أكد عدد من المشاركين في مؤتمر وزراء الثقافة لـ«عكاظ»، أمس، أن اجتماعات الوزراء تنعقد في ظروف صعبة تمر بها المنطقة العربية، وهذه الظروف تجعل الثقافة العربية تخضع لانتهاكات ممنهجة للقضاء عليها واتهامها بأنها منبع للإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان، كما أوضحت مديرة الثقافة بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) الدكتورة حياة القرمازي، التي أكدت أن الدين الإسلامي والثقافة العربية ينبذان القتل غدرا وجميع ما يسيء إلى الإنسان؛ لذا لا بد أن نقدم الصورة الحقيقية للثقافة العربية، بتربية النشء وتعريفهم على ثقافتهم العربية.
من جانبه، قال مدير عام الثقافة العربية ورئيس الوفد اللبناني فيصل طالب: إن اللغة العربية إزاء تحديات العولمة المحيطة بها وشيوع العامية التي أصبحت لغة هجينة غير واضحة المعالم، خصوصا لدى مستخدميها في وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفا أن المؤتمر يأتي في سياق الحراك الثقافي العربي العريض من أجل إنقاذ هذه اللغة مما يحيط بها ونضع الخطط والمناهج لنعيد الاعتبار إليها ولتعزيز واقع الثقافة واللغة لتكون لساننا وعقلنا ماضينا ومستقبلنا تعبر عن ما نحيط ونحلم به.
من جانبها، طالبت وكيل أول وزارة الثقافة للعلاقات الثقافية الخارجية المصرية الدكتورة كاميليا صبحي كل دولة عربية بأن تخصص جهازا يسجل موروثها ويجمع كل ذلك في قاعدة بيانات خاصة في الدول العربية، ويغذى دائما بكل جديد حتى لا يضيع تراثنا مع الزمن ونقوم بتسجيله كتراث عالمي لدى اليونيسكو، حتى لا يقام بالسطو عليه.
ودعا مبعوث الرئاسة ورئيس الأرشيف الوطني في الجزائر عبدالمجيد الشيخي إلى وضع لمسات استراتيجية للثقافة العربية؛ لأن الثقافة هي السلاح الحقيقي الذي يجب أن يضع في يد الشعوب العربية؛ لأنه لا يكفي أن نكتشف الذات، بل يجب أن نصل إلى معرفتها، مطالبا بتعريف الشباب بتراثهم والقدرات التي مرت على العالم العربي والإسلامي التي مكنت الحضارة العربية من التفوق من منطلق عربي إسلامي، وأن نصل إلى الشباب بكافة الطرق. وأضاف: «نلاحظ أن اللغة العربية تعاني في الشارع العربي، فالمواطن العربي في عواصمه العربية يفتقر إلى من يتحدث بلغة سليمة، وكل ما يسمع خليط من لغات غريبة لا تحتل فيها العربية أي حيز»، موضحا «علينا أن نعيد للعربية مكانتها، مع فتح الباب أمام التطورات ومسايرتها للعصر وإثبات مقدرتها على ذلك، وأنها ليست قاصرة أمام التحديات التي تواجهها، بل قادرة على خوض ذلك المعترك».

عكاظ