أكد وزير الثقافة المصري الدكتور جابر عصفور أن اختيار موضوع «اللغة العربية منطلقًا للتكامل الثقافي الإنساني» كمحور أساسي للمؤتمر التاسع عشر للوزراء المسؤولين عن الثقافة في الوطن العربي أمر طبيعي.. كون اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم.
وقال: إن الحفاظ على هذه اللغة يمثل الحفاظ على أداة الاتصال الأساسية في الأقطار العربية، مشيرًا إلى أن اللغة العربية لها وجود عالمي وسيظل هذا الوجود مادام هناك مسلمون على امتداد هذا العالم من الكرة الأرضية. وأضاف الدكتور عصفور قائلًا: إن الاحتفاء باللغة العربية هو احتفاء واحتفال بالعصب الذي يشد الجسد العربي والثقافة العربية أينما وجدت. وعن تطلعات المؤتمر قال: هناك موضوعات كثيرة متفرّعة من الموضوع الأساسي للمؤتمر تفضي إلى موضوعات أخرى لا تتباعد عن الموضوع الأساس الذي هو للغة العربية، وهذه اللغة الخالدة ليست مجرد كلمات، بل هي حضارة وثقافة، هي حضارة عظيمة تأسست بالتسامح والعلاقات المنفتحة بين الأجناس المختلفة التي انضوت تحت لواء اللغة العربية وأتقنتها بل وكتبت وأبدعت بها وذلك ابتداء من العصر العباسي الذي أزدهر فيه عدد كبير من الأدباء والشعراء لم يكونوا في الأصل عربًا ولكن لغتهم كانت العربية مع الدين الإسلامي الذي لا تنفصل هذه اللغة عنه والذي جعلهم داخل بوتقة العروبة والحضارة الإسلامية. وعن التحديات التي تواجه اللغة العربية، أردف عصفور قائلًا: على الرغم من كل السلبيات التي تكتنف العالم العربي حول هذه اللغة العربية وما يصاحبها بسبب الفضائيات والإعلام، فهناك لغة جديدة ثالثة ستكون هي الوسط بين العامية والفصحى، وأعتقد أن هذه اللغة الجديدة التي نطلق عليها في مصر «اللغة القياسية» هي التي سيكون لها الغلبة في النهاية على مستوى الحياة الشعبية، حيث أن لكل لغة من لغات العالم مستويات متعدّدة منها اللغة الأدبية وهناك لغة الحياة اليومية وهذا أمر طبيعي كما أشرت في بداية الحديث.

المدينة