات كافة وبشكل إلكتروني أسوة باللغات الحية، علاوة على النقد الداخلي الذي تقتضيه صناعة المعاجم ، فالعصر الحديث شهد نقلات كبيرة في الحياة كافة ومنها المجالات اللغوية، وانه لا بد أن يتصدى اللغويون والمشتغلون بحوسبة اللغة لتهيئة العربية لتكون لغة حية متصالحة مع الجديد، وأن ييسروا أمر الوصول إلى مفردات اللغة ، وعلينا جميعا أن نبث الروح في المعاجم لنضمن حركية اللغة وبقاءها.
ووفق الدكتورة منوه ابو حيانه فقد دخلت مفردات جديدة هجينة بين العربية والانجليزية غير موزونة حسب ميزان اللغة لذا يجب ان يتجند رجالات اللغة والمجامع اللغوية للبحث في مثل هذه المفردات وتصحيحها.
وقال الباحث اللغوي نارت محمد قاخون ان الرقمنة والحوسبة تمنح الباحثين آفاقاً هائلة وتوجب عليهم واجبة عظيمة في الوقت ذاته، فوجود معجمات تلحظ الجوانب التاريخيّة والتطوريّة والتوسعيّة في استعمال اللغة والحاجة إلى اقتراح مفاهيم واجتراح مصطلحات أمر جد ضروريّ.
واضاف انه إذا ما تمت المقارنة بين منجزات الآخرين في معاجمهم اللغويّة وما أنجزه أبناء العربيّة سنجد الفرق شاسعاً , فعلى سبيل المثال لا يوجد معجم تاريخي للغة العربيّة، ولا يوجد معجم تداولي أي ذلك الذي يلحظ مدى انتشار الكلمات واستعمالها في الوقت الراهن أو الأزمنة الماضية، ولهذا نرى في كتب النحو التعليمية كلمة مثل "طفِق" لا تكاد تجد من يستعملها في نصّ حقيقي، وهكذا فإنّ النواقص في "معاجمنا" كثيرة تحتاج السدّ ثم الإبداع مشيرا الى انّ كثيراً من الصعوبات يُمكن تذليلها في عالم الرقمنة والحوسبة الذي اختصر الأزمنة والجهود.
السبيل
|
|
|
|