العزوف الكردي عن تعلم العربية يخلق عوائق


أدى عزوف الأكراد في إقليم كردستان عن تعلم اللغة العربية في السنوات الأخيرة إلى خلق عوائق الاتصال مع أشقائهم العرب في باقي أنحاء العراق وقلل من إمكانية التفاعل بين الطرفين على الصعد الاجتماعية والثقافية وحتى الاقتصادية، هذا ما يؤكده بعض المثقفين وخبراء اللغة الأكراد.

وقال الكاتب الكردي صديق محمد: «لعل هناك أسبابا رئيسية جعلت المواطن الكردي يعزف عن تعلم وممارسة اللغة العربية، وعلى رأس تلك الأسباب السنوات العجاف من القطيعة بين الإقليم والمركز مما خلق حواجز بين الكردي والعربي،

الأمر الذي اوجد جيلاً جديدا في كردستان لا يتقن اللغة العربية، ويجد صعوبة بالغة في دراستها أو الخوض بها كلغة عامة للاستخدام، فهو يجد تعلم اللغة الانجليزية أو أي لغة أخرى عدا العربية أفضل وأسهل بكثير من تعلم العربية نفسها، وهذا ما يشكل عقبة كبيرة وفجوة من الصعب ردمها بين المواطن الكردي والآخر العربي».

وقال عبد الرحيم الأديب (صاحب مجموعة شركات للاستثمار): إن صعوبة التعامل باللغة العربية في كردستان تخلق حاجزاً بين مواطن اربيل ومواطن البصرة، فالأول لا يتقن العربية والثاني لا يتقن الكردية، مع العلم أنهما من بلد واحد ».

وأشار إلى أن المواطنين العرب القادمين إلى كردستان من رجال أعمال وأصحاب شركات يلاقون الصعوبة نفسها، مما يدفعهم إلى اصطحاب مترجمين معتمدين لتسهيل العمل هناك. وقال الصحفي والإعلامي برور صديقان: «الأنظمة التي حكمت العراق حاولت بشتى الطرق والوسائل التعتيم على كل ما له علاقة بالتراث والأدب الكردي، وأولها اللغة الكردية،

مما ولد ردة فعل قوية لدى الأكراد بالعزوف عن تعلم العربية والاهتمام باللغة الكردية كونها اللغة الأم، بدوافع وطنية وقومية». وأضاف: «النظام السابق لم يترك أثراً طيباً في نفوس الكرد، حتى وصل الظن لدى البعض من غير المتعلمين بان اللغة العربية هي لغة صدام حسين ورفاقه،

لذلك نرى أن جيل اليوم لا يلقي ذاك الاهتمام باللغة العربية، بينما نجده يصب الاهتمام الكامل والجاد على تعلم الانجليزية والفرنسية والألمانية وغيرها، وهذا شيء مؤسف حقاً، فاللغة العربية هي لغة القرآن وهي لغة كبيرة حالها حال لغات العالم الكبرى كالانجليزية والصينية».

وقال مدرس اللغة العربية عبد الكريم خوشناو: «إن دافع إحياء اللغة الكردية بعد عقود طويلة من التهميش كان سببا رئيسيا في إزاحة العربية من مجتمع كردستان، وإعادة الكردية، إلى سابق عهدها، لذلك ترى أن اغلب الكرد لا يتقنون العربية».

وأشار إلى أن «العزوف المقصود عن تعلم العربية كان سبباً من أسباب تراجع مستوى الوعي الثقافي لدى الجيل الجديد.. هناك محامون وأساتذة وأطباء ومهندسون جدد لا يتقنون العربية، وهذا شيء غير مقبول وسيئ، فكيف بالمحامي لا يتكلم العربية، وكيف للأستاذ ألا يتكلم العربية، فمن لا يتقن العربية برأيي يعاني من نقص واضح في ثقافته.

البيان