صدور كتاب المحظورات اللغوية؛ منازل الرؤية، ومسالك التطبيق

 صدر حديثا عن دار عالم الكتب الحديث في إربد كتاب (المحظورات اللغوية؛ منازل الرؤية، ومسالك التطبيق) للدكتور حسن الملخ، والدكتورة سهى نعجة.
وقد صُدّر الكتاب بمقدمة جاء فيها: هذا الكتابُ خمسة فصول علميّة متخصّصة في جوانب من ظاهرة المحظورات اللغويّة صدرت دراستها عن هدفٍ يتمثّل في ضرورة تجاوز سرْد حالات الامتناع اللغويّ إلى محاولة سبْر الظاهرة من داخلها في العمق، ومن ورائها في الإطار العام النظريّ والعمليّ لتعريف الممتنع المحظور، واستنباط علله من الممارسات الدراسيّة لدى علماء العربيّة: قديمهم وحديثهم مع الانفتاح على الفكْر اللسانيّ العالميّ والاجتهاد قدْر الوسْع والفهْم في تقديم كتابٍ علميّ يَرفعُ بُنيان ظاهرة المحظورات اللغويّة، ويبرِزُها كما يبرُزُ أيّ باب ببنيان واضح جليٍّ في النحو أو في الصرف؛ لكي نقنعَ المتعلِّم والباحث والمبدِع أن لا حظْرَ إلا لحماية الهُويّة اللغويّة من التشويه والتغيير السلبيّ والاندثار.
إنَّ أهميّةَ هذا العمل ليسَ في جِدّته فحسب، أو في قلّةِ الدراسات الموضِّحة لجوانبه في المكتبة اللغويّة العربيّة، أو في جمعه بين التنظير اللغويّ ومسالك التطبيق، بل في تحديد معالم الحظْر اللغويّ في العربيّة تحديداً يُنير طريق هذا المجال لباحثين آخرين ينطلقون منه نحو أبحاث ودراسات تفصيليّة تعودُ بالنفع والفائدة على اللغة العربيّة تنظيرا وتطبيقا؛ كما يبيّن الخطوط الحمراء التي بُنِيَ عليها دستور اللغة العربيّة في النحو والصرف والصوت والكتابة، وهي رُوح العربيّة وجوهرها وقلبها الحيّ، وما دامَ متداولو العربيّة متمسّكين بها في أدائهم اللغويّ؛ فالعربيّة حيّة قويّة لا خوفَ عليها، أمّا إن جارَ عليها جائرٌ ما بحُسن نيّةٍ، أو بسوء طويّة - لا سمح الله- فإنَّها تصبحُ في خطر حقيقيّ يهدِّد كينونتها، فيفصل تراثها عن حاضرها، ويجعل مستقبلها أسودَ؛ ذلك أنّنا نؤمن أنَّ اللغة العربيّة بكلِّ ما هي مُحمَّلة به من أفكارٍ ورؤى هي الذات العربيّة هُويةً وتاريخا وحاضرا وأملا بمستقبل مشرق.

الدستور