مبادرة بكتب-بالعربي من سامسونج لإثراء المحتوى العربي

مريم نصر

تمتلك اللغة العربية خصوصية فريدة تجعلها من أجمل لغات العالم، وهي من اللغات السامية يتحدث بها نحو 480 مليون نسمة. وتتميز بقدرتها على التعريب واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى بشروط دقيقة.
وتعد اللغة العربية من بين اللغات السبع الأكثر استخداما في الانترنت، ورغم ذلك إلا أن المحتوى العربي على الانترنت ضئيل يشكل نسبة تصل إلى 2-3 في المائة من إجمالي محتوى شبكة الإنترنت.
ومع اقتراب الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف 18 كانون الأول (ديسمبر)، تطلق سامسونج الكترونيكس المشرق العربي، مبادرتها "#بكتب_بالعربي" والتي تعنى بإثراء المحتوى العربي، وتدعو من خلال هذه المبادرة جميع مستخدمي قنوات التواصل الاجتماعي والأفراد إلى استخدام اللغة العربية.
وتهدف مبادرة سامسونج إلى حرصها على دعم اللغة العربية وتمكين المستخدمين من لغتهم الأم، وتعد المبادرة استكمالاً لحملة "بقلم عربي" والتي أطلقت مسبقاً للتعريف بخاصية قلم S Pen الذي يتعرف على الكتابة باللغة العربية على أجهزة نوت الذكية، لتعمل على إثراء المحتوى العربي على منصات التواصل الاجتماعي كافة.
ويقول مدير قسم المبيعات والعلامة التجارية في سامسونج الكترونيكس المشرق العربي، فادي أبو شمط "يتزامن اطلاقنا لهذه المبادرة مع اليوم العالمي للغة العربية والذي يصادف الثامن عشر من كانون الأول (ديسمبر) من كل عام والذي أطلقته اليونيسكو، وذلك حرصاً منا في سامسونج على دعم اللغة العربية لما تتمتع به من جمالية ورونق".
وتقيم سامسونج الكترونيكس المشرق العربي فعالية رقمية على صفحتها الخاصة على موقع "فيسبوك" تدعو فيه المشاركين إلى استخدام اللغة العربية في مراسلاتهم، فيما طرحت أيضاً رسومات خاصة بحروف اللغة العربية، ليتمكن المستخدمون من مشاركتها على صفحاتهم الخاصة كصور لملفاتهم الشخصية.
ومنذ إطلاق الصفحة "#بكتب_بالعربي" على "فيسبوك"، بدأ المشاركون يتفاعلون معها؛ اذ يشارك في الصفحة الآلاف من المستخدمين، وبثت سامسونج رسالة عبر الموقع، وقالت "للحرف العربيّ جمال وسحر أخاذ، ولوقع معناه في أسمائنا رونق وبهاء، لنزيّن صفحاتنا بأول حرف من أسمائنا. اختر الحرف الذي يبدأ به اسمك، وضعه صورة لملفك الشخصي، واحتفل معنا بيوم اللغة العربية العالمي الموافق لـ18122014 ‫#‏بكتب_بالعربي‬".
وكانت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) التابعة لليونسكو قد أعلنت، في اجتماع لها في مقر المنظمة بباريس، أن يكون المحور الرئيسي لليوم العالمي للغة العربية لهذا العام هو الحرف العربي.
ومن الجدير ذكره أن يوم اللغة العربية والذي يصادف الثامن عشر من كانون الأول (ديسمبر) كل عام قد تم اختياره من قبل اليونيسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة)، كونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.
وكانت جهود بذلت منذ خمسينيات القرن الماضي، بحسب ما ذكر موقع "ويكيبيديا" أسفرت عن صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 878 الدورة التاسعة المؤرخ في 4 كانون الأول (ديسمبر) 1954، يجيز الترجمة التحريرية فقط إلى اللغة العربية، وفي العام 1960 اتخذت اليونسكو قراراً يقضي باستخدام اللغة العربية في المؤتمرات الإقليمية التي تُنظَّم في البلدان الناطقة بالعربية وبترجمة الوثائق والمنشورات الأساسية إلى العربية. واعتُمد في العام 1966 قرار يقضي بتعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو وتقرر تأمين خدمات الترجمة الفورية إلى العربية ومن العربية إلى لغات أخرى في إطار الجلسات العامة. وفي العام 1968 تم اعتماد العربية تدريجياً لغة عمل في المنظمة مع البدء بترجمة وثائق العمل والمحاضر الحرفية وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى العربية.
واستمر الضغط الدبلوماسي العربي، والذي برز فيه المغرب بالتعاون مع بعض الدول العربية الأخرى، إلى أن تمكنوا من جعل العربية تُستعمل كلغة شفوية خلال انعقاد دورات الجمعية العامة في أيلول (سبتمبر) 1973، وبعد إصدار جامعة الدول العربية في دورتها الستين قرارا يقضي بجعل اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية للأمم المتحدة وباقي هيئاتها، ترتب عنه صدور قرار الجمعية العامة رقم 3190 خلال الدورة 28 كانون الأول (ديسمبر) 1973 يوصي بجعل اللغة العربية لغة رسمية للجمعية العامة وهيئاتها. أما مسألة استخدام اللغة العربية كلغة عمل في دورات المجلس التنفيذي، فأُدرجت في جدول الأعمال في العام 1974 بناءً على طلب من حكومات الجزائر، والعراق، والكويت، والمملكة العربية السعودية، واليمن، وتونس، وجمهورية مصر العربية، ولبنان.
وفي تشرين الأول (أكتوبر) 2012 عند انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لليونسكو، تقرر تكريس يوم 18 كانون الأول (ديسمبر) يوما عالميا للغة العربية، واحتلفت اليونيسكو في تلك السنة للمرة الأولى بهذا اليوم. وفي 23 تشرين الأول (أكتوبر) 2013 قررت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) التابعة لليونسكو، اعتماد اليوم العالمي للغة العربية كأحد العناصر الأساسية في برنامج عملها لكل سنة.



الغد