اختتام أعمال الندوة الثالثة لكراسي السلطان قابوس العلمية بطوكيو

أوصت الندوة الثالثة لكراسي السلطان قابوس التي اختتمت أعمالها بجامعة طوكيو امس بإنشاء مركز عماني وطني للدراسات الاستراتيجية ودعم وتمويل المشاريع والمبادرات البحثية في مجال المياه . كما أوصت الندوة بتطوير امتحان دولي لقياس كفاءات اللغة العربية للناطقين بغيرها وإصدار مجلتين دوريتين علميتين تعنى بنشر أعمال ونتاج كراسي السلطان قابوس العلمية وربطها بالمؤسسات الدولية والعمانية والبحثية والعلمية . وقد شهدت الندوة التي نظمها مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بالتعاون مع جامعة طوكيو باليابان خلال الفترة من 2 الى 3 اكتوبر عقد ثلاثة جلسات عمل . حيث تناولت الجلسة الأولى بعنوان (دراسات في اللغة العربية وآدابها) قدم خلالها الدكتور رائد عبدالرحيم من جامعة النجاح الوطنية بدولة فلسطين ورقة عمل بعنوان( الامتحان الدولي لإتقان اللغة العربية :مهارات الكتابة أنموذجا) أشار فيها الى أن مهارة الكتابة هى إحدى مهارات الاربع التي تقوم عليها عملية تدريس اللغات بل لعلها المهارة الأكثر أهمية الآن حيث يستفيد المتعلم من مجموع المهارات الاخرى : المحادثة والقراءة والاستماع يصب في نهاية المطاف في مهارة الكتابة .
وفي الورقة الثانية بعنوان (اللغة والمكان: ادوارد سعيد أنموذجا ) للبروفيسور ياسر سليمان أستاذ كرسي السلطان قابوس للدراسات العربية المعاصرة من جامعة كمبردج بالمملكة المتحدة قدم خلالها تحليلا لمفهومي( اللغة الأم/ واللغة الأولى) تخلص الى نتيجة مفادها انه يمكن ان يرتبط الفرد بأكثر من لغة اولى ولكنه عادة ما يرتبط بلغة ام واحدة . وتخلص الورقة ايضا الى نتيجة ثانية مفادها ان مفهومي الإزاحة والإقصاء يرتبطان باللغة ارتباطهما بالمكان . وجاءت الورقة الثالثة للبروفيسور ياشياكي فوكودا أستاذ مشارك بكلية اللغة والثقافة في جامعة اوساكا اليابانية تحت عنوان( ملاحظات على أسطورة سنمار) وأشار إلى ان أصول هذه الأسطورة الى المهندس المعماري اليوناني / سنمار/ الذي قام ببناء قصر الملك اللخميين النعمان بن امرئ القيس الذي امر بقتل المهندس المعماري وذلك بدفعه بقسوة من أعلى قصره وتسعى هذه الورقة الى بحث الجوانب غير المطروقة لهذه الأسطورة العربية وتسليط الضوء عليها وفي الورقة الرابعة والأخيرة بعنوان/ إسهامات كلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في نشر اللغة العربية تحدثت فاطمة بنت راشد المعمرية مدرسة لغة عربية بكلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها فأشارت فيها إلى أن اللغة العربية أصبحت مدعاة للفخر بين متعلمي اللغة لدورها الكبير في تجسير الهوة الثقافية بين الأمم والعديد من الطلبة بمختلف جنسياتهم واهتماماتهم مستمتعون بتعلم اللغة العربية بالإضافة الى ثقافتها .
أدار الجلسة ايجي ناجاساوا نائب مدير معهد الدراسات الشرق أوسطية بجامعة طوكيو ومقرر الجلسة الدكتور محمد بن ناصر المحروقي مدير مركز الخليل بن احمد الفراهيدي للدراسات العربية بجامعة نزوى . وفي الجلسة الثانية بعنوان/ المياه والإيمان / قدمت خلالها ثلاث ورقات عمل جاءت الأولى بعنوان/ الماء في القرآن الكريم / قدمها الدكتور محمد بن سعيد المعمري المستشار العلمي بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية تناولت الورقة أهمية الماء في القرآن الكريم وان آياته تدعو إلى الإيمان وتوضح الأهمية الشرعية للماء من ناحيتي الطهارة الحسية والمعنوية وتبين القيمة الاقتصادية له في جوانب الحياة المختلفة من تجارة وزراعة وثروة سمكية وثروة حيوانية. وفي الورقة الثانية بعنوان/ معالجة المياه في الآداب الدينية والعلمية …/للدكتور هيديمي تاكاهاتشي من كلية الآداب والعلوم بجامعة طوكيو اليابانية أشار فيها الى ان المياه تلعب دورا كبيرا مهما في آداب وممارسات شعائر الديانات التوحيدية الرئيسية المنتشرة في الشرق الأوسط رموزا للحياة والتطهير .
وجاءت الورقة الثالثة بعنوان/المياه والإيمان منظور إسلامي / للبروفيسور عبدالله سعيد أستاذ كرسي السلطان قابوس للدراسات العربية والإسلامية بجامعة ملبورن باستراليا وهدف إلى استكشاف التصور المرتبط بالماء وتطبيقاته في التراث الإسلامي وكذلك الممارسات المرتبطة به وتتبع أهميته بالنسبة للإيمان وتطبيقاته ابتداء بالقرآن الكريم وحتى العصر الحديث . وفي الجلسة الثالثة بعنوان/ التغير المجتمعي في الشرق الأوسط / شملت أربع أوراق عمل حيث تحدثت الورقة الأولى بعنوان/ بعض التأملات حول التغير الاجتماعي والاستمرارية في عمان والخليج / للدكتور جون بيترسون مؤرخ من الولايات المتحدة الأمريكية أشار فيها الى التحول الذي شهدته دول الخليج العربية خلال ثلاثة أرباع القرن الماضي حيث ادى تراكم عائدات النفط الى إنشاء حكومات من المفترض ان تكون مسؤولة عن التطوير الاقتصادي وان تكون ذات قوة هائلة وعليها اعتماد كبير . وتحدثت الورقة الثانية للدكتور عبدالله بن خميس الكندي عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس بعنوان/ دور الإعلام في تغير المجتمع في الشرق الأوسط / حيث بسطت الورقة البحثية أهم التغيرات التي طرأت على المشهد الإعلامي في دول الخليج العربية متأثرة بأحداث عام 2011 في العالم العربي وفي هذه المنطقة وهو ما أصبح يعرف اصطلاحا بأحداث «الربيع العربي » أو أحداث « الاعتصامات والاحتجاجات » المطالبة بالإصلاح . وفي الورقة الثالثة بعنوان/ الديناميكا الاجتماعية لتغير ادوار المرأة في الخليج / للدكتورة نامي تسوجيجامي أستاذ كرسي السلطان قابوس للدراسات الشرق أوسطية بجامعة طوكيو اليابانية تحدثت فيه عن التغيير المتسارع في المجتمع الخليجي من ناحية تطوير تعليم الإناث ومشاركة المرأة في العمل فالأعداد الواقعية الموجودة الآن للنساء في المجال العام يقود للتحول في مجالين مزدوجين هما مجال الإنتاج ومجال الإنجاب . وجاءت الورقة الرابعة والأخيرة للدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية بعنوان/ التغير المجتمعي في الخليج العربي : حالة تغير اللغة والهوية في عمان/ تبحث هذه الورقة في التغيرات التي حدثت للهوية في المجال اللغوي بالسلطنة من حيث استخدام مصطلحات من اللغة الانجليزية أثناء المحادثة باللغة العربية وكذلك ركود اللهجات المحلية وإدخال الكثير من الكلمات التى لم تكن موجودة في القاموس العماني قبل أربعة وأربعين عاما . وفي ختام الندوة تم الإعلان عن الفائزين الثلاثة لمسابقة /الملصقات العلمية«البوسترات» والتي نظمها مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم حول المحاور الخمسة لجلسات الندوة . حضر اختتام الندوة من الجانب العماني صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد بن محمود آل سعيد مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الخارجي ومعالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي وسعادة حبيب بن محمد الريامي الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم وعدد من المسؤولين بالحكومة اليابانية والأساتذة والأكاديميين والباحثين من السلطنة ومن جامعات دول العالم واساتذة كراسي السلطان قابوس العلمية وطلاب الجامعات .


عُمان