
البنية العامة للصيغة اللغوية
م. محمد يحيى كعدان
من مقالاتنا الأربع السابقة يمكن عرض ما يلي:
لتكن f2 ، f1 صيغتي عنصرين يمكن صياغتهما وفق العنصر f، نكتب ذلك رمزاً:
f1 = f و f2 .
ونقرأ: الصيغة f ناتجة عن صياغة f1 و f2، أو نقرأ اختصاراً:
f تساوي f1 و f2.
مثال: إذا كان ( f1 = أخُ ) و (f2 = أمُّ ) وكان f1 = f و f2
فإن ( f = خال )
مثال: إذا كان ( f1 = أخُ ) و (f2 = أمُّ ) وكان f2 = f و f1
فإن ( f = أمُّ )
المثالان أعلاه متعاكسا التركيب ففي الأول أوجدنا f1 و f2 بينما في الثاني أوجدنا f2 و f1
ومنه نرى في الحالة العامة أن الصياغة غير تبديلية، أي:
f2 و f1 لا تساوي f1 و f2.
والآن إذا كانت لدينا الصيغ التالية: f3 ، f2 ، f1 لعناصر يمكن صياغتها وفق العنصر f وبالرمز: f1 ) = f و f2 ) و f3.
يمكن إثبات أن صياغة الصيغ قابلة للدمج (تجميعيّة) وبالتالي لا تتأثر بوجود الأقواس، أي:
( f1 و f2 ) و f1 = f3 و ( f2 و f1 = ( f3 و f2 و f3
وبنفس الأسلوب نستطيع صياغة عدد منته n من الصيغ، أو صياغة صيغة مع نفسها n من المرّات.
مثال: إذا كان ( f1 = أبُّ ) وكان f1 = f و f1 فإن ( f = جدُّ )
مثال: إذا كان ( f1 = ابن ) وكان f1 = f و f1 فإن ( f = حفيد )
مثال: إذا كان ( f1 = زوج ) و ( f2 = أخت ) و (f3 = زوجة )
وكان f1 = f و f2 و f3 فإن ( f = عديل )
وتنطلق صياغة العنصر من عناصر أجزائه لتستقر في العنصر المصاغ ..
فإذا كان x عنصراً تمّت صياغته وفق f1 ليعطي العنصر y نكتب:
x ) f1 = y )
وإذا تمت صياغته وفق f1 = f و f2 نكتب:
f1 ) = y و x ) f1 ) f2 ) = ( x )( f2 ))
نكتب ( x ) f1 ) f2 )) للتعبير عن ( f1 و x )( f2 )، لأننا نبحث في البداية عن
x ) f1 ) ثم عن ( x ) f1 ) f2 ))
نكتب ( x ) f2 ) f1 )) للتعبير عن ( f2 و x )( f1 )، لأننا نبحث في البداية عن
x ) f2 ) ثم عن ( x ) (f2 ) f1 ))
وواضح عندما لا نستخدم الأقواس أنّ:
f1 ) = f1 f2 و f2 ) وأنّ f2 ) = f2 f1 و f1 )
تنشأ الحاجة إلى اللغة عند وجود ثلاثة عناصر على الأقل، هي: متكلم، وموضوع يتم التحدث عنه، ومستمع؛ وإن غياب أحد هذه العناصر ينفي وجود اللغة.
والآن ليكن لدينا المتكلم: عادل، والموضوع: زيد يُعَلِّم عمرواً القراءة، وليكن المستمع: جمال.
وحتى يتم التفاهم بين المتكلم والمستمع عن الموضوع، يجب أن يكون هناك تعريف نسبي لهذا الموضوع بينهما، ويتم هذا التعريف عندما يُعَبِّرُ الموضوع عن نفسه بصيغةٍ بالنسبة لكل من المتكلم والمستمع.
وهذه الصيغة قد تكون، رؤية كل منهما لزيد يُعلِّم عمرواً القراءة، لدى إشارة عادل لجمال إلى ذلك.
أو قيام عادل بفعل تمثيل ( عرض ) لذلك الموضوع أمام جمال كمثال آخر.
أما في حال النطق، فإن هذه الصيغة هي قول عادل لجمال: زيد يُعَلِّم عمرواً القراءة.
ومنه فالعبارة السابقة يجب أن تكون تعريفاً للموضوع بالنسبة للمتكلم والمستمع، كما في حال المشاهدة، التي تعني تعريفاً نسبياً بينهما بالموضوع.
وبالتالي فالحالات السابقة من إشارة أو فعل أو نطق: هي اللغة. وهي صيغة تعريف بالموضوع.
تعريف: اللغة هي مجموعة من الصيغ.
وقد قلنا إن اللغة هي مجموعة من الصيغ، ولم نقل إن اللغة هي مجموعة كل الصيغ، لأنه يمكن إثبات أنه لا توجد مجموعة لكل المجموعات أو الصيغ، ومهما كان عدد الصيغ في تلك المجموعة، فإننا نستطيع دوماً صياغة صيغ جديدة لا تنتمي إلى تلك المجموعة.
وحيث أن اللغة هي صيغ تُعَبِّرُ عن الموضوع، أي: تقوم بتعريفه او صياغته كما قلنا، فإنها تأخذ الشكل العام للصيغة وهو: x ) f = y )
حيث x هو عنصر أو n من العناصر، تقوم الصيغة f بصياغتها لتعطي العنصر y.
وإذا عَوَّضْنا عن الصيغة f بالصيغ الأساسية التي تصاغ منها، فإننا نحصل على الشكل العام:
x ) f1 ) f2 ) … ) fn = y ))) ... )
وحيث أن عملية صياغة الصيغ عملية تجميعية (قابلة للدمج)، فإننا نستطيع أن نكتب ما سبق دون أقواس:
x ) f1 f2 … fn = y )
تعريف: البنية العامة للصيغة اللغوية تأخذ الشكل:
f1 f2 ... fn ، أو صن ن ... ص2 ص1 (ص من صيغة)
وهي عبارة عن صياغة من الصيغ الأساسية، حيث نُسمي هذه الصيغ الأساسية: بالأبجدية.
( مثلها في ذلك صياغة الرقم 3657 مثلاً ).
ونؤكد هنا أن f = y هي صيغة ما، قد تكون سلعة، وعندها fi هي صيغ أوّلية لصياغة تلك السلعة.
قد تكون f = y عملاً فنياً، وعندها fi هي صيغ فنيّة لصياغة ذلك العمل الفني.
قد تكونf تعبيراً راقصاً، وعندها fi هي صيغ للحركات في ذلك التعبير.
قد تكون f تعبيراً بالإشارة، وعندها fi هي صيغ للإشارات في ذلك التعبير.
قد تكون f تعبيراً كتابياً، وعندها fi هي صيغ للرموز الكتابية في ذلك التعبير.
قد تكون f تعبيراً لفظياً، وعندها fi هي صيغ للرموز الصوتية في ذلك التعبير.
|
|
|