القيم الأخلاقية ـ الإسلامية ـ في الشعر الجاهلي

د. مي صالح نصر


شغلت قضية الالتزام الأخلاقي في الشعر العربي منذ أن أشرقت شمس الإسلام اهتمام الدارسين والباحثين وتصوّر البعض أنّ الشعر الجاهلي قد أغفل هذه القضية  فحياة ُالعرب عندهم ثأرٌ ودماء ومجون وشراب ٌوسلب ٌونهب ؛ نظراً لغياب القانون والعقيدة ، حتى إنّ معيار الحكم النقدي لم يكن يأخذ بنظر الاعتبار الجانب الأخلاقي أو القيمي ، وإنما كان ينظر إلى شعرهم نظرة فنية خالصة ونسي هؤلاء أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم بُعث ليتمم مكارم الأخلاق التي تأصّلت جذورُها في نفوس العرب ، و جُبلوا عليها فأضحت عندهم طبعا وسجيّة وثقافةً لا يستطيعون عنها حولا فحاولت في هذا المقال أن أذكر بعض أبيات الشعر الجاهلي التي تضمّنت قيما إسلامية ذُكرت في القرآن أو السنة ، وهي بذلك تعتبر أدّلة واضحة وبراهين ساطعة على هذه الصفات التي توافرت على أعلى المستويات قولاً وفعلاً من خلال النصوص الشعرية في إطار الحديث عن القيم الخُلقية التي آمن بها المجتمع الجاهلي  .
وقد كانت النصوص الشعرية دون غيرها اعتماداً على قول عمربن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ( الشعر ديوان العرب ) .
معلوم أنّ حياة العرب في عصرما قبل الإسلام لم تكن كلّها ثأرٌ ودماء ، ولم تحُل روح العصبية بينهم وبين التحلي ببعض القيم الخُلقية ( الإسلامية ) فهذه العصبية هي التي دفعتهم في بعض الأحيان إلى الأخذ بالثأر ، وانتزاع الحق بالقوة ورفض الظلم والعدوان والتحلي بالشجاعة من أجل أهداف نبيلة . كما لم يكن أمر القبيلة فوضى داخليا وخارجيا لأنّ أفراد القبيلة متضامنون تربطهم صلات ونظم بالقبائل الأخرى ، وقيم يلتقون عندها فتركوا لنا في شعرهم أثاراً اشتملت على الحكم والوصايا تتضمن نصائح خُلقية تتسم بالتفكير الفطري ، وتتمثل هذه المُثل الجاهلية في (المروءة) وقد فُسرت عندهم بأنها كمال الأخلاق فمن المروءة عندهم الحلم ، الصبر، العفو عند المقدرة ، رعاية الأرامل والأيتام ، إغاثة الملهوف ، نصرة الجار ، وإكرام الضيف وحمايته  وغيرها من الصفات الحميدة ، فإذا تمثّلت أمثال هذه السجايا في رجلٍ كان كاملاً عظيم الشأن في قومه ، فالمروءة عند الجاهليين كالدين عند المسلم.
ومن هذه الخلال والسجايا التي وردت في شعرهم بِر الوالدين: يقول كعب بن زهير
أنا ابن  الذي لم يُخْذِنِي في حياته                   ولم أخذه حتى تغيّبَ في الرجم                                 
                             
ويقول عبيد الأبرص:
لعَمْرُك إنني لأعِفُّ نفسي                         واسترُ بالتكَرمِّ من خصاصِ
وأُكرِمُ والدي وأصونُ عِرضي                     وأكره أن أُعدُّ من الحرِاص
والحرِاص جمع حريص وهو الشديد البخل وورد في القرآن الكريم في  بر الوالدين : (ولا تقل لهما أفّ ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما)  والحديث الشريف : ( الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس ).
حيث جُعل عقوق الوالدين من الكبائر.
القيمة الثانية : ترك الغيبة والنميمة ، فقد كانت هذه الصفات لا تليق بالرجل الكريم ، وهناك تشابه عجيب بين نص في الشعر الجاهلي وبين الآية الكريمة في هذا الشأن من حيث المعنى ، يقول الشاعر المُثقب العبدي :
( العائذ بن مُحصن ) :
        لا تراني راتعا في مجلسٍ
                                     في لحومِ الناس كالسبع الضرمِ
فيصف الغيبة والنميمة بأنها أكل في لحوم الناس وفي القرآن الكريم : ( أ يحبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ) أما القيمة الثالثة فهي التي يسعى إليها الناس حديثا وتعقد لها المؤتمرات ويساق لها المواثيق الدولية هي ؛ قضية أسرى الحرب والإحسان إليهم :  فكان الجاهليون على كثرة الحروب  بينهم يحسنون معاملة الأسرى حتى أنهم يمدحون من يُفدي أسيرا أو يذكرون أفضال الرجل الميت فيذكرون منها أنه كان يُفدي الأسرى ، قال تأبط شرا ( جابربن ثابت )
        وجدتُ ابن كرزٍ تستهلُ يمينه
                                  و يُطلق أغلال الأسيرِ المُكبلِ
وقال زهير في مدح هرم بن سنان الذي أوقف حرب البسوس بين عبس وذبيان هو والحارث بن عوف ، ودفعا ديّات القتلى من الفريقين فقال زهير في مدحهما :
أليس بضرابِ الكماةِ بسيفه                                  وفكاك أغلال الأسير المُقيّدِ
  وقد منع الإسلام الإساءة إلى الأسرى وأوصى رسولنا الكريم بهم خيرا فقال عليه أفضل الصلاة والسلام : (استوصوا بالأسارى خيرا  ) و القيمة الاجتماعية الرابعة هي : رعاية الأرامل والأيتام
فكان الجاهليون إذا مدحوا رجلا وصفوه بمأوى الأرامل والأيتام لذلك لما مدح أبو طالب سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام قال فيه :
وأبيضٌ يُستسقى الغمامُ بوجهه
                                                     ثمالُ اليتامى وعصمة ٌ للأراملِ
وقالت الشاعرة الجاهلية ناجية ترثي أباها :
ألفيته مأوى الأرامل والمُدفّقة اليتيمة
     ويمدح زهير هرم بن سنان فيقول فيه :
أليس بفيّاض يداه غمامة                         ثمال اليتامى في السنين محمدا
والإسلام جعل لرعاية الأرامل والأيتام ثوابا عظيما فقال صلى الله عليه وسلم :
( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ) ( صحيح مسلم )  وفي صحيح البخاري : ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار ) وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم : ( أنا وكافل اليتيم كهاتين ) والحديث عن الأرامل والأيتام يقودونا إلى قيمة أخرى عند الجاهليين وهي : الحياء وغض الطرف عن الجارة ، فلم يقل العربي حياءً وعِفّة عن المرأة في هذا المجتمع لأن الرجل الكريم عندهم ينأى بنفسه عن التعرض للنساء والنيل من أعراضهن وخدش كرامتهن فهو الذي يبذل ماله ونفسه من أجل حماية عِرضه فكيف يسمح لنفسه أن يمس أعراض الآخرين ، لذا التزم العربي بغض بصره عن جاراته وعطل سمعه من سماع حديثهن وفي ذلك يقول حاتم الطائي :
عينيّ عن جاراتِ قومي غفلةٌ
وفي السمع مني عن حديثهن وقْرُ
ويقول عنترة :
وأغضُّ طرفي ما بدتْ جارتي
حتى يُواري جارتي مأواها
إني امرؤ سمحُ الخليقةِ ماجدٌ
لا أُتبعُ النفس اللحوحَ هواها
أما عروة بن الورد فكان يتغافل حتى تلج جارته بيتها ، فيقول
وإن جارتي ألوت رياح بيتها
تغافلت حتى يستر البيت جانبه
وكذلك التزم الجاهلي بعدم زيارة الجارة وبعلها غائب ولهم في ذلك أشعار كثيرة ، نذكر منها ما قاله عنترة بن شداد :
  أغشى فتاةَ الحي عند حليلها                        وإذا غزا في الجيشِ  لا أغشاها       
ويقول حاتم الطائي :
                                              إذا ما بِتُ اختل عِرْسَ جاري
                                               ليخفيني الظلام فلا خُفيت
                                            أأفضح جارتي  وأخون جاري
                                             معاذَ الله أفعل ما حييتُ

القيمة السادسة هي : الصبر
كان الشاعر منهم إذا صبر على المكروه يفخر بصبره ويُوصي الناس بالصبر.
مثلاً الشاعر لقيط بن يعمر الأيادي الذي أرسل عينيته المشهورة إلى قبيلة (إياد) عندما أحسّ بأن جيش الفرس قادمٌ لحرب هذه القبيلة فأوصى قبيلته بالصبر قائلاً في قصيدته العينية:
فاقنوا جيادكم واحموا ذماركم                       واستشعروا الصبرَ لا تستشعروا  الجزعا                   
كذلك كان لهم الصبر عند الشدائد والمصائب حتى كانوا يقولون : الصبر أبقى في الأسى وأودع ومن أحسن ما قيل في الصبر؛ قول نهشل بن حري بن ضمرة الذي تحدث عن الصبر في الحروب ، قال :
ويومٌ كأنّ المصطلين بحرِّه
وإن لم تكن نار قيام على جمرِ
صبرنا له حتى يبوخَ  وإنما
                                               تُفرجُ أيامُ الكريهةِ بالصبرِ
والحديث عن الصبر في ميدان القتال يدفعنا إلى الحديث عن الصبر بوصفه قيمة خلقية وإسلامية فقد عاشَ العربي في بيداء مليئة بالمخاوف حيث القفار الجرداء والوديان الموحشة فتعوّد العربي على هذه الحياة وصبر عليها وصبر على نوائب الدهر وفي ذلك يقول الجمّال العبدي:
لا النائبات لهذا الدهر تقطعنى
والصبر مني على ما نابني خُلُقُ
إنّ الكريمَ صبورٌ كيفما انصرفت به
الصروفُ  إذا ما أفلق الفرَقُ
وأحسن ما قيل في الصبرعلى نوائب الدهر قول عبيد بن الأبرص:
صبرُ النفسِ عند كــلِّ مُلِّـمٍ                     إنّ في الصبر حِيلةَ المحتالِ
ربما تجزع النفوسُ من الأمر                          لــه فُـرجــةٌ كـحـل الـعِـقـالِ
يقول الله تعالى:(يأيّها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين). القيمة السابعة : عِفّة النفس : فقد رفض العربي الذل والهوان وتجلّت عفة نفسه وحسن سيرته عندما يكون مُعدما ، وفي ذلك يقول ابن خذاق العبدين:
فأكرمُ ما تكونُ على نفسي                                إذا ما قلَّ في الأزمان مالي
فتحْسُنُ سيرتي ، وأصون عِرَضي                            ويَجْمُلُ  عند أهل الرأي حالي
و الصبر على الجوع ضرب من ضروب العفّة ، فالعفيفُ يستفّ التراب ولايمدّ يده للأخرين كما ذكر شاعر الصحراء الشنفرى:
وأستفُّ ترُب الأرضِ كى لايُرى                      عليّ من الفضل امرؤ مُتفضِّل
وفي ذلك ما قاله عنترة:
ولـقد أبيـتُ على الطوى  وأظلُّهُ
حتى أنال به كريمَ المأكلِ
وقد أعجب الرسول صلى الله عليه وسلم بعنترة فقال: (ما وُصِف لي إعرابي قط فأحببتُ أن أراه إلاعنترة ) ولذلك لكريم خلقه في شعره .
ولقد ضرب الشعراء الصعاليك أروع الأمثلة في العفّة والترفع عن الدنايا والقيم ، والصبر على الجوع الذي أضحى مجالا للفخرِ بعفتهم وصدق عزائمهم فهذا
أبو فراش الهذلي يرسم صورة نبيلة للجوع الذي حاول النيل منه وأنى له ذلك حيث يقول:
وإني لأثوي الجوعَ حتى يَمَلّني
فيذهبَ لم يَدْنَس ثيابي ولاجِـرْمـى
واغـتـَبِقُ الماءَ الـقِراحَ فأنتـهي
إذا الــزاد أمـسى للمزلّـج ذا طَعْـمِ
أرُدُّ شجـاع البـطنِ قـد تعْلـمينه
وأوُثر غيرى من عيالك بالطُعمِ
مـخافـةً أن أحـيا بَرَغْـمِ وذلـةٍ
وللموتُ خيرٌ من حياةٍ على رَغْم
وفي هذه الصورة موقفان:
1/الموقف الإنساني النبيل الذي تمثل في إيثار الغير على عياله في الطعام الذي وصل بالشاعر إلى أعلى مراتب المروءة.
2/صبره على الجوع ، خوفا من حياة الذل والهوان فالموت عنده أهون من ذلك.
والحديث عن الإيثار يقودنا للحديث عن الكرم الذي كان لزاما على الجاهلي أن يلتزم به حتى لا يكون لعنة لذم النازل وقد أشار إلى ذلك
( عمرو بن الأهتم ) في قوله :
وكلُ كريمِ يتقي الذم بالقِرى                    وللخير بين الصالحين طريقُ
وقد أشار إليه حاتم الطائي في إطار حديثه لزوجته ماوية حيث يقول لها :
إذا ما صنعتِ الزّاد ، فالتمسي له
أكيلا ، فإني لست آكله وحدي
أخا طارق ، أو جار بيتٍ ، فإنني
أخافُ مذماتِ الأحاديث من بعدي
ولقد أملى الخُلق القويم على العربي أن يكون جوادا ليصون عرضه يقول حاتم الطائي :
ذَريني يكن مالي لعِرضي جُنّةٌ                                    يقِ المالُ عِرضي قبل أن تتبدّدا
وقد ضرب عروة بن الورد أروع الأمثلة في الإيثار والكرم والمشاركة الوجدانية وإذابة الفوارق في مجتمع ما قبل الإسلام حتى أن عبد الملك بن مروان قال : ما يسرني أن أحدا من العرب ولدني ممن لم يلدني إلا عروة بن ورد لقوله :
إني امرؤٌ عافي إنائيَ شركةٌ                                 وأنت امرؤُ عافي إنائك واحدُ
أ تهزأُ مني أن سَمِنت وقد ترى                          بجسمي شحوبَ الحقِّ والحقُّ جاهدٌ
أُقسِّم جسمي في جسومٍ كثيرةٍ                                    وأحسو قِراحَ الماءَ والماءُ باردُ
وكان العيب عندهم أن يبيت الغني بطنا وجاراته خماص فالكرم مفخرة والبخل لؤم وهو أقسى ما يُهجى به المرء لذلك رأوا في هجاء الأعشى لعلقمة وقومه بأنهم ينامون ملأى البطون وجاراتهم ساغبات يتضوّرون جوعا رأوا في هجائه سبّةَ شديدةَ جعلت علقمة يبكي حين سمع قول الأعشى :
                    تبيتون في المشتى ملاءً
                 وجاراتكم غَرثى يبتن خمائصا بطونكم
فقال : أ نحنُ نفعل ذلك ؟!!!، أي نحن لا نفعل ذلك وفي ذلك تأكيدا منه على التزامه بالعادات العربية الأصيلة التي تربوا عليها.
 القيمة الأخيرة التي سأتحدث عنها هي :  الوفاء وعدم الغدر:
فقد آمن العربي بالوفاء وتربى عليه ، فالتمسُّك بالكلمة مُقدس عند العربي في ظل مجتمع تلقى القوة بظلالها عليه ، فلا مجال للغدر في قاموسهم ومن تسول له نفسه فعل ذلك يُرفع له لواء في سوق عكاظ للتشهير به وتأديبه على مرأى ومسمع من القوم ليكون عظة وعبرة ، وفي ذلك قال الحادرة لصاحبته سمية مفتخرا بهذه السجيّة :
أ سُميُ ويحكِ هل سمعتِ                        رُفع اللواء لنا بها في مجمع بغدرةٍ
إنّا نعفُّ فلا نُريب حليفنا                               ونكفُّ شحَّ نفوسنا في المطمع
وخير مثال نسوقه في هذا المجال ما فعله السموأل الذي أودعه
امرؤ القيس درعا ، فجاءه ( الحارث بن ظالم ) وقيل (الحارث بن شمر الغساني) لأخذها ، فتحصّن منه ، فأخذ (الحارث) ابناً له وكان في الصيد  وهدده بقتله أو يسلم الدرع ، فأبى ، فضرب الحارث وسط الغلام فقضى عليه ، وبذلك سطر السموأل أروع مثال في الوفاء وحق له أن يفتخر بذلك حيث قال :
وفيتُ بذمةِ الكندي إني                              إذا ما خان أقوامٌ وفيتُ
وأوصى عاديا يوما بألّا                                تُهدَّمُ يا سموألُ ما بنيتُ
بنى لي عاديا حصنا حصينا                              وعينا كلما شئت استقيتُ
لذا استحق أن يُضرب به المثل فيقال : أوفى من السموأل ، لأنه ضحى بفلذة كبده ولم يضعف أمام التهديد والوعيد .
والتزم ( عدي بن زيد ) بالوفاء مع الأصدقاء ، وإن خانوا فقال :
وما بدأتُ خليلا لي أخا ثقة                                 بريبةٍ ولا ربِّ الحلِّ والحرمِ
يأبى لي الله خونَ الأصفياءِ وإن                                    خانوا وداري لأني حاجزي كرَمي
وقد رسمت قصيدة المثقب العبدي التي يقول فيها :
لا تقولنَّ إذا لم تُرد                                         أن تتم الوعد في شيء نعم
حسنٌ قول نعم بعد لا                                          وقـبـيـحٌ قـولُ لا بعـد نـعـم
رسمت هذه القصيدة جانبا من المُثل الأخلاقية من حيث الوفاء بالعهد والتمسك بالكلمة والابتعاد عن الرياء والنفاق وإكرام الضيف كما تعتبر دالية ( عبيد بن الأبرص) التي ضمّنها كثيرا من الحكم والوصايا ـ تعتبر من مجمرات العرب لما حوت من قيم أخلاقية وحسن قول . وبعد هذا العرض لنماذج من القيم التي وردت في الشعر الجاهلي  نقول نحن نسلم بوجود ثقافة القيم والالتزام الأخلاقي في مجتمع ما قبل الإسلام أسهمت في ضبط سلوك العرب وخلقت استقرار اجتماعيا ، ونقرّ بوجود خروج عن هذه الثقافة تمثلت في اللهو والمجون والتهتك الأخلاقي حيث الغزل الفاحش والإسراف في الشراب ، وأؤكد أن هذه القيم الخلقية لم تكتسب النموذجية والكمال إلا حينما اتصلت بالإسلام لأنها موصولة بالكمال المطلق .